حال الكرة المصرية لا يرضى عدوا ولا حبيبا، الاخفاقات تتوالى للمنتخبات المصرية والفساد ينتشر داخل الجبلاية ولا يستطيع احد مواجهته وانقسم مجلس جمال علام على نفسه ما بين ملائكة وشياطين ولكن لا تعرف ان تفرق بينهما . ما يحدث فى الجبلاية أشبه بفرح العمدة ما بين خروج مذل للمنتخب الاوليمبى بالسنغال و احتفالات المجلس بنجاح ثروت سويلم فى البرلمان وبين هذا و ذاك ضاعت سمعة الكرة المصرية و الضحية هى الجماهير التى تدفع من أموالها و صحتها ما يسعد به جميع العاملين فى هذه المنظومة . فضيحة المنتخب الاوليمبى ليست الأولى فى مجلد إخفاقات المنتخبات الوطنية ولن تكون الأخيرة فى ظل الفساد و المحسوبية و المجاملات داخل اتحاد الكرة ، والغريب فى الأمر إن الكل يتنصل من المسئولية و يرفع يده عنها رغم أنهم جميعا مذنبون . المنتخب بقيادة البدرى هو المتهم الأول فى فضيحة السنغال طبقا للأعراف ولكن ماذا حدث؟ فى يوم وليلة تحول فريق من القمة إلى القاع ضاع معه الأمل ذهب للسنغال من اجل الحصول على ميدالية اوليمبية فى اوليمبياد 2016 فعاد بفضيحة مذلة فتحت أبواب جهنم على الاتحاد ومجلسه ولا احد يدرى ماذا حدث لهذا المنتخب أمل الكرة المصرية . أسامة عرابى المدرب العام فى حالة ذهول مما حدث قائلا ان الجهاز الفنى لم يقصر فى اداء عمله منذ تولى المسئولية و كل شيء يسير على ما يرام وطبقا للبرنامج الذى و ضعه حسام البدرى مشيرا إلى أن النتائج و الأداء كان فى اعلى مستوى خلال الاستعدادات للبطولة وأكد أن أداء اللاعبين فى البطولة خاصة النجوم الكبار كان مفاجأة تامة للجهاز خاصة ان البديل ليس على مستوى النجوم ولم يسعفنا الوقت فى تدارك الفجوات خلال أيام البطولة. وأشار عرابى إلى إن مصر ومالى اللذان خرجا من الدور الأول أفضل مستوى من الجزائر ونيجيريا ولكن استهتار اللاعبين ورعونتهم هما السبب الأول فيما نحن فيه الآن . ورغم حالة الاحباط التى أصابت الجماهير المصرية فإن أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة لم يراع ذلك فالعضو إيهاب لهيطة يرفض مجرد الاعتذار لجماهير الكرة المصرية عن فضيحة المنتخب الاوليمبى مشيرا إلى ان هذا وارد فى كرة القدم اما محمود الشامى فقد كاد يبكى من اثر ما حدث فهو عاطفى جدا ، أما جمال علام فقد كان مشغولا بالاحتفال بنجاح النائب ثروت سويلم فى البرلمان ولا يعرف ما حدث فى السنغال و عصام عبد الفتاح كان مركزا مع عقد الاتحاد الإماراتى لدرجة ان المجلس لم يناقش ما حدث فى السنغال . الفساد فى اتحاد الكرة بلغ ذروته ويبدو ان السنغال سبب وجع الدماغ لاتحاد الكرة فقضية مباراة المنتخب الاول مع السنغال لم تنته بعد فقد مدد المهندس خالد عبد العزيز المهلة لتسديد الشرط الجزائى فى العقد و قدره 100الف دولار الى 30 ديسمبر الحالي. اما باقى ملفات الفساد فهى كثيرة و اهمها تعيينات الأجهزة الفنية للمنتخبات و المعايير التى يتم الاختيار عليها و سياسة الجبلاية فى تثقيف و النهوض بالمدربين المصريين خاصة المرشحين لتولى تدريب المنتخبات الوطنية . والحقيقة انه لا يوجد معايير للاختيارات و لا يعتد بالكفاءة وان المحسوبية و المجاملات هى التى تتحكم فى اختيارات الأجهزة الفنية و المتحكم فى هذا الملف هو هانى أبو ريدة . ومن الطرائف داخل اتحاد الكرة ان راتب المدرب المساعد للمنتخب الأول يبلغ ضعف ما يحصل عليه المدير الفنى لاتحاد الكرة الذى يفترض ان يكون هو المسئول الأول عن التخطيط للكرة المصرية و النهوض بها فراتب أسامة نبيه و احمد ناجى 45 الف جنيه شهريا فى حين يحصل محمود سعد المدير الفنى للاتحاد على 25 الف جنيه شهريا . عدم تطبيق العدالة بين الحكام أدى الى تذمر عدد كبير منهم وعدم صرف بدلات الحكام ومعايير اختيار القائمة الدولية و تعيينات المباريات ولكن هناك من يطبل للجنة و رئيسها الذى استقال بسبب سياسة هات وخد فهناك من يطلب حكاما معينة لمباريات معينين وهناك حكام لهم من يساندهم داخل المجلس و حكام غلابة لا يملكون سوى كفاءتهم. أما لجنة المسابقات فهى فى الظاهر أنها تسير على ما يرام ولكن فى الحقيقة عكس ذلك تماما فاللجنة لا تأخذ بما فى تقارير المراقبين بل تطلب منهم تعديلها وقد اشتكى أكثر من مراقب بسبب ذلك ولكن اللجنة لا تهتم بما يفعلون بل تقوم بتجميد هؤلاء المراقبين وترفض إسناد اى مراقبة لهم ماداموا لا ينفذون التوجيهات اتحاد الكرة يحتاج لثورة داخلية للقضاء على الفساد والإطاحة برموزه وما أكثرهم سواء داخل المجلس أو خارجه . ملفات الفساد معروفة داخل اتحاد الكرة ومن يدعمها ومن الذى افسد المنتخبات الوطنية ويقوم بتعيين المدربين الفاشلين من التابعين ومن الذى افسد التحكيم بتدخلاته و مساندة حكامه الملاكى و من الذى يتدخل فى شئون المسابقات ومن الذى يستغل منصبه لمكاسب شخصية ومن الذى يعبث فى لوائح شئون اللاعبين لمصلحة أندية معينة ، الفساد واضح مثل نور الشمس و الكل يعلم به بمن فيهم وزير الشباب و الرياضة و لكن على ما يبدو ان الجميع اتفقوا على التستر على كل مظاهر الفساد الرياضي.