فلتبتعد الآن عني، أنا لا أدري.. لماذا صرت تطاردني.. في صحوي وفي نومي، لماذا أنت لم تزل باقيا معي في خيالي وأحلامي، أريد أن أكره كل شئ مررت به معك، ما هذا القيد الذي يكاد يخنقني، أريد منك أن تعطيني فرصتي. أترك لي يوما حرية أن أحيا بحرية دون وجهك، ودون رسمك، دون أن تهاجمني في كل الوجوه ملامحك، ثم أخبرني ما هذه الديكتاتورية التي تمارسها معي في غيابك، فلترحل عني، كفاني الآن منك وكفاك مني، ألا تعي أن لي حياة وبيتا، ألا تعلم أن هناك من ينتظرني كل يوم، أم تراك تراني ذات مرجعية غير أخلاقية، إياك أن تصدق أن الحب لا يموت، فكل شئ يا من كنت حبيبا خلق ليموت.. دعنا من مشاعرنا التي أكلتنا، وأحرقت زهور أيامنا لوعة واشتياقا، دعك من كلماتك، التي تستبيح كل شئ حولنا، دعك من الحرية، التي أوصلتني للجنون، لقد تحول الحب عندي لوحش كاسر، يريد ان يفترسني، ويحيل حياتي لاكتئاب، كفاك حصار لأني أختنق، يكفي أننا افترقنا.. وللفراق احترام، أمكتوب علي أن أبكي في كل الأحوال؟ حين وداعك.. وحين الفراق، أو فاخبرني: ما هذه الآلام التي تسكن ضلوعي رغم اختياري بألا ألقاك؟ صار ليلي غارقا في رحيلك.. فكيف لي أن أحيا أسيرة وجدك؟ ** ما ثورتك سيدتي سوي اعتراف.. وإن شئت الدقة.. لوعة واحتراق، وما الحرية سوي بعض من تلك النسمات، التي تطيرنا للسماء، وتستدعي من أعماق قلوبنا الأشواق، لتأنس ولو كذبا ببعض منها تلك الذكريات، التي كنا نحلم بها يوما..فداستها وداست على أحلامنا الأيام، وهذا عهدي بك وعهدك بي، فلتهدئي.. فلن يموت الحب يوما .. رغم الفراق، بل يحترق الكيان داخلنا.. ويميد بنا الزمان.. نترنح كثيرا.. وما نصحو إلا على قسوة الحرمان، من براءة ماتت في عيوننا.. وأحاطتنا العيون كلها بالزيف والخداع.. ثم أخبريني: هل تستوعبين الفرق، بين الفراق وبين العناد؟ ما الفرق إذن؟ بين أن تحتوي بين جوانحك إنسانا ..أو تئنين تحت وطأة الخوف.. من ماض هو أنقي من الحاضر، الذي بادلك عشقا ببيت، صرت منه تعانين هدم الكبرياء.. ما استحق يوما أن يعيش من انكسر كبرياؤه، وما استحق لقب إنسان، وعن جدارة سيحيا ما تبقي من حياته، تحوطه الوحشة، بعدما مات منه الأمان، ستغلف أيامه وحدة، يلعق منها الندم، بعدما ذاق الحرمان، فهنيئا لك بآلام تقطن ضلوعك.. وهنيئا لي بالكبرياء! فما الخيال عاد يعينني، ولا واقع صار يؤويني.... [email protected] المزيد من مقالات أيمن عثمان