يتابع العالم الاستعدادات لإجراء انتخابات الرئاسة المصرية بشغف واهتمام بالغين, واصفا إياها بالحدث التاريخي, ليس لمجرد كون هذه الانتخابات هي الأولي بعد ثورة25يناير التي نالت إعجاب العالم, وليس لسخونة المنافسة وصعوبة التكهن بالفائز بها, ولكن لكون مصر دولة محورية ستؤثر نتيجة انتخاباتها بصورة مباشرة علي كافة دول المنطقة الأخري, بل وعلي العالم كله, واتضحت صور هذه الاهتمام من خلال ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز من أن متابعة المصريين للانتخابات الرئاسة وحملاتها الدعائية المكثفة تفوق في أهميتها متابعتهم لبطولة كأس العالم لكرة القدم, وكذلك من خلال المقال الذي نشرته الصحيفة نفسها للعالم المصري الكبير الدكتور أحمد زويل, والذي قال فيه إن مصر الآن تدخل الآن مرحلة تاريخية, في حين تحدثت وكالة رويترز باهتمام عن الحملة الدعائية الأخيرة التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين لمرشحها في اليوم الأخير قبل الصمت الانتخابي, معتبرة إياها بأنها استعراض للعضلات, بينما ركزت وكالة الأنباء الفرنسية في تقرير لها ما وصفته بوجود انقسامات في الرأي بين الشباب الذين فجروا الثورة حول من سيصوتون له في الانتخابات, ومستقبل ثورتهم فيما بعد انتخاب الرئيس, ما بين متفائل ومتشائم مما هو قادم. وأبرزت وسائل الإعلام العالمية أيضا مدي ترقب الدول المختلفة لنتائج هذه الانتخابات, وبخاصة الولاياتالمتحدة, حيث ذكرت وكالة بلومبيرج في تقرير لها أنه يتعين علي واشنطن أن تتقبل أي رئيس مصري يختاره الشعب حتي لو كان إسلاميا, وهو ما فشلت في إظهاره الولاياتالمتحدة في انتخابات الجزائر وفلسطين, معتبرة أن الانتخابات المصرية فرصة للإدارة الأمريكية لكي تمحو فكرة أن واشنطن تؤيد الانتخابات الحرة النزيهة فقط عندما تكون راضية عن نتائجها.