توصلت الباحثة هالة خيري الجوهري المعيدة بكلية التربية جامعة عين شمس إلي تصميم برنامج يقوم علي استخدام الوسائط التكنولوجية المتعددة بغرض تحسين الخدمة التعليمية المقدمة للتلاميذ المعاقين عقليا. وأوضحت الباحثة في رسالة الدكتوراة التي قامت باعدادها تحت إشراف الدكتور محسن حامد فراج أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة عين شمس إلي أن نسبة الإعاقة العقلية تمثل تقريبا(22.5%) من حجم الإعاقة في مصر, وأصبح تجميع التلاميذ المعاقين عقليا في مدارس التربية الفكرية هدفا في حد ذاته, وترك أمر إعداد هذه الفئة للجهود الفردية لمعلميهم, وهو ما يظهر ضعف الخدمة التعليمية المتخصصة وعدم مناسبتها لظروف التلميذ المعاق عقليا في المرحلة الابتدائية, فالتلميذ بعد إتمامه لهذه المرحلة يخرج إلي ميدان الحياة, ويفترض ان يتعلم خلالها مواد ثقافية تهدف إلي تزويده بالقدر الضروري والأساسي من المعارف والمهارات الحياتية الضرورية والتي تتفق وظروف بيئته وتنمي قدراته وتزوده بأنماط السلوك الملائم مثل( التعرف علي افراد الأسرة والأقارب, وأدوات الطعام, واستخدام الآلات البسيطة, والمشاركة في الفعاليات المدرسية, وممارسة العبادات, وحماية النفس من المخاطر, وشغل أوقات الفراغ بأنشطة مفيدة,.... الخ) بحيث يستطيع التفاعل ومواجهة متطلبات حياته اليومية في البيئة والمجتمع الذي يعيش فيه. وقامت الباحثة برصد واقع البرامج التعليمية التي تقدم حاليا للتلاميذ المعاقين عقليا وذلك من خلال آراء عينة من أخصائيي تكنولوجيا التعليم القائمين بالعمل داخل معامل الكمبيوتر بمدارس التربية الفكرية المطورة, تبين وجود مؤشرات بعدم تناسب محتوي هذه البرامج, وضعف في المهارات والاهتمامات الحياتية لدي هؤلاء التلاميذ, فتلميذ هذه الفئة يحتاج إلي برامج وظيفية مرتبطة بحياته اليومية, وهو ما سعت اليه الدراسة حيث قامت بتصميم برنامج يقوم علي استخدام الوسائط التكنولوجية المتعددة بغرض تحسين الخدمة التعليمية المقدمة, وبما يتناسب مع طبيعة هؤلاء التلاميذ وظروف إعاقاتهم. ودلت عملية تجريب البرنامج علي مجموعة صغيرة منهم علي فاعلية البرنامج وجدواه في تنمية مهارات الحياة في المدرسة, ومهارات الوقاية من المخاطر البيئية, مهارات النظافة والمحافظة علي النفس, وزيادة الاهتمامات الحياتية ومساعدتهم علي الاندماج في المجتمع والتفاعل مع بيئتهم.