لحظة إنسانية مؤثرة سقط أحد أباء الضحايا في مجزرة بورسعيد مغشيا عليه وسادت حالة من الغضب والاستياء الشديد بين أسر المجني عليهم لاعتراضهم علي مناقشة دفاع المتهمين للشهود باسئلة اعتبروها مستفزة لمشاعرهم. فيوسادت اجواء التوتر داخل القاعة خلال جلسة الأمس, مما دفع المحكمة لرفع الجلسة وبعد عودة الهدوء للقاعة عادت المحكمة للمنصة مرة ثانية وأمرت بتجهيز القاعة لمشاهدة الاسطوانات المدمجة التي تتضمن لقطات من الاحداث وطالب رئيس المحكمة أسر الضحايا بالخروج, مشيرا إلي أنهم ربما ينفعلون أثناء مشاهدة اللقطات, فتعهد له الاهالي بالتزام الهدوء.. عقدت الجلسة برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد وعضوية المستشارين جاد المتولي ومحمد عبدالكريم عبدالرحمن. وطالب أحد المحامين هيئة الدفاع عن المتهمين بعرض لوحة للمدرج الشرقي لاستاد بورسعيد قدمها إلي هيئة المحكمة لعرضها علي الشهود ومناقشتهم بناء عليها فأمرت المحكمة برفع الجلسة لحين إعداد اللوحة للعرض, مما آثار عضب المتهمين داخل القفص بسبب رفع الجلسة لاحساسهم بحالة من القلق والتوتر والملل.. وسجل احد المحامين المدعين بالحق المدني اعتراضه علي اللوحة التي قدمها الدفاع, مؤكدا أنها ليست حقيقية وحدث بها تلاعب ولا يجوز للشاهد أن تؤخذ شهادته بناء عليه. واعتلت هيئة المحكمة المنصة مرة أخري, واستمعت لأقوال الشاهد علي عثمان( طالب) الذي قرر انه ذهب إلي استاد بورسعيد مستقلا سيارة ملاكي مع عدد من اصدقائه وكان يرتدي تي شيرت أحمر, فقال له صديقه اخلعه احنا مش متأمنين, احنا في عربية لوحدنا وفور وصولهم إلي بورسعيد بين الشوطني تقابلوا مع عسكري أمن مركزي الذي اخبرهم بضرورة خروجهم قبل نهاية المباراة بخمس دقائق قائلا: اطلعوا بسرعة علشان هايحصل قلق. وأضاف انهم دخلوا الاستاذ دون إجراءات تفتيش كالمعتاد بدون تذاكر وجلسوا اسفل شاشة العرض مباشرة, وقبل انتهاء المباراة حاولوا الخروج إلا أن ثلاثة من اصدقائه فقط خرجوا وبقي آخر داخل المدرج فتبعه الشاهد لاخراجه لكنه صمم علي البقاء مع جماهير الأهلي ثم توجه الشاهد إلي الممر للخروج من الاستاد فوجده مغلقا والتقي بأمين شرطة وطلب منه فتح الباب فرفض وتركه وانصرف فصعد إلي المدرج مرة أخري في محاولة منه للخروج من البوابة الثانية فوجدها مغلقة ايضا وقبل انتهاء المباراة بدقائق قليلة فوجئ بجماهير النادي المصري تنزل إلي الملعب متجه إلي مدرج الأهلي وسمح الأمن لهم بالمرور وهجموا عليهم وضربوهم بالاسلحة البيضاء من عصي ومطاوي واسلحة أخري لا يعرف اسمها منها الجنازير, بعضها ملفوف بطريقة معينة, وفي نهايتها كورة حديد وعصاية شمسية بها مسامير وحاول جمهور الأهلي الفرار إلي الممر لكنهم لم يتمكنوا من الخروج وكانت جماهير المصري تعتدي بالضرب علي كل من يرتدي ال تي شيرت الاحمر وكان ضرب موت مش عادي وانه تعرف عليهم من لهجتهم البورسعيدية. أشار الشاهد انه حاول الاستغاثة بأحد جنود الأمن المركزي ودله علي شخص من جمايهر المصري يقوم بسرقة متعلقات جماهير الأهلي والاعتداء عليهم بالضرب فاكتفي المجند بصفع هذا الشخص علي وجهه وتركه يلوذ بالفرار فقال له الشاهد انت مش هاتقبض عليه فرد المجند انت مش هاتعرفني شغلي ووجدت أحد اصدقائي بالصدفة غارقا في دمائه نتيجة طعنه بالسكين وحاولت انقاذه وطلب مني احضار حذائه من داخل الممر وعند نزوله فوجئ بالبوابة الحديدية سقطت علي الجماهير الذين حاولوا الفرار من الضرب والتعذيب إلي الممر وشاهد عدد كبير من الجثث وكانت جماهير المصري تلقي بالشماريخ داخله ويقولون لجماهير الأهلي احنا هانعلمكم ماتدخلوش البلد دي تاني وبعد خروجه من الاستاذ قام شخصيان ملتحيان بتوصيله إلي المطار ووجه دفاع المتهمين سؤالا إلي الشاهد عما إذا كانت قوات الأمن قد اعتدت علي جماهير الأهلي فأجاب ايوة وهنا صفق المتهمين من داخل القفص واهاليهم فغضب رئيس المحكمة وقال لهم بتصقفوا علي ايه هو انا شغال في مسرح وامرهم بالتزام الهدوء وطلب الدفاع اثبات تناقض أقوال الشاهد فاعترض احد اهالي الشهداء والمدعين بالحق المدني لأنها اسئلة ايحائية وموجهة, فقالت المحكمة كلكم امانة في رقبتي وانا عارف انا بعمل أية وفي نهاية الجلسة قررت المحكمة تأجيل نظر القضية لجلسة اليوم لاستكمال مشاهدة الاسطوانات المدمجة.