قبل عام، كان بمقدور «عبدالرحمن» أن يلهو مع أقرانه من الأطفال فى حرم أهرامات الجيزة، القريبة من منزله، أو يمتطى، دون مساعدة، خيلاً فى العيد، أو يغالب التقوس الظاهر على ساقيه بلعب الكرة فى حوارى «نزلة السمّان»، لكنه لن يتمكن مجدداً من ذلك، بعد «جراحات فاشلة وأخطاء طبية» فى مستشفى الهرم العام، ليكون مصير الطفل فى النهاية بتر قدمه، استعداداً لبتر أجزاء جديدة تباعاً.كإجراء طبى أوصى به استشاريون، أخضع طارق عبدالرحمن، ابنه ذا السنوات العشر للجراحة من أجل تصحيح تقوس فى ساقه اليسرى، فى مستشفى الهرم العام. يقول: «العملية طوّلت عن الطبيعى، سألنا الدكتور قال إن فيه مشكلة ومحتاجين توقيع منكم إننا نزود فتح الجراحة 4 سنتى»، انفعل الأب وقتئذ، واتهمهم بارتكاب خطأ طبى أثناء الجراحة، ومع ذلك أعطاهم التوقيع المطلوب. والده يناشد «السيسى» السماح بسفر ابنه للعلاج فى الخارج بعد أيام من الجراحة ماتت الأنسجة الحيوية أسفل ساق «عبدالرحمن»، فلجأ الأب لاستشاريين، أفادوا بأن الجراحين أهملوا توصيل الأوعية الدموية، ما تسبب فى حدوث «غرغرينا» تستلزم «بتر» الجزء السفلى من الساق، وإجراء جراحة جديدة لتوصيل الأوعية الدموية حتى لا تنتشر الغرغرينا أكثر فى قدمه المصابة، وهى العملية التى تحتاج تجهيزات غير متوافرة فى مصر، بحسب الأطباء.يقول الأب: «أناشد رئيس الجمهورية السماح بسفر ابنى لإجراء العملية على نفقة الدولة فى الخارج»، ويشير إلى صور لساق ابنه، تركها الأطباء مفتوحة تماماً من أعلى الفخذ وحتى القدم، تظهر فيها العضلات والعظم، وصور أخرى لساق الطفل التى انتشرت فيها القروح، تتحفظ «الوطن» على نشرها، ولا يزال الطفل فى مكانه بالمستشفى، فى انتظار فرصة السفر للخارج لأجل العلاج، والحد من آثار الجراحة الفاشلة.
