المستشار عدلى منصور قاض محترم قبل أن يكون رئيسا سابقا لمصر وقد قبل الرجل ان يتحمل المسئولية فى لحظة حرجة ووقت عصيب وقد أصاب حين رفض ان يكون رئيسا لمجلس الشعب وفضل ان يبقى فى منصبه الرفيع ما بقى له من شهور قليلة وان تكون منصة القضاء الصفحة الأخيرة فى مشواره فى خدمة الوطن..ان المستشار عدلى منصور شاهد خلال الفترة التى قضاها فى مؤسسة الرئاسة رئيسا مؤقتا لمصر أحداثا ووجوها ولذلك فضل ان تبقى صورته عند الناس كما أحب وكما أراد فيها الكثير من التقدير والترفع..كيف سيواجه هذا الطوفان فى مجلس الشعب وهو لا يدرى إلى اى مدى سوف تصل لغة الحوار وقد بدأت على هذا المستوى المزعج ان الرجل عف اللسان ويدرك مسئولية الكلمة ويعرف كيف تكون لغة الحوار وربما خشى على نفسه ان يسمع ما لا يحب. فى الشهور القليلة التى قضاها المستشار عدلى منصور رئيسا مؤقتا لمصر كان على مستوى المسئولية قرارا وحكمة وأمانة واحتل فى هذه الفترة القصيرة مكانة رفيعة فى قلوب المصريين ولهذا لم يشأ ان يدخل منطقة صراع لا تتناسب مع أخلاقياته ومواقفه فى الحياة..وهذا النوع من البشر يفضل دائما ان يدرس الأشياء بوعى وحكمة لأنه لا يحب أسواق المزايدات..فى مجلس الشعب تحديات ومواقف لا تتناسب مع أسلوب المستشار عدلى منصور وقد يلجأ إلى تنازلات وأحكام لا يرضى عنها بروح القاضى. لقد شاهد عبر سنوات طويلة ما كان يجرى فى المجالس النيابية السابقة ابتداء بسيد قراره وانتهاء بالموافقات الجماعية وهو حين يجلس فى هذا المكان لن يقبل ان تدار الأمور بهذا الأسلوب..من اجل هذا رفض ان يترك ساحة القضاء ليجد نفسه فى ساحة أخرى..حين ترك المستشار عدلى منصور منصبه رئيسا مؤقتا لمصر كان سعيدا ان يكمل دوره الذى فرضته عليه الأقدار ويسلم السلطة للرئيس عبد الفتاح السيسى رئيسا منتخبا لمصر..أراد ان يحفظ لنفسه صورة رفيعة سوف تبقى فى ضمير الناس ولحظة مضيئة فى تاريخ مصر حين عبرت إلى بر الآمان [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة