فور تولى الدكتور بطرس غالى منصبه كامين عام للامم المتحدة عمل على تعزيز دور الاممالمتحدة وتمكينها من تحقيق غايات واهداف السلم وبنائه والتنمية والديمقراطية عقب الحرب الباردة . وشهدت فترة ولاية الراحل الدكتور بطرس غالى الامين العام الاسبق للامم المتحدة مواجهات مع إسرائيل والولاياتالمتحدة، كان أهمها قضية مجزرة قانا، التى أسفرت عن مصرع أكثر من 100 شخص فى لبنان بسبب القصف الإسرائيلي، وتم اجراء تحقيق رسمى فى موقع المجزرة والذى ادان اسرائيل كما تفاقمت الازمة بين بطرس غالى وواشنطن اثناء عمليات للامم المتحدة فى يوغوسلافيا، وبعد فشل الاممالمتحدة فى وقف مذابح التطهير العرقى فى رواندا فى عام 1994. ووصفت السفيرة الأمريكية مادلين اولبريت لدى الأممالمتحدة فى ذلك الوقت، الدكتور بطرس بطرس غالي، بالرجل الصعب والعنيد فجاء قرار واشنطن" بالفيتو" ضد توليه ولاية ثانية كأمين عام للامم المتحدة ، وعمل غالى بجرأة فى إصلاح الأممالمتحدة إداريا لدرجة لم يوافق الكونجرس الأمريكى وقتها على دعم الأممالمتحدة ماليا وتقديم متأخرات من حصة الولاياتالمتحدة التى زادت على مليار دولار فى ميزانية المنظمة الا بعد رحيل غالى عن الاممالمتحدة. ويقول الدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربية فى كتابه بعنوان"طابا..كامب ديفيد..والجدار العازل-صراع الدبلوماسية من مجلس الامن الى المحكمة الدولية ان شخصية الدكتور بطرس غالى وسمعته الدولية وعلاقاته القوية بغالبية رؤساء افريقيا كانت عاملا رئيسيا فى حشد التأييد له لشغل منصب الامين العام للامم المتحدة فى مواجهة مرشح نيجيريا ومرشح زيمبابوي. وقد ظهر جليا اهتمام الاممالمتحدة به عند وفاته وقف بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أمام صورة الدكتور بطرس غالى بالقاعة التذكارية بعد قيامه بوضع باقة من الورود حولها وانحنى تحية وتقديرا له، ووصف بان كى مون بطرس غالى بأنه حطم الحواجز عندما أصبح أول أفريقى وعربى يتولى منصب أمين عام الأممالمتحدة، ليكون صوت الدول الأفقر والأقل قوة فى الأسرة البشرية . وتحدث عن رثائه عدد من سفراء الدول أعضاء بالأممالمتحدة عن بطرس غالى ودوره بالمنظمة الدولية داخل قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة التى أدلى فيها بالقسم عند توليه منصب الأمين العام للأمم المتحدة قبل 25 عاما ، عن فترة قيادته للمنظمة الدولية ومساهماته فى عمليات حفظ السلام، فى الفترة الصعبة التى تولى فيها بين عامى 1992 و1996، بعد الحرب الباردة التى مثلت خلالها الخلافات بين القوى العظمى قدرة الأممالمتحدة على العمل. وقال السفير اللبنانى نواف سلام رئيس المجموعة العربية بالاممالمتحدة أن الإرث الذى تركه بطرس غالى كبير فى الأممالمتحدة وبلده مصر والعالم العربى والعالم فهو المثقف الذى لم تثنه تحديات مرحلة ما بعد الحرب الباردة، والمصاعب التى واجهتها الأسرة الدولية عند بدء ولايته، عن طرح مبادرات هامة لا تزال يتردد أصدائها حتى اليوم، ووضع أجندة السلام وهى تصور الراحل الكبير لدور الأممالمتحدة فى الدبلوماسية الوقائية وحفظ السلام وصنعه، ودعواته من أجل بناء السلام وحفظ السلام فى العالم بدلا من تفجير وإدارة الأزمات، و ضرورة أن تتسم الولايات الممنوحة لعمليات حفظ السلام بالواقعية وأن تزود بالموارد المالية الكافية، وحرصه على المحافظة على استقلالية منصب الأمين العام والأمانة العامة للقيام بمهامها على أفضل وجه. ولاتزال الأممالمتحدة تتذكر رئاسة الدكتور بطرس غالى أول قمة على الإطلاق لمجلس الأمن الدولي،كرمز على إرادة قادة العالم للاستفادة بشكل أكبر من الأممالمتحدة، وطلب منهم غالى وقتها أفكارا وعملا على حد سواء لتقوية دور الأممالمتحدة.