عادت تركيا مجدداً إلى حكم الحزب الواحد بعد أن استعاد حزب العدالة والتنمية الأغلبية المطلقة بحصوله على 49٫4٪ من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية المبكرة وهى الأصوات التى تمنح الحزب 316 مقعداً من إجمالى 550 مقعداً فى البرلمان التركي، فى نتيجة تسمح لرئيس العدالة والتنمية أحمد داود أوغلو بتشكيل حكومة من حزب واحد دون الحاجة لضم أى من أحزاب المعارضة ولكنها فى الوقت نفسه قد تدفع نحو مزيد من الانقسامات الاجتماعية والسياسية بحسب محللين أتراك وغربيين. ونجح حزب "العدالة والتنمية" فى ضرب كافة التوقعات وكسب رهان الانتخابات المبكرة بعد أن منى بهزيمة ساحقة فى الانتخابات التى اجريت خلال يونيو الماضي. وأشار المحللون إلى أن الفوز العريض لحزب العدالة والتنمية يعود بشكل رئيسى إلى انحياز الناخب التركى إلى الاستقرار بعد فترة من الارتباك السياسى عقب انتخابات يونيو، وهو العامل الذى دفع ثمنه حزب الشعوب الديمقراطى المؤيد للأكراد والذى خسر مليون صوت فى هذه الانتخابات مقارنة بانتخابات يونيو ليحصل على 10٫7٪ فقط من الأصوات بإجمالى 59 مقعداً. وجاء حزب الشعب الجمهورى فى المرتبة الثانية خلف "العدالة والتنمية" بإجمالى 25٫4٪ من الأصوات و134 مقعداً متقدماً على حزب العمل القومى الذى حصل على 12٪ من الأصوات و41 مقعداً، فى حين حصلت الاحزاب الاخرى والمستقلون على 2٫58٪ فقط من الأصوات. وأعلن المجلس الأعلى للانتخابات التركية أن نسبة الاقبال بالانتخابات النيابية جاءت مرتفعة جداً وبلغت 87٫3٪ بإجمالى 49 مليون ناخب من مجموع 57 مليون ناخب. وخرج الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مرتدياً حلة المنتصرين، ليعلن أن الأتراك صوتوا لصالح الاستقرار بعد اخفاق محادثات تشكيل الائتلاف الحكومى عقب انتخابات يونيو الماضي". من جانبه، أكد أحمد داود أوغلو ، من شرفة حزب العدالة والتنمية بأنقرة، أن فوز حزبه هو بمثابة انتصار لجميع الأتراك وليس انتصاراً للحزب فقط وأنه لا خاسر فى هذه الانتخابات. واستغل أوغلو الانتصار الكبير لحزب "العدالة والتنمية" ليجدد مطالبته للأحزاب بضرورة إعادة كتابة الدستور وتعديل النظام الانتخابى وهو الهدف الذى يسعى إليه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من أجل زيادة صلاحيات الرئيس واحكام قبضته على المؤسسات فى تركيا. ومن جانبه، وصف زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي" صلاح الدين دميرتاش الانتخابات بأنها "غير عادلة" وأنها جرت تحت التهديد، ولكنه أضاف أن ما حققه حزبه يعد انتصاراً كبيراً وقال "خسرنا مليون صوت لكننا بقينا واقفين فى مواجهة المجازر (التى ترتكبها السلطة) والفاشية".