تصدر الاشتراكيون بزعامة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند نتائج الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية التي جرت أمس الأول, حيث يتجهون لضمان الأغلبية المطلقة للسيطرة علي الجمعية الوطنية البرلمان بحصولهم علي نحو 47 % من الأصوات. وكشفت النتائج النهائية للجولة الأولي من الانتخابات والتي أعلنتها وزارة الداخلية الفرنسية فوز الاشتراكيين وحلفائهم الخضر بنحو47% من الأصوات مقابل35% من الأصوات لحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية الذي يتزعمه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. ومن المنتظر أن يحصل الخضر الشركاء في الائتلاف الحكومي علي ما بين10 إلي15 مقعدا. وفي نتيجه دفعتها المشاعر المناهضة للاتحاد الأوروبي, شهدت الانتخابات زيادة في عدد المؤيدين لمارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة, والتي تريد الخروج من منطقة اليورو والوقوف أمام ما أسمته أسلمة فرنسا. وحصل حزب لوبان علي13.6% من الأصوات, متقدما بنسبة4%, ليحصد3 مقاعد فقط. وحققت لوبان فوزا كاسحا في بلدة هينان بومونت شمال فرنسا, لتتفوق بذلك علي منافسها اللدود مرشح أقصي اليسار جان لوك ميلينشون. وشكلت النسبة القياسية للامتناع عن التصويت السمة الأبرز في هذه الانتخابات, حيث قدرت بحوالي43% من بين46 مليون ناخب مسجل في القوائم الانتخابية, وهو ما يعد نسبة كبيرة من عزوف المواطنين عن المشاركة في الاقتراع. ويرجع المراقبون السبب في هذه النسبة الغائبة الكبيرة إلي معرفة الفرنسيين للنتائج سلفا وبسبب انقسام اليمين. وتوقعت معاهد الاستطلاع أن يحصل الاشتراكيون وحلفاؤهم علي ما بين283 و329 مقعدا من بين577 هي إجمالي مقاعد الجمعية الوطنية, موضحة أنهم في حال حصولهم علي329 مقعدا فإنهم سيمسكون بزمام البرلمان دون أن يعتمدون علي أصوات الخضر أو جبهة اليسار المناهض للرأسمالية. وبعد إعلان النتيجة, أعرب أولاند ورئيس الوزراء جان مارك ايرولت وكذلك أمينة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري عن امتنانهم من النتيجة التي تشير إلي رغبة الفرنسيين في التغير. ورحب جان مارك ايرولت رئيس الوزراء الفرنسي بإعادة انتخابه في منطقة لوري اتلانتيك, داعيا الفرنسيين إلي منح الحزب الاشتراكي وحلفائه أغلبية واسعة وصلبة ومنسجمة, لكنه حذر من أن كل شيء معلق علي جولة الإعادة الأحد المقبل. وعقب ظهور نتائج الجولة الأولي, حذر الحزب الاشتراكي أنصاره من الركون للنتيجة, وأكدت نجاة فالو بلقاسم المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية من أنه لا يوجد أمر مؤكد بعد ولكن ما حدث في السادس من مايو الماضي عند انتخاب أولاند يبدو أن علي وشك التبدل. ومازال السباق مستمرا للفوز ب541 مقعدا في الجمعية المؤلفة من577 مقعدا. ويأمل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف برئاسة مارين لوبان في الفوز بأصوات في منطقة باد كاليه التي كانت تشتهر بالتعدين و منطقة جارد بجنوب البلاد و أماكن أخري. ولم يمثل فوز اليسار في انتخابات أمس مفاجأة حيث اعتاد الفرنسيون منذ عام2002 اختيار نفس المعسكر للرئاسة والبرلمان. وأظهرت النتائج استجابة الفرنسيين لدعوة أولاند لإعطائه دفعة قوية تمكنه من إجراء إصلاحات خلال معركة فرنسا ضد الديون السيادية الأوروبية وارتفاع معدلات البطالة والاقتصاد المأزوم. ومن المتوقع إذا دعمت نتائج جولة الإعادة التي ستجري الأسبوع المقبل نفس نتائج الجولة الأولي أن يدعم موقف أولاند كبطل لحركة النمو التي يعتبرها الحل الوحيد لأزمة الديون السيادية الأوروبية في مواجهة خطط التقشف التي تقودها ألمانيا.