تعود تركيا، غدا الأحد، إلى صناديق الاقتراع مرة أخرى في الانتخابات العامة الثانية هذا العام، ويعتبر الكثيرون أن البلاد أصبحت أكثر انقساما وعلى شفا حرب أهلية شاملة. وذلك بعد بضعة أشهر من الجمود السياسي، الذي كان نتيجة انتخابات يونيو، عندما لم يتمكن أيا من الأحزاب على من تحقيق أغلبية مطلقة. وأصبح الأتراك، الآن لديهم فرصة أخرى لفرض حكمهم على حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، بحسب ما قالت صحيفة "دايلي تليجراف" البريطانية. وكانت البلاد قد عانت منذ انتخابات يونيو من اضطرابات أمنية واشتباكات بين قوات الأمن وعناصر حزب "العمال الكردستاني"، وكذلك هجمات نفذها تنظيم "داعش" كان آخرها مقتل أكثر من 100 شخص خلال مسيرة سلمية في أنقرة. ونستعرض هنا أبرز الحقائق عن الانتخابات التركية المبكرة. الأحزاب المشاركة في الانتخابات البرلمانية المبكرة في تركيا حزب العدالة والتنمية: هو أكبر حزب في تركيا بقيادة أحمد داود أوغلو، رئيس الوزراء، وشارك في تأسيسه رجب طيب أردوغان، رئيس الجمهورية، وهو حزب إسلامي معتدل يمين الوسط، فاز ب 258 مقعدا انتخابات 7 يونيو الماضي، بفارق 18 مقعدا فقط عن العدد المطلوب لتحقيق أغلبية مطلقة. حزب الشعب الجمهوري: يقوده كمال كليجدار أوغلو، وهو حزب ذو ميول يسارية، تأسس على يد مصطفى كمال أتاتورك مؤسس دولة تركيا الحديثة، وفاز ب132 مقعدا انتخابات يونيو، ليصبح أكبر أحزاب المعارضة داخل البرلمان. حزب الشعوب الديموقراطي: هو أول حزب موال للاكراد في تركيا يتخطى نسبة ال10 المطلوبة للفوز ب 80 مقعدا برلمانيا، ويقوده الرئيسان المشاركان فيجن يوكسك وصلاح الدين دميرتاش. حزب الحركة القومية: هو حزب يميني متطرف بقيادة دولت بهجلي، فاز ب80 مقعدا في انتخابات يونيو، ويعارض بشدة عملية السلام مع الأكراد. لماذا الانتخابات البرلمانية المبكرة؟ في انتخابات 7 يونيو، لم يحصل أي حزب سياسي على الأغلبية المطلقة، وهي المرة الأولى منذ عام 2001، لم يحصل حزب "العدالة والتنمية" على فترة ولاية للحكم بمفرده، والعديد من المقاعد التي خسرها ذهبت إلى حزب "الشعوب الديموقراطي". وبعد إعلان النتائج، بدأ حزب "العدالة والتنمية" مناقشات مع حزب "الشعب الجمهوري" وكذلك "الشعوب الديموقراطي" وحزب "الحركة القومية" لكن في غضون بضعة أسابيع، كان من الواضح أن الخطوة التالية هي انتخابات مبكرة في الخريف. ورفض حزب "الحركة القومية" طلب لتشكيل ائتلاف مع الحزب الحاكم بزعامة أحمد داود أوغلو، كما رفض الدخول في ائتلاف حكومي مع حزبي "الشعب الجمهوري" و"الشعوب الديموقراطي". ويرفض الحزب اليميني المتطرف المصالحة الكردية، التي تنهي صراع دام لعدة عقود بين الدولة التركية وحزب "العمال الكردستاني ومات خلاله عشرات الآلاف. وعلى الرغم من لقاء زعيمي حزب "الشعوب الديموقراطي" صلاح الدين ديميرتاش وفيجين يكسك، لم يتمكن داوود أوغلة من التوصل لاتفاق لتشكيل ائتلاف حكومي. كيف تجرى العملية الانتخابية؟ أكثر من 54 مليون ناخب، من أصل 78 مليون مواطن، يتوجهون غدا لصناديق الاقتراع لاختيار نواب ل 550 مقعدا في البرلمان من خلال التمثيل النسبي، ويتطلب الفوز بأغلبية مطلقة، الحصول على 276 مقعدا، وكان العدالة والتنمية قد فاز ب 258 فقط في انتخابات يونيو. هناك 86 دائرة انتخابية؛ وتمثيل أي حزب في البرلمان يتطلب الفوز بنسبة لا تقل عن 10 % من إجمالي أصوات الناخبين. قبل الانتخابات الأخيرة، كانت هناك مخاوف داخل حزب "الشعوب الديموقراطي" من عدم تحقيق النسبة المطلوبة لدخول البرلمان، ولكنه حصل 13% من أصوات الناخبين. ثلاثة ملايين مواطن تركي لهم حق التصويت في الخارج، وهذه المرة، قالت الحكومة التركية أن نسبة المشاركة كانت أكبر مما كانت عليه في انتخابات عام 2011. خلال هذه الانتخابات، هناك جدل دائر حول سعي أردوغان لتغيير الدستور، وهو الأمر الذي أصبح بعيد المنال في ظل الظروف الحالية. استطلاعات الرأي غالبية استطلاعات الرأي تشير إلى أنه سيكون هناك برلمان معلق آخر، في ظل بقاء حزب "العدالة والتنمية" باعتباره الحزب الأكثر شعبية، ولكنه لن يفوز بالمقاعد الكافية لتحقيق الأغلبية البرلمانية. وفقا لاستطلاع رأي أجري حديثا، حصل حزب "العدالة والتنمية" على نسبة 41.7 % من أصوات الناخبين، بزيادة 0.8 % عن انتخابات يونيو.