فيما أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادى استكمال المرحلتين الأولى والثانية لتحرير الفلوجة بنجاح، مؤكداً فى الوقت ذاته، أن النصر على تنظيم داعش فى معركة تحرير الفلوجة "أصبح باليد"، شن عناصر تنظيم داعش الإرهابى هجوماً موسعاً على القوات العراقية فى قضاء كبيسة غربى مدينة الرمادى مركز محافظة الأنبار. وأضاف العبادى، خلال اجتماعه بالقيادات الامنية والعسكرية فى مقر قيادة عمليات الفلوجة "هدفنا تحرير الانسان وتحقيق الانتصار وتحرير الاراضى بأقل الخسائر". وقال إن "النصر اصبح باليد بهمة وشجاعة المقاتلين وأن العالم ينظر بإعجاب لانتصارات العراقيين وتحرير المدن المغتصبة وإلحاق الهزائم المتلاحقة بداعش". ومن جانبه، جدد قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدى تأكيده على استمرار عمليات تحرير مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم "داعش"، بينما أشار إلى وجود مقاومة من التنظيم فى محاور اقتحام المدينة. وقال الساعدى إن "القوات العراقية تواصل عملياتها العسكرية لاقتحام مدينة الفلوجة ومن مختلف المحاور والاتجاهات الجنوبية والشمالية والشرقية للمدينة". وأضاف الساعدى أن "هناك مقاومة من تنظيم داعش لكنها ليست بالعنيفة، وقواتنا تعالجها بكافة الأسلحة وبمساندة طيران التحالف الدولى والقوة الجوية والمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ". وقد اهتمت وسائل الإعلام الأمريكية بعملية تحرير الفلوجة، وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن معركة "الفلوجة" اصبحت تطوق الفلوجة نفسها. وأصبحت القوات العراقية الحكومية التى تحاصر المدينة تتعثر وتتعرقل بشكل ملحوظ نتيجة الهجمات المضادة الشرسة التى يشنها مسلحو داعش. وفيما تمكن قلة من المدنيين من الهروب من المدينة عند اقتراب القتال، فإن الأوضاع الراهنة لعشرات الآلاف من المحاصرين داخلها مازالت تثير تساؤلات ملحة. وأشارت الصحيفة فى تقرير لها بثته على موقعها الألكترونى إلى أن معركة الفلوجة تدور رحاها الآن بين "كوكبة" من قوات الأمن الحكومية والميليشيات الشيعية ومقاتلى القبائل السنية، وجميعهم يقتربون من المدينة من جهة الشمال والجنوب، ولا يقاتلون حتى الآن للاستيلاء على مركزها. وأشارت إلى أن هناك نحو 50 ألف مدنى لايزالون يعيشون داخل الفلوجة، وهم محرومون منذ فترة طويلة من شحنات المواد الغذائية والدواء نتيجة الحصار الذى تفرضه الحكومة إلى جانب تعرضهم الآن لنيران المدفعية حيث يشتد القتال حول المدينة. أما مجلة "تايم" الأمريكية فقد كان عنوان مقالها عن الفلوجة هو " تحقيق الانتصار على داعش فى الفلوجة من شأنه أن يؤذى العراق برمته". ورأت المجلة فى تقرير لها بثته على موقعها الألكترونى أن العراق ربما ينتصر على داعش فى نهاية المطاف، لكن مع وجود احتمالات ومخاطر بشأن مستقبل هذا البلد المنقسم. وفى هذه الأثناء، ذكر بيتر هاوكينز ممثل صندوق الأممالمتحدة لرعاية الطفولة اليونيسف فى العراق أن هناك 20 ألف طفل على الأقل محاصرون حاليا فى مدينة الفلوجة بغرب العراق، حيث ينفد الغذاء والدواء وهناك نقص فى إمدادات المياه النظيفة. وحذر هاوكينز أيضا من أنه نظرا لتواصل العنف فى التصاعد فى الفلوجة وعبر العراق فإن الأطفال يمكن أن يواجهوا خطر التجنيد القسرى.