النواب يرفع الجلسة العامة، وغدا الاستماع لبيان وزير التموين    وزير التعليم العالي يلتقي نظيره الفرنسي لبحث سُبل التعاون المُشترك (تفاصيل)    تراجع قيمة صادرات الأسمدة المصرية بنسبة 61% خلال يوليو الماضي    محافظ أسيوط يتابع أعمال رصف طريق ترعة بهيج بمركز أبنوب بطول 1600 متر طولي    السيسي: حصتنا في المياه ثابتة رغم ارتفاع عدد السكان وهو ما أدخلنا في فقر مائي    الجارديان: طريقة اغتيال إسرائيل للسنوار جعلت منه أيقونة وبطلا قوميا.. وأصبح رمزا مثل جيفارا    المجلس الوطنى الفلسطينى:انتهاكات المستوطنين باقتحام الأقصى إرهاب منظم    ثلاثي هجومي للزمالك أمام بيراميدز في نصف نهائي السوبر    زغلول صيام يكتب: عندما تغيب الحبكة الدرامية في قرعة الدوري فلا تسأل عن طه عزت ولا الخواجة الألماني!!    المتحدة للرياضة تنشر صوراً من التجهيزات الأخيرة لغرفتي ملابس الزمالك وبيراميدز    التحقيق مع شخص حاول غسل 23 مليون جنيه حصيلة إتجار بالأسلحة النارية    إصابة 8 لاعبين دراجات بطريق مصر إسكندرية الصحراوي    قدرت ب20 مليون جنيه.. القبض على تشكيل عصابي لاتهامه بتصنيع المخدرات وترويجها    "نافذة على فلسطين".. برنامج أفلام خاص في مهرجان الجونة السينمائي    "نافذة على فلسطين".. برنامج أفلام خاص في مهرجان الجونة السينمائي    رئيس جامعة أسيوط يُصدر قرارات تجديد وتعيين ل 3 قيادات    الرئيس السيسي: البنية الأساسية في مصر كانت متخلفة    مكافحة البعوض والحشرات ناقلات الأمراض بالرش في الشرقية    نظام غذائي متوازن لصحة الجهاز الهضمي    إعلام إسرائيلي: سماع دوي انفجارات عدة في الجليل الغربي    استمرار حبس موظف بالنصب على مواطن بقصد الاستثمار في الشيخ زايد    نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى كتاب جديد لمصطفى بكري    ضبط 4 أطنان مواد غذائية و2817 لتر مواد بترولية في حملات رقابية بالشرقية    بعد قليل.. محاكمة شابين في واقعة دهس عامل دليفري بالإسكندرية    ندب الدكتور حداد سعيد لوظيفة رئيس جهاز التفتيش الفني على أعمال البناء    وزير الطاقة القبرصي: مصر شريك مهم داعم للأهداف العادلة لاستغلال الثروات الطبيعية    «القاهرة» الأولي على إفريقيا في تصنيف "ليدن" الهولندي    «شبح الإكس يطاردهم».. 3 أبراج تعتقد أن شريكها السابق أفضل    مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم مسابقة عصام السيد    87 شهيدا ومفقودا وأكثر من 40 مصابا جراء مجزرة الاحتلال فى بيت لاهيا شمال غزة    رد الجنسية المصرية ل24 شخصًا.. قرارات جديدة لوزارة الداخلية    ضبط 688 بطاقة تموينية وتحرير 495 محضرا بالمراكز والأحياء في أسيوط    استشهاد 759 فلسطينيًا برصاص الاحتلال في الضفة المحتلة منذ أكتوبر الماضي    قوافل طبية لعلاج المواطنين مجانا بالشرقية    وزير الزراعة: نعمل على حل مشكلات المزارعين وتشجيعهم على زيادة الإنتاج    حكم استخدام زخارف المصحف في ديكورات الأفراح.. الأزهر للفتوى يوضح    هاتريك ميسي يقود إنتر ميامي لرقم قياسي في الدوري الأمريكي    قيمتها 60 مليون جنيه.. القبض على 7 أشخاص بتهمة غسيل أموال بتجارة المخدرات    قيادي حمساوي: استشهاد السنوار أمر داخلي للحركة.. وحماس لن تنتهي (حوار)    «لقيته