تعتقد كثير من الأمهات خطأ أن الشهور الأولى من عمر الجنين هى الأهم فى تكوينه. وقد يكون هذا صحيحا إلى حد كبير بالنسبة لتكوين الأعضاء الحيوية لجسمه. ولكن المهم أيضا معرفة أن صحة الطفل حديث الولادة تبدأ من الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل لأنها فترة تخزين المعادن مثل الكالسيوم والحديد فى جسمه, من هنا تظهر أهمية تغذية الأم فى هذه الفترة حيث يعتمد عليها الجنين فى الحصول على احتياجاته الأساسية من هذه العناصر. هذا ما تؤكده د. هدى لطفى أستاذ طب الأطفال – جامعة عين شمس موضحة ضرورة الاهتمام بتعويض الأطفال المولودين قبل إتمام نضجهم الرحمى بهذه المعادن فى مرحلة مبكرة عقب الولادة. وتنصح الأم عقب الولادة بتناول السوائل بكثرة (3 لترات فى الشتاء و4 فى الصيف يوميا) حتى تستطيع إرضاع طفلها طبيعيا موضحة أن هذه السوائل يمكن أن تتنوع ما بين الماء والعصائر والسوائل الدافئة مثل الشوربة والأعشاب المدرة للبن مثل الينسون والحلبة. وعلى الأم أن تمتنع عن تناول كل ما يسبب غازات ومغصا للطفل الرضيع مثل البصل والثوم والبقوليات والكرنب والقرنبيط وتكثر على العكس من تناول الخضراوات مثل الجرجير والبقدونس والفاكهة والتمر والمكسرات. وتوضح د. هدى بعض الحقائق الخاصة بتغذية الطفل حديث الولادة فتقول إن الرضاعة الطبيعية أفضل من الرضاعة الصناعية. وتلاحظ الأم أن الرضاعة الطبيعية تكون ضعيفة فى الأسبوع الأول ويسمى اللبن السرسوب, إلا أن هذا اللبن غنى بالأجسام المناعية التى تحمى الطفل بين فترة وجوده فى الرحم وخروجه الى الدنيا. كما أن «السرسوب» لا يحتوى على دهون كثيرة, ولذلك فلونه يميل الى الاصفرار. وهذا سبب من أسباب فقدان الطفل بعض من وزنه (من 10 :15%) أثناء الأسبوع الأول من عمره. وتضيف أن الرضاعة فى الأسابيع الأولى من عمر الطفل تكون حسب متطلباته. ويلاحظ أنه قد يرضع لمدة دقائق ثم ينام ويعاود الرضاعة بعد نصف ساعة وذلك بسبب ضعف قوته على شفط اللبن وصغر حجم معدته. ومع تقدم الأسابيع تطول المدة وتبعد المسافات ويمكن بعد ذلك تنظيم الرضاعة كل 3 ساعات فى الشهرين الثانى أو الثالث. وينصح المتخصصون بالرضاعة أثناء الليل فى الشهور الأولى نظرا لأن الهرمون المسئول عن إفراز اللبن يزيد إنتاجه أثناء الليل. وتستطرد د. هدى قائلة أن الرضاعة قد يصاحبها بعض المشكلات فى الشهور الأولى من عمر الطفل مثل معاناته من المغص الذى قد يكون حادا خلال الشهر الأول ويخف قليلا فى الشهر الثانى وأخف فى الشهر الثالث وهكذا. هذا المغص ناتج عن ضعف الهضم عند الطفل فى الأسابيع الأولى من عمره وعدم قدرته على دفع الغازات بالأمعاء نتيجة لأنه مجهود ضد الجاذبية الأرضية وصغر حجم تجويف الأمعاء . كما يعانى الطفل فى هذه المرحلة الأولى من عمره من (الزغطة) التى هى علامة من علامات الشبع لأنه عندما تكون المعدة ممتلئة تضغط على الحجاب الحاجز فينقبض بدوره ويسبب الزغطة. كذلك تلاحظ الأم أن الطفل يمكن أن يبكى أثناء الرضاعة وقد يكون ذلك بسبب خطأ فى طريقة الرضاعة نفسها حيث يبلع الطفل الهواء مع اللبن فيبكى لأنه يريد أن يتجشأ، أو يبكى نتيجة ما يسمى بالانعكاس المعدى المعوى وهذا يحدث فقط فى الشهور الأولى. أما بالنسبة لشرب الطفل الرضيع للماء فى الشهور الأولى فتقول أن الأفضل أن يكون ذلك إلا فى حالات الجو شديد الحرارة أو الرضاعة الصناعية. حيث أن الرضاعة الطبيعية لا تشعر الطفل بالعطش لأنها فى بدايتها تكون قليلة الدسم ثم يزداد الدسم تدريجيا مع استمرار الرضاعة. أما إذا عانى الطفل من ارتفاع الحرارة التى تكون مصاحبة بضعف فى الرضاعة وضعف فى نشاطه فيجب أن يعرض الطفل على الطبيب المختص. وتنصح د. هدى بإعطاء الطفل فيتامين "د" مع بداية الشهر الثالث و"الحديد" فى الشهر السادس إذا كانت الأم ترضع طبيعيا فقط, نظرا لأن الحديد فى لبن الأم يقل ابتداء من الشهر السادس. وتنصح أيضا بالرضاعة الطبيعية حتى الشهر السادس وبعد ذلك يبدأ فطام الطفل بإدخال بعض الأغذية الصلبة إلى غذائه.