ما حدث من تفجيرات فى بروكسل بالتأكيد شغل الاهتمام الأمريكى الرسمى والشعبى على السواء ولساعات طويلة. خاصة أن الشبكات الاخبارية التليفزيونية تابعت وبشكل متواصل تطورات الأحداث وردود الأفعال. كما أنها ناقشت كل ملفات الارهاب والأمن و"داعش" والمسلمين فى أوروبا وأمريكا.. وتركت جانبا طوال اليوم متابعتها المكثفة للسباق الانتخابى الرئاسى وزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لكوبا. ومع توالى الأخبار القادمة من بروكسل قال جيه جونسون وزير الأمن الوطنى الأمريكى لا توجد لدينا أى معلومات استخباراتية "محددة" و"موثوق بها " حول أى خطط ارهابية مشابهة ضد الولاياتالمتحدة. ومع هذا تم تشديد الاجراءات الأمنية فى المطارات ومحطات القطارات فى أمريكا. خبراء الارهاب تحدثوا بشكل واضح وصريح عن احتمالات تكرار مثل هذه العمليات الارهابية فى أوروبا وامكانية حدوثها فى الولاياتالمتحدة أيضا. وطالبوا بتبادل أكثر للمعلومات وتعاون أعمق ما بين الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية الأمريكية من أجل حصر أشمل للعناصر الارهابية خاصة "الخلايا النائمة". واتخاذ خطوات واجراءات استباقية "تجهض" خطط الارهاب أينما كانت. ولم يتردد خبراء الارهاب فى التذكير بأن كثرة المعلومات وتراكمها بشكل عام فى حاجة الى "غربلة" أفضل للوصول الى حقائق ملموسة ومفيدة. واتفق أغلب المراقبين على أن هجمات بروكسل سوف تحرك بل تزلزل أجندة المتنافسين فى المعركة الانتخابية فيما يخص ملف مواجهة الارهاب والقضاء عليه كأولوية فى مجال الأمن القومي. وانتهز البعض من غلاة اليمين المتشدد ( كما جرت العادة) هذا العمل الارهابى فى دفع أجندتهم العنصرية.. اذ قيل من جديد وتكرر القول بأن الرئيس أوباما ما زال مترددا فى تسمية ما يحدث بأنه "ارهاب اسلامى راديكالي" وان كان فى الوقت نفسه (كما يذكر منتقدوه) يحذر من عواقب تزايد "الاسلاموفوبيا" عبر البلاد. وقيل أيضا أن علينا أن نرفض قدوم الآلاف من اللاجئين السوريين الذين يسعى من خلالهم "داعش" إلى التسلل الى الأراضى الأمريكية. وطالب البعض بأن يخرج الحلف الأطلسى من صمته ويتعاون مع القوات الأمريكية وقوات التحالف فى القضاء على "داعش" فى كل من العراق وسوريا. وعلى أساس أن الدول الأوروبية صارت هدفا للأعمال الارهابية فبالتالى عليها عدم اتباع المواقف الدفاعية فقط وتبنى المبادرات الهجومية .. والأهم تشديد الاجراءات الأمنية عبر حدودها.