أصبح العمل من أولويات الأمور التى تفكر فيها المرأة ليس فقط لإثبات الذات بل أيضا لتلبية الكثير من مطالب الحياة، والمشاركة المادية مع الزوج, ولكن غالباً ما تشعر الأم بالذنب خلال العطلة الصيفية، بسبب بقاء الأبناء فى المنزل طيلة النهار وتكون عودتها إلى البيت بعد نهار طويل وممل بالنسبة إلى الأبناء هو مفتاح الفرج للخروج والتنزه والترفيه، بينما تتمنى هى أن تأخذ قسطًا من الراحة فى البيت، وتتمنى لحظتها لو أن هناك مدرسة صيفية تقول هبة حسين «أم لثلاثة أطفال» الإجازة الصيفية بالنسبة لي تمثل ضغطاً عصبياً ومادياً، لدرجة أننى أصبحت أتمنى أن تظل المدارس مفتوحة طوال العام وبلا إجازة، حيث إنني طوال فترة وجودى فى العمل أشعر بالخوف عليهم، من أن يلحقوا بأنفسهم الضرر. وتؤيدها فى الرأى نسرين إبراهيم أم (لطفلين) بقولها: على الرغم مما أعانيه فى أيام الدراسة من توصيل أطفالى يوميا إلى المدرسة وإلى أماكن الدروس الخصوصية، بشكل يجعلنى أتمنى أن يمر العام الدراسى سريعا، فإن فرحتى بقدوم الإجازة الصيفية تنتهى سريعا، بسبب خوفى من بقاء أبنائى بمفردهم في المنزل أمام شاشة التليفزيون والكمبيوتر، وخوفى عليهم مما يتلقونه عبر هذه الأجهزة.ورغم ما تعانيه الأم عليها أن تدرك أهمية العطلة الصيفية بالنسبة للأبناء، خصوصًا إذا كانوا فى مرحلة الطفولة، كما يقول د. أحمد يحيى أستاذ علم الاجتماع لأنهم فى حاجة اليها لعدة أسباب. للشعور بالاسترخاء: فإذا كان الطفل فى الحضانة فإن المكان حوله ملىء بالضوضاء والتعليمات والنشاطات التفاعلية، لذلك فإن العطلة الصيفية تشكل بالنسبة له فترة استرخاء . للتخلص من الشعور بالإرهاق والتوتر: حيث يشعر الطفل بالإرهاق تماما مثل الكبار سواء كان فى المدرسة أو الحضانة، لأن هناك أسبابا عديدة لتوتره مثل رموز السلطة المتعددة «الوالدان والمعلمة» والعلاقات بين زملاء المدرسة، الدروس الكثيرة, فتكون الإجازة فرصة للراحة من كل ذلك. للتخلص من النمط السريع للعام المدرسى والروتين خاصة ان الذهاب الى المدرسة أو الحضانة مبكراً, و بمجرد وصوله الى المنزل بعد انتهاء اليوم الدراسى، عليه أن يتناول غذاءه ثم انهاء ما عليه من واجبات, ثم ذهابه إلى النشاط الرياضى، كلها أمور عليه إنجازها بسرعة حتى يحين موعد نومه والاستيقاظ صباحاً مبكرا ليبدأ نفس النمط اليومي. لابتكار الذكريات: فالإجازة تتيح للطفل تخزين ذكريات فى ألبوم حياته, فالطفل يتذكر لفترة طويلة كيف كان يقضى الاجازة وما هى الألعاب التى كانت تستهويه. ويرى د. شوكت محمد استشارى الطب النفسى أن الطفل لا يشعر بانشغالك عنه إلا فى الإجازة، ولكى لا يتمكن هذا الشعور من نفس طفلك يقدم لك طريقة لتنظيم وقت طفلك في أثناء الإجازة: إذا كان عمر طفلك يتراوح بين 3 و5 سنوات، لا تجعليه يشعر وكأنك تريدين التخلص منه فى فترة غيابك عن المنزل، اجعليه يشعر وكأنك تقدمين مكافأة بنزهة يومية إلى منزل الأهل عند جدته أو خالته أو عمته إذا كنت ستتركيه عندهم, أو اتركيه فى حضانة صيفية تتوافر فيها الشروط الصحية والنفسية والترفيهية الملائمة للطفل, وانقلى معه بعضاً من ألعابه وأغراضه الخاصة، ليشعر بأن هذه الأماكن هى امتداد لعالمه الخاص.بعد تجاوز طفلك عمر السنوات الخمس يمكنك إلحاقه بالنشاطات الترفيهية التى تقدمها المدرسة فى فصل الصيف، و يفضل عدم ترك الطفل وحيداً فى المنزل دون سن الثانية عشرة، ولكن إذا اضطررت لذلك فاحرصى على التواصل معه عبر الهاتف خلال فترة غيابك، كما يجب التواصل معه بعد عودتك من العمل يومياً، فأخبريه عن عملك لتشجعيه على رواية أحداث يومه. حاولى قدر الإمكان أن تأخذى إجازتك السنوية فى الصيف لتقضى أطول وقت ممكن مع طفلك، ويفضل أن تسافر الأسرة فى هذه الاجازة الى المصيف إذا كانت ظروفك المادية تسمح بذلك لأن السفر يكون متعة بالنسبة للأطفال.