في شهر رمضان تصفد الشياطين وتغلق أبواب جهنم إيذانا بموسم الرحمات والغفران والعتق من النار، ومع دخول الشهر الكريم كتب الله على إثنين من الأشقياء الذين تركوا لشهواتهم ونزواتهم العنان ليضاعفوا كبائرهم بالزنا والقتل مرة واحدة أن يصفدا في الحديد وأن يكبلا في السجن انتظارا لاستكمال التحقيقات في قضية رسما خيوطها ونفذاها بدقة قبل نحو عام ونصف العام واعتقدا أن صفحات الأيام طويت ما اقترفاه. والاثنان هما زوجة خائنة وعشيقها تجردا من كل معاني الإنسانية والمروءة والأخلاق وأقاما علاقة محرمة مستغفلين رجلا مكافحا بسيطا يحاول تأمين لقمة العيش لأسرته ، بل ودبرا له مكيدة للتخلص من حياته وإزهاق روحه دونما ضمير. لكن إرادة الله شاءت أن يفضح فعلتهما المنكرة وجريمتهما الشنعاء على الملأ وأن تظهر ملامح وفصول الخيانة ولو بعد حين . فقد استيقظ الأهالي في قرية الخيارية بمركز المنصورة على حركة واسعة للشرطة بإتجاه منزل السيد عباس عبد الكريم ويعمل سباكا عمره 47 عاما والذي إختفى منذ عام ونصف ويعتقد الجيران وأهالي القرية أنه يعمل في القاهرة حسب رواية زوجته ولأنه منقطع في علاقته مع أهله وله شقيق واحد وبينهما مشاكل وخلافات أسرية عديدة فلم يكترث أحد كثيرا لغيابه . وقبيل حلول شهر رمضان ببضعة أيام شعر الأخ المقيم بمدينة الفردوس دائرة قسم أول المنصورة بالشوق إلى أخيه ورغبته في التصافي معه في هذه الأيام المباركة مبديا أمله في حل كل المشاكل المعلقة بينهما، وحينما اقترب من منزل أخيه وجد رجلا غريبا يدعى عماد ع أ س 45 سنة في صالة المنزل الرئيسية يتصرف ويتحرك بأريحية وثقة كأنه رب البيت، فدخل عليه وسأله عن اسمه وصفته وماذا يفعل في هذا المكان، فأجابه الرجل بأنه زوج السيدة سامية ش 38 سنة التي تعيش في المنزل ثم استدرك في الكلام بعد أن نبهته هذه السيدة بسرعة والتي خرجت من الغرفة بإيماءة من حواجبها وقال إنه عامل يقوم بالصيانة في المنزل . خرج محمد عباس 33 سنة شقيق السيد ويعمل عاملا والشك يساوره فيما جرى ولم تقنعه إجابة الرجل الغريب في منزل أخيه فما كان منه إلا أن سارع إلى قسم شرطة مركز المنصورة وقيد بلاغا عن إختفاء أخيه ويطلب المساعدة في كشف اللغز. في هذا اللحظة استنفر رجال مباحث مركز المنصورة ضباطا وأفرادا لكشف غموض الواقعة وتم تشكيل فريق بحث برئاسة العقيد سيد خشبة مفتش المباحث والرائد رامى الطنطاوى رئيس مباحث المركز لسرعة الوصول إلى الحقيقة ويالها من حقيقة مرة . فقد كشفت التحريات عن وجود علاقة آثمة بين الزوجة وعشيقها الذي كان يجلس عندها نتج عنها أن أنجبت طفلة سفاحاً عمرها شهرين اسمها " سما ". ومن ضمن الكوارث في القضية معرفة إبن الضحية بعملية القتل والعلاقة الآثمة بين والدته وبين عشيقها التي يبدو أنها نجمت عن علاقة سيئة ومعاملة قاسية من الأب لإبنه، فقد شارك كريم 17 سنة مرغما في حمل جثة أبيه وإخفاء الخبر بعد أن هدد العشيق الإبن بأنه سيلحق بأبيه إن تفوه بكلمة واحدة فخضع له خاصة وهو يعمل بمزرعة هذا العشيق. وأظهرت التحريات أن الزوج قتل مخنوقا ومضروبا بآلة حادة ثم قام القتلة بوضعه في سجادة ونقلوه عن طريق "توك توك"، ثم قاموا بدفنه أمام مزرعة دواجن ملك العشيق وبإرشادهم تم العثور على الجثمان وتبين أن الجسد عبارة عن هيكل عظمى. وكشفت التحقيقات الأولية أن الزوجة وعشيقها تربطهما علاقة آثمة من سنوات وعقدوا النية والعزم على التخلص من الزوج ليخلو لهما الجو وينعما بعلاقة أبدية لا يعكر صفوها أحد. كان اللواء عاصم حمزة مدير أمن الدقهلية تلقى إخطارا من اللواء مجدى القمرى مدير المباحث الجنائية حول الحادث ، وبمواجهة المتهمين اعترفا بارتكاب الواقعة كما إعترفا ببيع موتوسيكل خاص بالضحية في مدينة شربين ووتم استخراج جثته.