في الأيام الأولي لتولي الدكتور/ أحمد الطيب إمامة الأزهر الشريف يتطلع العالم إلي من تقذف به العناية الإلهية لتولي المشيخة فيأخذ بيد الأزهر والأزهريين لما فيه خير العباد والبلاد.. الكل يدعو الله أن يجبر علي يديه كسر الأمة ويرفع بصلاحه وتقواه توالي المظالم والشعور المرير بالذل والهوان.. وفي نفس الوقت وللأسف الشديد ينشط البعض بالغمز واللمز والسخرية بل والتربص لتصيد المواقف والكلمات ليبدأ بإلقاء الحجارة ويشفي غليل صدره!! وهكذا يختصر بعض أصحاب الأقلام حياتهم كلها للطعن في الدعاة وعلماء الأمة ومشايخها.. دون أن يدروا أن الإسلام أمر بضرورة احترام وحب وإكرام علماء الأمة, ففي الحديث القدسي قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عن رب العزة: ياموسي لو يعلم الناس إكرامي لعلمائي لتمنوا أن يكونوا ترابا يمشون عليه, وعزتي وجلالي لأسفرن لهم عن وجهي يوم القيامة واعتذر لهم بنفسي.. ولأقبلن شفاعتهم فيمن كرمهم وعظمهم وآواهم في ولو كان فاسقا.. وعزتي وجلالي لانتقمن ممن عاداهم ولأطلب ثأرهم. أدعو الله لإمامنا الأكبر الشيخ/ أحمد الطيب ألا يأبه لمثل هذه الصغائر أو يرعي لها التفاتا أو حتي يتابعها حتي يتمكن من العمل بقلب سليم يعينه علي ما كلفه الله القيام به.. فالمصريون والعرب والمسلمون في بقاع الأرض ينتظرون دورا متميزا فاعلا قويا وملموسا من فضيلة الإمام الأكبر.. بل إن البعض ذهب لأبعد من ذلك فألقي عليه مسئولية العثور علي مخرج من القضية الفلسطينية ورفع العار عن بيت المقدس تلك المشكلة الكئود التي بدأت منذ عام1948 م واستمرت حتي الآن وقد أعيت الحكام والشعوب والمسئولين العرب والأجانب للخروج منها, فلا تفزع ياسيدي الإمام حين يختارك رب العزة لهذه المرحلة العصيبة بقدر معلوم ومحسوب( إنا كل شيء خلقناه بقدر وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر)50,49 القمر, هذه المرحلة من حياتنا تحتاج إلي رجال أتقياء, أنقياء, أولياء, ربانيين يقول تعالي في حديث قدسي: ياعبدي كن عبدا ربانيا تقل للشئ كن فيكون ولا عجب لان هذا العبد قد صدق في عبوديته لله واستشعر معاني الخلافة لله في أرضه فاستحق أن يكون الله بصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها كما في الحديث فلا عجب أن يجري الله النصر علي يديه, هذا إذا أدركت الأمة جميعها أن عليها الدور الأكبر في إنقاذ هذا الوضع المضني الذي لن يحل إلا بعزيمة الشعوب علي نصرة الله في كل أفعالها وأقوالها ونواياها إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم(7 محمد), هذا هو وعد الله الحق( وكان حقا علينا نصرالمؤمنين)47 الروم. إن الله لايغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم(11 الرعد), أما إن هان علينا ديننا وشريعتنا تركنا الله للتخبط وسلط الله علينا عدونا فاستنفد بعض ما في أيدينا. ورجاء أخير.. سيدي الإمام لا تطلب العون أو المساندة من أحد غير الله.. اتقاء شر أقلام نذرت رسالتها لمحاربة الدين وأهله علي مر العهود, ضاربة عرض الحائط بجلال الله وعظمته لان( من إجلال الله تعالي إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن) فالكافي هو الله( أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ومن يضلل الله فماله من هاد, ومن يهد الله فماله من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام)37,36 الزمر.