انعقدت عليه الآمال ليكون نواة لإنشاء المتاحف المتخصصة وأحد المقاصد المهمة كمزار ثقافى سياحى أثرى يسهم فى بقاء المدينة العظيمة رمزا للحضارة والثقافة فى منطقة الشرق الأوسط بأكملها حيث يعد الأول من نوعه على مستوى الجمهورية, إنه متحف الموزاييك بمنطقة الشاطبى الذى يمثل منظومة علمية أثرية لفترة من أهم فترات التاريخ السكندري، تحكيها مجموعة نادرة من قطع الفسيفساء، ورغم ذلك فإن العمل متوقف به منذ سبع سنوات، وكان من المفترض الانتهاء من أعمال التأسيس فى 2012, واعتبر المتخصصون عدم استكماله خسارة فادحة للدولة وإهداراً للمال العام لما كان سيدره من ملايين الدولارات لخزينة الدولة . أرضيات نادرة ماذا يعنى متحف الموزاييك؟ سؤال توجهنا به الى الخبير الأثرى أحمد عبد الفتاح الذى قال: إن هذا المتحف يقع فى أجمل بقعة منعزلة بالاسكندرية، حيث يتأخم منطقة حدائق الشلالات الغناءة من الغرب والبحر المتوسط من الشمال، علاوة على ثراء موقعه المجاور لمعبد الرأس السوداء وفى نفس الموقع توجد المقبرة المرمرية التى تم اكتشافها فى مقابر اللاتين عام 1964 وقد اختير هذا الموقع لإقامة متحف يعتبر من أندر المتاحف المتخصصة، حيث كان من المقرر أن تعرض به أرضيات الفسيفساء اليونانية الرومانية التى اكتشفت بالاسكندرية، وأنحاء مختلفة من القطر المصري، ويستطرد: إن الفسيفساء هى عبارة عن سجادة من أنفس وأجمل أنواع الرخام الملون، وتتميز بأنها أخلد وأطول عمرا ولدينا فى الاسكندرية مجموعة من أرضيات الفسيفساء النادرة، عليها موضوعات أسطورية أخاذة منها أرض فسيفساء بها آلاف من الأحجار الملونة لإلهين يقومان بمطاردة غزال والقضاء عليه ومحيط بهما مجموعة رائعة من الحيوانات وهناك أيضا ارضية فسيفساء مصورة عليها ميدوزا وهى الكائنة اليونانية الرومانية ذات النظرات الحادة القاتلة التى تحول كل كائن حى يقع نظرها عليه الى حجر أصم والطريف أن هذه اللوحة الفسيفساء توضع فى أرضيات قاعات الطعام لطرد الضيوف تجنبا لدعوتهم لتناول الطعام وهى موجودة حاليا بالمتحف المصرى ومن أندر اللوحات و موزايكو الوحيدة المصور عليها ربة التاريخ الاغريقى كيليو وهى فتاة مثالية جميلة ,وأشار إلى أنه يوجد أكثر من (25) قطعة من الفسيفساء محفوظة وللأسف لم تعرض حتى الآن نتيجة توقف أعمال انشاء المتحف عقب قيام ثورة يناير، مما قضى على حلم تحويل المنطقة بالكامل الى منتجع بحر أوسطى أثرى بديع يجذب السائحين للاسكندرية، فإن عدم استكماله يعد إهدارا للثروة الأثرية والمال . حجة التمويل وعن سبب عدم استكمال متحف الموزاييك يقول الأثرى إبراهيم درويش مدير عام المتاحف سابقا ورئيس اللجنة المشرفة على اعداد المتحف إن كل مايتعلق بمتحف الموزاييك شأنه شأن المتاحف الأخرى كالمتحف اليونانى الرومانى وجميع مشاريع وزارة الآثار وهى عدم توافر الامكانات المادية و بنظرة متأنية نجد أن الموارد المالية لوزارة الآثار قبل ثورة يناير كانت لاتقل عن (300) مليون جنيه شهريا نتيجة ازدهار السياحة العربية والاجنبية أما خلال الفترة الحالية فلا تتعد (10) ملايين وعن أعمال اللجنة الخاصة بالمتحف أكد أنه فى عام 2009 قامت اللجنة بتجميع قطع الموزاييك التى ستعرض بالمتحف وكان هناك تصور بأن يكون مثل متحف بوردوه بتونس ليكون الأول من نوعه فى مصر وقد رصدت له ميزانية نحو (50) مليون جنيه أنفق منها نحو (10) ملايين وتوقف العمل ,و كان هناك خطة بحلول عام 2015 يكون لدى مدينة الاسكندرية خمسة متاحف هي: اليونانى الرومانى و القومى و المجوهرات والموزاييك والمتحف البحرى بالاضافة الى مشروع متحف الآثار الغارقة وللأسف ضاع الحلم تحت وطأة الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تعرضت لها البلاد عقب ثورة يناير والتى بسببها توقفت الأعمال بالمتحف ولم ينته منها سوى 30% فقط . حملة دولية الاسكندرية تحتاج الى اعادة هيكلة كمدينة أثرية سياحية تفتقد العديد من الامكانيات لجذب السياحة الدولية....بهذه الكلمات بدأ الدكتور خالد عزب رئيس اللجنة الوطنية المصرية للمتاحف حديثه, قائلا: إن مشروع متحف الموزاييك أحد أهم الاضافات الاثرية للمدينة لكونه الوحيد فى مصر من هذا النوع من الفن خاصة انه تم اكتشاف العديد من قطع الموزاييك منها لوحة ضخمة من الفسيفساء يبلغ طولها (24) مترا بمنطقة الازاريطة بالاضافة الى العديد من القطع التى تم جلبها من بعض المواقع الاثرية فى مصر. ويضيف أن فكرة تأجيل استكمال وافتتاح المتحف نتيجة للظروف التى تمر بها وزارة الآثار واعادة ترتيب الاولويات فى ظل الازمة الاقتصادية الأمر يتطلب ضرورة البحث عن حلول غير تقليدية لانجاز ماتبقى من أعمال بالمتحف حتى يصبح قاطرة لتنشيط الحركة السياحية بالاسكندرية ....ونحن كلجنة وطنية نقوم باعداد دراسة تفصيلية عن متاحف الاسكندرية وستكون جزءاً من ملف سيجرى تقديمه للمجلس الدولى للمتاحف بهدف الترويج لمتاحف الثغر ,وعلى جانب آخر لابد أن تكون هناك خطة شاملة لتراث الاسكندرية يحدد من خلالها الالويات على أن تقوم المحافظة بالاشتراك مع وزارة الآثار وغرفة السياحة بعمل حملة دولية لتمويل هذه الخطة ويمكن أن تكون تحت عنوان انقذوا تراث الاسكندرية ويمكن أن تلاقى هذه الخطط دعما من مؤسسات التمويل الدولية ,ويطالب بالايقاف الفورى لعمليات الهدم والبناء بمنطقة كوم الدكة وإعلانها محمية اثرية لأنها تضم تحتها المدينة القديمة ثم يأتى بعد ذلك متحف الموزاييك كجزء أساسى من الخطة .