رأى محللون أتراك، أن حزب العمل القومي سيكون الشريك الأرجح في أي تحالف مع الحزب الحاكم في البرلمان. ومع أن زعيم الحزب اليمين داود بهجلي، لم يستبعد الأمر تماما إلا أنه لم يبد عليه الترحيب أيضا عندما أعلن أن نتائج الانتخابات تشكل بداية النهاية لحزب العدالة والتنمية. فيما قال معلق يني شفق عبدالقادر شلوي، "لقد دخلنا مرحلة صعبة على صعيد التوازن السياسي"، محذرا من الانزلاق في الفوضى، على غرار ما حصل في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي. أما رئيس الوزراء وزعيم الحزب الحاكم أحمد داود أوغلو، واجه النتائج بشجاعة وتوجه إلى مؤيديه من على شرفة مقر الحزب في أنقرة. وقال أوغلو "الفائز في الانتخابات هو حزب العدالة والتنمية ولا شك في ذلك". إلا أن النتيجة أبرزت خصوصا الاختراق الذي حققه حزب الشعب الديموقراطي، الذي سعى خلال الحملة إلى البروز بمظهر حزب تركي فعلي وتوجه إلى ناخبين خارج قاعدته الكردية التقليدية من بينهم العلمانيين والنساء والمثليين. كانت الانتخابات بمثابة انتصار لزعيم الحزب صلاح الدين دميرتاش، الذي يشير إليه المقربون منه ب"أوباما تركيا" بسبب براعته الخطابية. وقال دميرتاش "نحن الشعب الذي يعاني من القمع في تركيا ويريد العدالة والسلام والحرية حققنا انتصارا كبيرا اليوم"، متعهدا بتشكيل معارضة قوية وصادقة. وسبق لنواب حزبه أن شاركوا في البرلمان السابق لكن بعد انتخابهم كمستقلين وليس على قائمة حزبية. وعلق حسن جمال المؤيد للمعارضة، في مقال لموقع "تي 24"، "هناك خاسر واحد في الانتخابات هو رجب طيب أردوغان والفائز هو حزب الشعب الديموقراطي". وفي دياربكر ذات الغالبية الكردية، تجمعت السيارات في الشوارع وأطلق السائقون أبواقها بينما رفع الناس شارات النصر من النوافذ وسط طلقات نارية في الهواء احتفالا. وقال حسين درماز "كانت ليلة مهرجان لم نعد نثق بحزب العدالة والتنمية". يذكر أن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا، خسر الغالبية المطلقة في البرلمان للمرة الأولى منذ 13 عاما، على خلفية الانتخابات التشريعية التي أجريت أمس، في ما يشكل نكسة كبرى للرئيس رجب طيب أردوغان. ومع أن الحزب حل في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية أمس، إلا أنه لم يفز بغالبية المقاعد بسبب الاختراق الذي حققه حزب الشعب الديموقراطي الكردي.