«غنى يا سمسمية لرصاص البندقية، وكل ايد قوية حاضنة زنودها المدافع.. غنى للمدافع وللى وراها بيدافع ، ووصى عبدالشافع يضرب فى الطلقة مية.. غنى يا سمسمية».. كلمات انطلقت على أوتار آلة السمسمية، لعبت دورا مهما فى فترة حرب الاستنزاف حيث كانت الأداة الأولى والأكثر تأثيرا فى الحرب الإعلامية، واستخدمها سكان القنال البسطاء لتأجيج مشاعر الوطنية والمقاومة عند المصريين. فى السهرات اليومية وفى المناسبات العامة والعائلية لأهل مدن القناة، تصنع «السمسمية» البهجة وتتألق لتلهب مشاعر الصحبة بموسيقاها وأغان من التراث والفولكلور الشعبى، وأخرى تشتبك مع الواقع، يعبرون بها عن أحوالهم ويقومون بها الآلام والأوجاع الحياتية. صلاح عبدالحميد محمد آدم الشهير ب «الريس كابوريا» وناظر مدرسة السمسمية بالسويس ومدن القناة، وأحد رواد هذا الفن الشعبى أرجع أصلها إلى الفراعنة، تجدها مرسومة على جدران المعابد، أتى النوبيون وقت حفر القناة ب «الطنبورة» التى كانت تستخدم فى الزار ومن بعدها دخلت «السمسمية» عن طريق التجار وعمال البحر إلى السويس ومنها إلى بورسعيد والإسماعيلية. وأوضح « كابوريا» الفرق بين الآلتين قائلا: «الطنبورة» كبيرة وصوتها غليظ، أما «السمسمية» فصوتها أرفع، وسميت بهذا الأسم لأنها «مسمسمة» وكانت أوتارها تشد من أمعاء الماعز. يضحك «كابوريا» وهو يحكى قصة محبوبته: السمسمية نداهة، آلة فنية جميلة من يعشقها تعشقه وتتجاوب معه فى آلامه بعزفها على خمسة أوتار هى «شرارة»، «الصداد»، «الرداد»، «المجاوب» وأخيرا «البومة»، لذلك لم توضع فى التخت الموسيقى فهى ليست لها نوتة مكتوبة. يستكمل حديثه: كان يرتاد المقاهى جماعات تجار البحر والبمبوطية والفقراء والأثرياء لسماع عزفها، وعلى نغماتها دندن مشاهير الطرب فايزة كامل، محمد قنديل، سمير الاسكندرانى، محمد العزبى ومحمد منير. الريس «كابوريا» يطالب المسئولين بضرورة توثيق هذا التراث إيمانا منه بضرورة إحياء فن السمسمية واتخذ من جمعيته «محبى السمسمية والفن الشعبي» وسيله للارتقاء بفنه وبمواهب الأجيال العاشقة لتراث هذا الفن فى السويس. «كابوريا» شارك ضمن الرعيل الأول فى «فرقه ولاد الأرض» يونيو 1967، حيث جاهد مع زملائه أعضاء الفرقة التى أسسها الكابتن غزالى وغنى عشرات الأغانى الوطنية الخالدة وكانت فى تلك الفترة بمثابة نشرة أخبار لكل المجندين فى المعسكرات.