في سؤال أرسلته ل"علي طريق الشفاء" هدي. م. م مهندسة من القاهرة تقول فيه إن ظروف عملها كمهندسة تستدعي غيابها خارج المنزل حتي الخامسة مساءً وأنها في انتظار مولودها الأول وتخشي بعد انتهاء إجازة الوضع ومدتها ثلاثة أشهر علي رضيعها وكيف سترضعه أثناء غيابها وهل يغني اللبن الصناعي عن لبنها الطبيعي أثناء غيابها. هذه الفترة أم الأفضل أن تقدم إجازة لتتفرغ لرضيعها أثناء فترة ارضاعه. الإجابة عن سؤالها جاءت في دراسة مستفيضة للدكتور أحمد السعيد يونس استشاري طب الأطفال ورئيس جمعية أصدقاء لبن الأم حيث أكد أننا لا يمكن أن نقارن بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية فلا جدال أن اللبن الذي خلقه الله لتغذية الطفل الرضيع أفضل بكثير من لبن البقرة مهما كانت التغيرات والتعديلات التي أجريت عليه لجعله مقارباً وليس مماثلاً للبن الأم ويمكن أن نلخص الأم في أن الله خلق لبن الأم للطفل ولبن البقرة للعجل. يضيف أن لبن الأم يتغير مع نمو الطفل فلبن الأم لطفل مولود لحمل سبعة شهور يختلف عن لبن الأم لحمل تسعة شهور.. كذلك يتغير لبن الأم مع زيادة عمر الطفل فلبن أم لطفل عمره شهرين يختلف عن آخر عمره تسعة أشهر. كما يتغير لبن الأم في الرضعة نفسها فأولها مائي لارواء العطش ووسطها سكريات وبروتينيات للطاقة والنمو وآخرها غني بالدهون ليعطي احساساً بالشبع. يضيف أن تركيبة البروتينيات الدهنية للبن الأم تدخل في تركيب وتكوين المخ مباشرة. أما لبن البقر فيحتاج تعديلاً لتركيبته حتي يمكن استعماله في تكوين المخ. وحيث إن مخ الطفل ينمو بسرعة هائلة في الأعوام الثلاثة الأولي لذا نجد أن الأطفال الذين رضعوا طبيعياً أكثر ذكاء وقدرة علي التحصيل كما أن حالاتهم النفسية وولاءهم لأسرتهم أعلي بكثير من الأطفال الذين رضعوا صناعياً. يوضح د.يونس أن السائل الخفيف القوام يسمي بالسرسوب أو لبن المسمار وهو أعظم غذاء خلقه الله سبحانه وتعالي لأمعاء الطفل في أيامه الأولي من عمره.. فهو عبارة عن سائل سكري يحتوي علي ملايين الخلايا القاتلة للميكروبات والأجسام المضادة للميكروبات التي ترفع من مناعة الطفل والحكمة في ذلك أن الطفل فور ولادته أصبح يعتمد علي نفسه في مقاومة الميكروبات والأجسام الغريبة بعد خروجه من بطن أمه حيث كان يحتمي من كل المهددات لحياته وذلك فإن الله سبحانه وتعالي جعل شرابه في الأيام الأولي عبارة عن حماية لجهازه الهضمي بشكل خاص.. ومن هذا المنطلق يؤكد دكتور يونس أن كل أطباء الأطفال في العالم ينصحون الآن بأن يرضع الطفل في خلال نصف ساعة علي الأكثر بعد ولادته حتي يستفيد من ذلك السائل السحري لحمايته ووقايته.. وفي حالة الولادة القيصرية فإن الطفل يوضع علي ثدي الأم فور افاقتها من التخدير.