حذر رئيس الوزراء الروسى دميترى ميدفيديف أمس من احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة فى حالة إصرار عدد من الدول على إرسال قوات برية إلى سوريا. وجاءت تصريحات ميدفيديف قبل ساعات من اتفاق القوى الكبرى فى ميونيخ على خطة طموحة لوقف إطلاق النار فى سوريا خلال أسبوع. فعقب مباحثات استمرت خمس ساعات للدول الداعمة لسوريا فى ميونيخ أمس، اقر الاجتماع الذى ضم وزراء خارجية 17 دولة "وقف المعارك فى جميع أنحاء سوريا فى غضون أسبوع". كما اتفقت المجموعة الدولية لدعم سوريا على "بدء تسريع وتوسيع ايصال المساعدات الإنسانية فوراً"، لتتجدد الآمال باستئناف مفاوضات السلام بين المعارضة والحكومة السورية "جنيف 3" التى قام مبعوث الأممالمتحدة ستيفان دى ميستورا بتعليقها الآسبوع الماضى آملاً أن تستآنف فى 25 فبراير الحالي. وصرح وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى بأن عملية إيصال المساعدات الإنسانية "ستبدأ هذا الأسبوع أولاً فى المناطق الأكثر احتياجا ثم إلى الذين يحتاجون إليها فى سوريا وخاصة فى المناطق المحاصرة والتى يصعب الوصول إليها". وأشار كيرى إلى أن هذه المساعدات ستشمل سلسلة من المدن المحاصرة منها دير الزور، موضحاً أن الأولوية ستكون أيضاً لإيصال المساعدة الإنسانية "إلى الفوعة وكفريا والمناطق المحاصرة فى ريف دمشق مضايا والمعضمية وكفر بطنا". وقال جون كيرى إن "وصول المساعدات الإنسانية إلى هذه المناطق حيث الحاجة إليها أشد الحاحاً، يجب أن يشكل خطوة أولى فى اتجاه وصول المساعدة بلا عراقيل إلى كافة أنحاء سوريا". وأوضح وزير الخارجية الأمريكى أن المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية ستستأنف فى أسرع وقت ممكن، لكنه حذر من أن "ما لدينا الآن هو حبر على ورق ونحتاج لأن نرى خلال الأيام المقبلة أفعالاً على الأرض". وشدد كيرى على أن "وقف الاعمال العدائية"، العبارة التى اختيرت عمدا بدلًا من وقف كامل لاطلاق النار، ينطبق على كل المجموعات باستثناء "المنظمات الإرهابية" مثل "داعش" و"جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة"، وقال إن مجموعة عمل خاصة للأمم المتحدة تترأسها روسيا والولايات المتحدة ستعمل خلال الأسابيع المقبلة على "وضع طرق وقف طويل الأمد وشامل ودائم لأعمال العنف". وشهد اجتماع ميونيخ أمس بعض التوتر عقب تحذير ميدفيديف من "حرب عالمية جديدة" اذا ارسلت دول قوات لدعم مسلحى المعارضة السورية، لكن المجموعة الدولية خرجب بوثيقة تعكس مستوى مفاجئا من التعاون بين الأطراف الرئيسية. ودعا وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف إلى "اتصالات مباشرة بين العسكريين الروس والأمريكيين" فى سوريا، وأكد أن المفاوضات حول انتقال سياسى "يجب أن تبدأ فى أسرع وقت ممكن بدون إنذارات أو شروط مسبقة". وسبق الاتفاق على وقف اطلاق النار تبادلاً للاتهامات بين واشنطنوموسكو، حيث اتهمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" روسيا بتدمير مستشفيات فى حلب، بينما نفت موسكو ذلك مشيرة إلى أن طائرات أمريكية هى التى قصفت المدينة. واجتمعت الدول ال17 الاعضاء فى المجموعة الدولية لدعم سوريا أمس فى جنيف لتطبيق الشق الانسانى من الاتفاق الذى تم التوصل إليه فى ميونيخ. من جانبه، صرح فيليب هاموند وزير الخارجية البريطانى بأن وقف القتال فى سوريا لن ينجح إلا إذا أوقفت روسيا الضربات الجوية التى تدعم تقدم قوات الحكومة السورية ضد المعارضة. فى الوقت نفسه، أكد مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسى أن هجوماً برياً لقوات محلية وأخرى قادمة من دول عربية سيكون "حاسما" للقضاء على تنظيم "داعش". وقال فالس إن "العمليات العسكرية فى العراقوسوريا تجرى اليوم من قبل تحالف من عدة دول تقوم بتأهيل قوات محلية وتقديم النصح لها". وأضاف أن "الهجوم البرى لهذه القوات المحلية وبعض الدول العربية إذا أرادت ذلك سيكون حاسماً (فى اطار مكافحة داعش) حتى لمجرد المحافظة على المناطق التى تتم استعادتها". ووصف مولود تشاووش أوغلو وزير خارجية تركيا الاتفاق بين القوى الكبرى على وقف القتال فى سوريا بأنه "خطوة مهمة" للتوصل إلى حل للأزمة.