سوف تتوالي ردود أفعال صاخبة بعد أن انتصر معسكر المتشكيين في أوروبية بريطانيا وذلك في الاستفتاء علي الخروج الذي جري يوم الخميس الفائت جاءت نتيجة 52% لصالح مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي.. وأولي النتائج المترتبة علي ذلك المتغير الخطير هي تشظي صيغة المملكة المتحدة, إذ صار من المؤكد أن تعيد اسكتلندا بقيادة الحزب القومي الاسكتلندي المطالبة باستقلالها من جديد وبخاصة مع تلك الروابط التاريخية والمصالحية التي تربط بروكسل وأدنبرا, لا بل لن يقتصر الأمر علي خروج أسكتلندا من صيغة المملكة المتحدة, وإنما أيرلندا الشمالية كذلك والتي ستهتز فرصة هذا الوضع الاستثنائي من أجل الانتقام لعقدها التاريخية إزاء التاج البريطاني وضد أيرلندا الجنوبية الخاضعة له.. وثاني التداعيات هو رحيل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون في أكتوبر المقبل ليحل مكانه زعيم آخر من نفس حزب المحافظين, بعد أن فقد مصداقيته التي كانت علي المحك في ذلك الاستفتاء.. وأما ثالث التداعيات فهو صعود الاتجاهات اليمينية والعنصرية إلي حد هائل لتنضم بريطانيا إلي الدول الأوروبية التي تشهد مدا يمينيا كبيرا مثل النمسا والمجر وفرنسا وألمانيا وبولندا, ولعل قيام أحد المتعصبين من حركة (بريطانيا أولا) اليمينية المتطرفة بطعن النائبة العمالية جوكوكس وضربها بالرصاص قبل أيام كان إحدي آيات ذلك المد اليميني.. وسوف يشجع هذا الزلزال السياسي البريطاني – في تقديري – علي خروج دول أخري من الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا واليونان, يعني دول جنوب القارة المثقلة بالديون. بخروج المملكة المتحدة سيتحرر ذلك البلد من سيطرة بعض الموظفين غير المنتخبين في بروكسل علي قرارات سيادية بريطانية, الأمر الذي يخالف الثقافة السياسية البريطانية, كما ستتملص بريطانيا من عضويتها في منطقة اليورو التي قيدت مرونة صانعي السياسات النقدية, سواء في القدرة علي تقليص قيمة العملة الوطنية في أوقات الانكماش الاقتصادي, أو ظهور مشكلات جراء التفاوتات الاقتصادية الهائلة بين الدول المشاركة في منطقة اليورو.. خلاصة الوضع أن الاتحاد الأوروبي سيترنح جراء تلك الضربة, أما المملكة المتحدة فسوف تتفكك بعد أن قرر شعبها القفز إلي المجهول هربا من هيمنة بروكسل. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع