في محاولة للقضاء علي الحواجز السياسية بين ثلاث من أقوي الاقتصاديات العالمية, دعا رئيس الوزراء الصيني وين جياباو دول شمال شرق آسيا إلي زيادة التعاون في مواجهة الرياح الاقتصادية العالمية المعاكسة وذلك في الوقت الذي اتفقت فيه الصين واليابان وكوريا الجنوبية خلال اجتماع قمة في بكين أمس علي إطلاق مفاوضات بشأن ابرام اتفاقية ثلاثية للتجارة الحرة بسرعة. وتشير التقارير إلي أن الدول الثلاث أسهمت معا بنحو19.6% من حجم تجارة العالم و18.5% من صادراته في عام2010, وذلك وفقا لدراسة جدوي للاتفاقية التجارية المقترحة نشرتها الحكومات الثلاث أواخر العام الماضي. من جانب آخر, وعلي صعيد أزمة الديون السيادية اليونانية, وصفت مصادر صحفية في النمسا الأزمة اليونانية بأنها من أكبر التحديات التي تواجه الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن وتهدد اقتصادياته, مشيرة إلي أن جهودا أوروبية حثيثة تبذل لإنقاذ الاقتصاد اليوناني المتعثر. وعلي صعيد متصل, أكد فولفجانج شويبله وزير المالية الألماني أن بلاده غير مستعدة لإجراء أي شطب في المعاهدة المالية لضبط الموازنة التي أقرتها دول الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي باستثناء بريطانيا والتشيك. تأتي هذه التصريحات للوزير الألماني قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا أولاند إلي العاصمة الألمانية برلين غدا الثلاثاء لعقد قمة مع المستشارة أنجيلا ميركل. في الوقت نفسه, كثف السياسيون والمسئولون في الائتلاف الحاكم في برلين من مطالبهم بخروج اليونان من منطقة اليورو أملا في أن يرفع ذلك من حظوظ الحزب المسيحي الديمقراطي في أهم انتخابات محلية المانية بولاية شمال الراين وستفاليا أمس, ولتضييق الفارق بينهم وبين الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي تلقي دفعة قوية بوصول مرشح الاشتراكيين إلي رئاسة فرنسا. وشهدت استطلاعات الرأي الألمانية صعودا ملحوظا في شعبية الاشتراكيين الألمان بسبب مطالبتهم للمستشارة ميركل باستراتيجيات لتحفيز نمو الاقتصاديات الأوروبية المتعثرة وعدم الاكتفاء ببرامج التقشف التي قد لا تتحملها دول مثل اليونان. من ناحية أخري, فجرت مجلة دير شبيجل مفاجأة, حيث أشارت استنادا إلي تقرير لوزارة المالية الألمانية إلي أنه حتي في حالة خروج اليونان من منطقة اليورو وتخليها عن العملة الأوروبية الموحدة فإنها ستستمر في تلقي الأموال من آلية الإنقاذ الأوروبية, بهدف الحد من الآثار السلبية لهذه الخطوة علي الاقتصاد اليوناني.