فى يوم 29 يوليو الماضى، دخل الطفل عبد الرحمن طارق عبد الرحمن (11عاما) مستشفى الهرم للعلاج من اعوجاج فى الساق اليسرى دون أن يعانى من أى عيب آخر. قرر الأطباء وضع ساق الطفل اليسرى فى جهاز لإصلاحها، فدخل غرفة العمليات صبيحة اليوم التالى. ورغم أن مثل هذا النوع من العمليات لا يستغرق وقتا طويلا، مكث عبد الرحمن 13ساعة ما بين العمليات والإفاقة، كما منعت المستشفى أبويه عن رؤيته بشكل كامل خلال هذه الفترة. وما لبث أن جاء طبيب يطلب من والد عبد الرحمن السماح له بإجراء جراحة بفتح 4 سنتيمتر فقط فى ساق الطفل بزعم الاشتباه فى وجود جلطة. فلم يجد والد الطفل حلا آخر غير الموافقة. بعد ساعات طويلة من الانتظار، دخل والدا عبد الرحمن للاطمئنان على طفلهما، ليكتشفا المفاجأة: فقد جرت العملية فى ساق عبد الرحمن اليمنى (السليمة) ولم تزل اليسرى كما هى. ولفت نظرهما أن القدم اليمنى تعانى اسودادا شديدا، وقد خضعت لجراحة تم فيها شق الساق اليمنى بالكامل. تبين فيما بعد، أن الطبيب «م.م.ح.ا « وهو استشارى، قد أجرى عملية التصحيح فى الساق اليمنى السليمة بدلا من اليسرى التى تعانى عيبا. وهو ما أسفر عن قطع الشريان الرئيسى تحت الركبة اليمنى. بناء عليه استدعى الطبيب اثنين من أطباء الأوعية لتدارك الموقف، لكن القدم اليمنى لا تزال سوداء، وقد اضطر الأطباء لبتر 3 أصابع وجانب منها. وبعد مرور أكثر من شهرين لا يزال عبد الرحمن يمكث بالمستشفى حيث إنه من الصعب التنبؤ بامتداد رقعة البتر فى ضوء ضعف إمكانات المستشفى. حاول والداه نقله إلى مستشفى خاص حتى وإن باعا كل ممتلكاتهم، لكن الجميع يرفض استقبال الحالة خوفا من المسئولية نظرا لوقوع أخطاء طبية جسيمة منذ البداية. وقد أكد بعض المتخصصين أنه لابد من سفر الطفل للعلاج بالخارج وإنقاذ ما بقى له من ساقه السليمة، وأوضحوا أن علاج الطفل ليس موجودا فى مستشفى الهرم. ويناشد عبد الرحمن ووالداه السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى بالسماح بنقل الطفل للعلاج بالخارج على نفقة الدولة، بعدما جنت عليه مستشفى الهرم.