«فى حال التوافق على رئيس الجمهورية، نحن منفتحون على رئاسة الحكومة»،هكذا تحدث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فى خطابه الأخيربمناسبة إنتصاره فى حرب يوليو 2006ضد إسرائيل، بمايعنى أن رئاسة عون للجمهورية إذا دعمه زعيم تيار المستقبل سعد الحريرى،سيقابلها رئاسة الوزراء للحريرى،فرئاسة مقابل رئاسة. رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى قال:«ليس هناك من هو أفضل من الحريرى لرئاسة الحكومة ،وأنا معه ظالما أو مظلوما». رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذى يدعم عون للرئاسة ضد مرشح الحريرى النائب سليمان فرنجية قال: الحريرى «ما بدّو جميل من حدا» ليكون رئيساً للحكومة، فهو لديه 26 نائباً سنّياً وتمثيلاً سنّياً، ولا يحتاج منّةً مِن أحد. زعيم التيار البرتقالى المرشح الرئاسى المدعوم من حزب الله العماد ميشال عون أبلغ التيارالأزرق بزعامة الحريرى أنه يقبل أن يكون الحريرى رئيساً للحكومة ويعطيه الضمانات المطلوبة،ولكن الحريرى لم يكتف بجواب الجنرال، إنما أراد الحصول على ضمانات من حزب الله،وجاء كلام نصرالله تأكيدا لاستعداد الحزب لتسهيل المشاورات بشأن رئاسة حكومة بعد الانتخابات الرئاسية. وجدّد نصر الله التمسك بترشيح الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية،وكان واضحاً فى توجيهه الرسالة إلى رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى،وذلك تتويجاً لعدد من الرسائل المتبادلة بين حزب الله وتيار المستقبل، بشأن انتخابات رئاسة الجمهورية وما سيتبعها من استحقاقات، سواء على مستوى تأليف الحكومة، أو الانتخابات النيابية،حيث كان تيار المستقبل مقتنعا أن حزب الله يرفض وصول الحريرى إلى رئاسة الحكومة،فأتى خطاب نصرالله ليفتح صفحة جديدة، ويبدّد هذا الاقتناع. أما الرسائل المتبادلة بين حزب الله والمستقبل فكانت قد وصلت إلى مرحلة طالب فيها الحريرى بالاتفاق على سلة متكاملة تشمل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اختيار رئيس جديد للحكومة، والاتفاق على توزيع الوزارات، وعلى قانون جديد للانتخابات، وعلى مجموعة من الإجراءات التى ستتخذها الحكومة المقبلة، ومن بينها زيادات ضريبية وأخرى تتصل بآليات العمل فى مجلس الوزراء والتعهد بعدم تعطيل الحكومة،ولكن حزب الله، رفض لائحة المطالب ،وحصر أمر المفاوضات فى رئاستى الجمهورية والحكومة، وفق قاعدة: رئاسة الجمهورية فى مقابل رئاسة الحكومة. بكلام أوضح: العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، والحريرى رئيساً للحكومة. تيار المستقبل عقد اجتماعا لمناقشة ما طرحه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الأزمة الرئاسية والملفات الأخرى. وكانت كتلة المستقبل، التى تعبّر عن موقف رئيسها فؤاد السنيورة، قد علّقت على خطاب نصرالله، معتبرة مسألة انتخاب رئيسٍ للجمهورية أو انتخاب رئيس مجلس النواب أو اختيار رئيس مجلس الوزراء هى أمور وطنية بامتياز وليست مسائل لتبتّ كل مجموعة طائفية أو مذهبية بما تظن أنه منصب يتعلق بحصتها أكثر مما يخص غيرها. رئيس كتلة المستقبل النيابيّة فؤاد السنيورة اقترح اسم رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة»- حزب الله- النائب محمد رعد رئيسا للبرلمان ربما رغبة منه بالحصول على دعم الحزب له لرئاسة الحكومة، أو محاولة لدقّ إسفين بين الحزب وحركة أمل التى يرأس زعيمها نبيه برى مجلس النواب منذ عام 1992 وحتى اليوم ، لكن نصرالله رد على ذلك قائلا إن مرشح الحزب لرئاسة مجلس النواب بعد الإنتخابات النيابية المقبلة هو رئيس المجلس النيابى الحالى نبيه برى، فهوالشريك فى المعركة، فى السياسة، فى التفاوض ، فى الميدان. تيار المستقبل يرى أن خطوة نصرالله فى اتجاه الحريرى ليست أكثر من توجيه رسالة مجانية له غير قابلة للصرف ولا للتسويق، واصفا المبادرة بأنها مناورة معقدة وإعلامية وغير مضمونة النتائج ولن تساهم فى تحريك المياه الراكدة فى اتجاه الإسراع بانتخاب الرئيس. ولكن لماذا يُبدى حزب الله استعداداً للسير بالحريرى رئيساً للحكومة بعد انتخاب العماد عون، ويرفض مطلقاً وصول رئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة إلى رئاسة الحكومة؟ حزب الله لم ينس للسنيورة موقفه المناهض للمقاومة فى حرب يوليو 2006 ضد إسرائيل ،حيث ذهب إلى قمة الخرطوم وطلب حذف عبارة تأكيد أنّ المقاومة هى تعبير صادق عن حق الشعب اللبنانى وإبدالها بتأكيد حق الشعب اللبنانى فى تحرير أرضه والدفاع عن كرامته. ويحاور رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى حزب الله حول الطاولة الثنائية،و يمثل الشرعية السنية،ولا مفر أمام الحزب من التعاون مع شرعية الحريرى فى تحقيق أية نقلة نوعية فى مسار خروج البلد من أزمته، بالرغم من تناقض المواقف بين الحزب والحريرى فيما يخص الأسد والأحداث السورية. وزير الداخلية نهاد المشنوق أحد صقور المستقبل يؤكد فى تصريح صحفى «لا شيء اسمه سلة كاملة، وموضوع انتخاب رئيس الجمهورية ليس جزءا من الحل بل هو باب الحلول لأن ميزان القوى هو الذى يقرر وليس الاتفاق السياسى الشامل، وميزان القوى فى لبنان لمصلحة رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى ليكون رئيسا للحكومة ،كما انه لمصلحة الرئيس نبيه برى رئيسا للبرلمان. عضو كتلة المستقبل وزير الداخلية الأسبق النائب أحمد فتفت وصف محاولة نصرالله فرض تسوية معينة عبر تسمية رئيسى الجمهورية والحكومة، بأنها تغاض عن الدستور وتجاوز له، ولا أرى فى كلامه أية ضمانات، ولن نقبل بشروط حزب الله، وإذا كان رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريرى سيصل الى رئاسة الحكومة فإنه سيصل بتسمية مجلس النواب وليس بتسمية نصرالله،فمنذ سنة 2006 وحتى اليوم ، لم يلتزم نصرالله بشيء وقّع عليه، وهو يصرّ دائماً على أنه سيد النظام، وأنه الناظم الأمنى للدولة اللبنانية وهو الذى يريد وضع التعيينات لكل المناصب. رئيس جهاز الاعلام والتواصل فى حزب القوات اللبنانية ملحم الرياشى أكد أنه من الطبيعى أن يكون الحريرى رئيسا للحكومة ، حيث إن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع يقول دائما إن الحريرى ليس بحاجة لترشيح أحد ومن الطبيعى أن يأتى هو رئيساً للحكومة. النائب عن الجماعة الإسلامية عماد الحوت يرى كلام نصرالله الأخير استدراجاً لتقديم عروض وتنازلات حول رئاسة الحكومة، لأن الحزب لا يمتلك القدرة على تعيين رئيس الحكومة، بل يشارك فى اختياره. رئيس حزب التوحيد العربى وئام وهاب داعم الأسد ونصر الله يؤكد أن عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريرى إلى رئاسة الحكومة مستحيلة قبل مراجعة مواقفه الإقليمية حيث إن مواقف الحريرى الأخيرة تبعده عن رئاسة الحكومة كثيراً وحركته الرئاسية حركة دون بركة. وفى تصريح له على مواقع التواصل الاجتماعى أعلن وهاب ان «فريق 8 آذار يقرر اسم الرئيس»، وأن لبنان لا يتحمل رئيس حكومة معاديا لسوريا وإيران ،ونحن لن نطرح رئيسا للجمهورية معاديا للسعودية ،ولا أحد من 8 آذار يملك تفويضاً بتقديم وعود للحريرى». وبالنسبة لموقف إيران فإنها تعتبر أن مايقرره نصرالله داخل لبنان فهى موافقة عليه،وكذلك الموقف السورى الذى يرى أن حزب الله مخول بتقرير مايراه مناسبا ،فهل يدعم الحريرى عون للرئاسة مقابل عودته رئيسا للحكومة،فى ظل ترشيحه للنائب سليمان فرنجية زعيم تيار المردة والذى حظى بموافقة السعودية وفرنسا وأمريكا،أم أنه سيقرر مايراه فى مصلحته ومصلحة التيار الأزرق، أم أن الظروف الإقليمية والدولية واللاعبين فى الساحة اللبنانية سيحولون دون وصول عون إلى قصر بعبدا بعد فراغ رئاسى مستمر للعام الثالث على التوالى ،وكذلك وصول الحريرى للسراى الحكومى رئيسا للوزراء بعدما فقد المنصب فى 2010 بعد استقالة وزراء حزب الله؟