وضعت الضربة المصرية الخاطفة لداعش في ليبيا، ثم مطالبتها مجلس الأمن بضرورة تخليص ليبيا من براثن الإرهاب الولاياتالمتحدة مباشرة أمام حقيقة دورها الداعم للإرهاب في المنطقة. وبالفعل أكلت الإدارة الأمريكية الطعم بغباء أو ربما ببلطجة ولا مبالاة بأتباعها في المنطقة. وجاء التحرك الأمريكي في مجلس الأمن لرفض الطلب المصري ليختصر على التاريخ صفحات طويلة تبرهن على أن الإرهاب في العالم صناعة أمريكية.. ويسجل بهدوء أن أمريكا هبت بكل ثقلها لحماية داعش. وضعت الضربة المصرية أمريكا أمام خيارين لا ثالث لهما.. إما أن ترفض صراحة ضرب داعش وتقف في وجه مصر على أرض ليبيا، وتواصل ابتزاز العرب بزعم مواجهة داعش في العراقوسوريا.. وإما أن تواصل مسرحية الحرب ضد الإرهاب وتستجيب للطلب المصري. لكن الخيار الأخير مر فالتحرك مع مصر يختلف كثيرا عن غيرها.. لذا لم تسمح لمصر بوضوح شديد أن تجهض خططها وتدمر قواتها البرية من المرتزقة في ليبيا. واختارت إدارة أوباما الخيار الأول، الفضيحة، فضيحة ليبيا جيت التي تستحق من وجهة نظرنا تقديم أوباما للمحاكمة بتهمة الإرهاب، ومن وجهة نظر أمريكية بتهمة فضح المخططات الأمريكية وتعريض المصالح الأمريكية للخطر. لقد أصابت الضربة المصرية إدارة أوباما بعدم الاتزان.. فذهبت تدين قتل العمال المصريين، وتقول بلهجة لا تخلوا من الغيظ إن مصر لم تخبرها بالهجوم!. وفي الوقت الذي أعلنت فيه عن تدريب 1500 مقاتل في تركيا لإرسالهم إلى سوريا، راح أوباما يهذي ويتحدث عن الحل السياسي مع داعش في ليبيا، متقمصا شخصية الليمبي وهو يدعو لتوفير وظائف للإرهابيين في ليبيا ولم ينقصه إلا قول " .. أعملولهم سندوتشات حلاوة بالقشطة".. وعلى وقع السقوط الأمريكي، خرج الكورس الأوروبي(بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) لعزف مقطوعة الحل السياسي مع داعش، وتنضم إليهم لاحقا إيطاليا التي لم تعد ترى الإرهاب في جنوبها خطرا لا يمكن أن تصمت عليه. وبالطبع أسقطت ليبياجيت ورقة التوت عن عورة أمريكا وفتحت الباب للتساؤل عن جدية الحرب الأمريكية لداعش في العراقوسوريا. - فهل هي حرب حقيقية بالفعل أم مجرد فصل هزلي من ابتزاز العرب وتدمير مقدراتهم ؟. - جاء إعلان أمريكا عن قيادة تحالف لضرب داعش، مباشرة عقب تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن تشكيل قوة عربية لمواجهة الإرهاب في المنطقة.. فهل كان الهدف هو حماية داعش وإجهاض قيام تحالف العربي؟.. يبدو أن الأمر كذلك بالفعل، لذا رفضت مصر المشاركة في ذلك التحالف الأمريكي. - يشير موقع جلوبال ريسرش إلى 16 ألف ضربة جوية نفذت أمريكا 60% منها وحدها بمقاتلاتها المتقدمة اف16 واف 15 واف 22رابتور.. فما نتائجها؟ - ماذا عن إصابة الأهداف بالقنابل الذكية والصواريخ الموجهة التي تزعم إلقائها على مدار 6 أشهر على جيش من سيارات النصف نقل التويوتا؟ - ولماذا عجزت أمريكا عن أن تحقق مع جيش التويوتا في 6 أشهر ماحققته عام 1999 مع يوغوسلافيا في 3 أشهر - كيف عجزت المقاتلات الأمريكية عن ضرب صف من سيارات النصف نقل وهي تسير بمقاتلي داعش لمسافة 200كيلومتر في صحراء مفتوحة من سوريا إلى العراق في يونيو 2014، أم أن دور المقاتلات الأمريكية كان تأمين التحرك؟! - قد تلقي أسلحة وسيارات لعدوك بالخطأ مرة واحدة، لكن عدة مرات..! - وبغض النظر عن منطقية إلقاء أسلحة جوا بدلا من إرسالها عبر الموانئ طالما هو فعل شرعي، لماذا لا يكون إلقاء الأسلحة دوما إلا في المناطق المعروف أنها تقع بشكل كامل تحت سيطرة داعش، ونفس الشئ يتكرر ويرصد عدة مرات مع الطائرات البريطانية أيضا؟! وينقل موقع جلوبال ريسرش الإجابة الصادمة عن تلك الأسئلة من الميدان ومن واقع إفادات الجيش العراقي ومقاتلي الجيش الحر في سوريا.. الطائرات الأمريكية لا تستهدف ضرب مواقع داعش.. الطائرات الأمريكية تستهدف البنية الأساسية والمواقع ذات الأهمية الاقتصادية و الاستيراتيجية للدولتين. كان كافيا جدا رفض أمريكا إعطاء مصر أي معلومات استخباراتية عن مواقع داعش في ليبيا لتؤكد للعالم أنها لا ترغب في ضرب داعش. وإجمالا كان التحرك المصري ضربة معلم أو طلقة ضوء أنارت لمن يريد أن يرى الحقيقة وكشفت العداء الأمريكي للمنطقة. كما كشفت خبث طوية العملاء الذين يعيشون بيننا والذين انطلقوا لمهاجمة التحرك المصري، وتفننت قرودهم في لي عنق الحقائق للدفاع عن حركات الإرهاب وتغطية عورة أسيادهم وقتلهم للمدنيين في سورياوالعراق وليبيا.. حفظ الله مصر ونصرها، وأعان قادتها الذين نثق فيهم ووفقهم فالأعداء كثر والمنافقون وأشباه الرجال والخونة أكثر، ولعبة المصالح العفنة باتت روائحها تزكم الأنوف.