تمر اليوم علي أمتنا العربية ذكري مناسبتين حزينتين أولهما وأهمهما ذكري مرور 54 عاما علي انقلاب عبد الكريم النحلاوي علي الجمهورية العربية المتحدة وقيامه بفصل سوريا عن مصر كما يوافق اليوم 45 سنة علي وفاة الزعيم جمال عبد الناصر والذي مات في نفس يوم ذكري إنهيار حلمه للوحدة العربية والذي كانت القاهرة ودمشق نواته . وإذا كانت وفاة عبد الناصر شيئا طبيعيا لأنه لايوجد بشر مخلدون إلا ان وفاة الجمهورية العربية المتحدة كانت بمؤامرة لأنه حدثت بفعل فاعل هو المجرم عبد الكريم النحلاوي والذي كشفت الأيام أنه كان علي صلة بجماعة الإخوان المسلمين، وأنه قام بمؤامرته لفصل سوريا عن مصر بأوامر من المخابرات المركزية الأمريكية رغم أن هذه الوحدة لم تتم بقرار فوقي وإنما باستفتاء شعبي حصل علي أغلبية كاسحة من أصوات الناخبين السوريين، ولكن الإنقلابيين استغلوا الأخطاء التي ارتكبها عبد الحكيم عامر في معاملة مساعديه من الضباط السوريين لتدمير الحلم العربي لتبدأ بعدها خطوات تدمير الأمة العربية بكاملها . ولو افترضنا جدلا أن انقلاب النحلاوي فشل فإن التاريخ كان حتما سيتغير حيث كان من الممكن ان تتسع رقعة الجمهورية العربية وتضم كما كان مخططا لها كلا من العراق واليمن وغيرهما، وبالتالي لم تكن إسرائيل لتجرؤ علي شن عدوان الخامس من يونيو 1967 مستغلة أخطاء ارتكبها الضباط الذين كانوا يحكمون سوريا بعدانفصالها . والشيء المؤكد الآخر هو انه لو استمرت الوحدة بين مصر وسوريا ماكان أردوغان سيحلم بعودة دولة الخلافة العثمانية، وبالتالي يتآمر علي الدول العربية وفي مقدمتها سوريا ويعمل علي تفتيتها و إقتسامها مع ملالي إيران الشيعية كما حدث مع العراق علي أمل عودة امبراطوريتى الفرس والعثمانيين . لمزيد من مقالات أشرف ابوالهول