جايلي بالجوانتي وعنده 5 سنين».. أحمد ناجي يكشف مفاجأة عن شوبير    الفنان محمد فوزي.. ذكرى وفاة عبقري الموسيقى    حزب الله يستهدف كريات شمونة شمال إسرائيل برشقة صاروخية    ما معنى «والله يعلم وأنتم لا تعلمون»؟.. أسرار الآية (216)    مفتي الجمهورية يوضح حكم عمليات تجميل الأنف    هل مقولة "اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه" صحيحة ولها أصل في الشرع؟.. الإفتاء توضح    جامعة قناة السويس تحقق إنجازا عالميا جديدا    «ارتفاع عز وهبوط الاستثماري».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024    نائبًا عن السيسي، وزير الأوقاف يشارك في حفل تنصيب رئيس إندونيسيا الجديد (صور)    ماذا يحدث فى الكنيسة القبطية؟    استشاري: السيدات أكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام «المرض الصامت»    التشكيل المتوقع لمواجهة ليفربول ضد تشيلسي يوم الأحد    تامر عاشور يشدو بأروع أغانيه لليوم الثاني بمهرجان الموسيقى    اليوم.. إعادة إجراءات محاكمة متهمين اثنين في «فض اعتصام رابعة»    هل يجوز ذكر اسم الشخص في الدعاء أثناء الصلاة؟.. دار الإفتاء تجيب    أمريكا تُحقق في تسريب المعلومات بشأن خطط إسرائيل لمهاجمة إيران    ملف يلا كورة.. قرعة الدوري.. الهزيمة الأولى لأرسنال.. و"يد الأهلي" بطلًا لأفريقيا    5548 فرصة عمل في 11 محافظة برواتب مجزية - التخصصات وطريقة التقديم    هشام يكن: الزمالك سيدخل لقاء بيراميدز بمعنويات عالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
القاعدة أنه لا توجد قاعدة لتكون الكراهية مرجعية والقتال فرضا

الحق والحق أقول إن ما نعيش فيه بالفعل والذي ينتظرنا أو ننتظره علي ضوء ما هو واقع من أحداث‏..‏ هو الوقت الأسوأ الأصعب في تاريخ الوطن‏...‏ لا أيام الفراعنة ولا قبلها إن كان قد سبقها شيء ولا بعدها.. عاشت مصر مثل هذه الظروف الضبابية التي معها لم يعد مخلوق يعرف شيئا من الذي يحدث أو يتوقع حرفا واحدا مما سيحدث...
كل طرف من الأطراف المتصارعة وضع نفسه علي خط المواجهة في حالة استنفار كبري وعداء بالغ ضد الآخرين لأجل صدام.. بكل الحسابات البشرية هو قادم في يوم أغبر مظلم.. أسألك يا ربي ألا يقع وكلنا أمل في ألا يأتي.. لأنك سبحانك يارب وعدتنا وبشرتنا في قرآنك الكريم أن مصر آمنة إلي يوم الدين.. وكلامك يارب لا يرقي إليه شك.. لكننا يارب بشر وما هو يقين عند البشر يمكن أن يزحف إليه الشك.. والشك يساورنا لأن الشيطان تملك وامتلك أبناء الوطن الواحد وجعلهم ألد الأعداء بعد أن كانوا أشد الحلفاء...
يارب.. أبناء مصر أنساهم الشيطان الوطن والشيطان أنساهم الشعب والشيطان أنساهم الحرية والعدالة والكرامة والمساواة.. الشيطان أنساهم كل شيء في صراعهم الدموي علي السلطة الذي وصل إلي قمته وأصبح جاهزا للانفجار في أي لحظة وانتخابات الرياسة هي جهنم التي لم تخطر لنا علي بال...
في أي زمان وكل مكان تظهر أزمات وتنتهي دون أن تنهي وتجهز علي أي وطن...
أزمات يجدون لها حلولا لأن نقاط الخلاف واضحة ولأن العقول راجحة ولأن الوطن فوق الجميع وقبل الجميع ولأن الحوار موجود بقدرة علي الإقناع ومقدرة علي الاقتناع ولأن التخوين والكراهية والغل والحقد لا مكان لهم في قاموس العمل الوطني وعليه...
لا مكان في الدول المتحضرة المتقدمة للفتنة واستحالة أن يكون لها وجود لأنها لا قدر الله إن أطلت برأسها.. حل الخراب وجاء الدمار.
في كل زمان وأي مكان بإمكانهم في أي أزمة أن يحللوا الحاضر ويرصدوا معالم مستقبل لأنها خلافات رأي وليست بين أشخاص ولأن الوطن هدف الجميع ولا أحد يزايد علي وطن...
عندنا الأمر يختلف جذريا...
الوطن الذي غنينا له ورفعنا علمه اتنسي في لحظة.. لحظة أن فقدنا القدرة علي الاتفاق وقررنا جميعا الاختلاف في أي شيء وعلي كل شيء وكل يوم يمر في حياتنا نغلق بأيدينا أبواب الرحمة علينا لأننا اخترنا الكراهية لا الحب وأخذنا الشدة لا اللين وتسلحنا بالتربص لا التسامح واستبدلنا كل ما هو جميل بكل ما هو سيئ وقبيح فانعدم الأمل في الانفراج وبات الكل يستعد للانفجار...
هذا حالنا.. حال مصر التي كانت تظن أن انتخابات الرياسة محور اتفاق وبداية استقرار ونقطة انطلاق...
اليوم مصر علي يقين أن انتخابات الرياسة هي قنبلة منزوع أمانها وسوف تنفجر في أي لحظة...
المتصارعون علي السلطة في سباق رهيب تجاه نقطة الصدام.. دون أدني اعتبار لملايين الشعب الذين اعتقدوا أن انتخابات الرياسة بداية الانفراج...
ملايين الشعب.. لا معلومات أو حتي استنتاجات يعرفون بها شيئا مما يحدث.. لماذا؟.
لأنه لا خبير أو محلل أو حتي عارف ببواطن الأمور.. بإمكانه أن يفهم قرارا واحدا أو تصرفا محددا من مئات القرارات والتصرفات التي نسمع عنها يوميا...
الخبراء والمحللون لا يفهمون ما يحدث لأن المتصارعين أنفسهم الذين يقررون ويفعلون لا يعرفون شيئا وتلك هي الكارثة...
كارثة لأن أي لعبة لها قواعد.. والقاعدة الأساسية فيما يحدث علي الساحة السياسية أنه لا قواعد واللعب علي الكيف فيها...
عندما تكون القاعدة هي عدم وجود قاعدة... تسقط الأسقف وتتهدم الجدران ولا حدود للخلافات لأن كل شيء مباح وأي شيء متاح بعدما وقف الصالح الخاص علي جثة الصالح العام حيث لا صوت يعلو علي صراع السلطة ولا حس ولا خبر عن الوطن وعندما يغيب الوطن... نري مصالح شخصية تتصارع دون اعتبار لشعب ووطن...
نري عشرات الفتن جاهزة للانقضاض...
نري فوضي قادمة وهذه المرة في يدها سلاح وعقلها دمار...
هذا ما أريد قوله عن انتخابات الرياسة أو الفتنة الكبري التي سندخلها...
...............................................
الوطن لا يستحق منا ما نفعله فيه...
الفتنة التي نحن مقبلون عليها نحن من صنعها.. لأننا لا أول ولا آخر دولة تجري فيها انتخابات رياسة.. لو خلصت النيات وهذا صعب.. تنتهي الأزمات المتتالية وتنتهي الكراهية وتهدأ النفوس ونترك الشعب يختار من يريده رئيسا لمصر...
المشكلة أن الأزمات التي خلقناها لأنفسنا بأنفسنا.. أنستنا المصائب التي يدبرها من حولنا لنا.. وما أكثرها وما أخطرها لأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لنا...
النيل هو أخطر الأزمات المستحكمة علي الإطلاق لأنه الحياة للمصريين ولأن العبث في النيل معناه اللعب في حياة مصر والمصريين وتلك حقيقة لا استنتاجات ومع ذلك مصر والمصريون ولا علي بالهم...
كتبت الأسبوع الماضي عن النيل ومستمر في الكتابة عن النيل لأنه الأزمة الأخطر علي الإطلاق التي تواجهنا وعلينا أن نواجهها إذا أردنا البقاء أحياء كشعب وسط شعوب العالم واقرأوا معي هذه الرسالة:
سعادة الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ إبراهيم حجازي
تحية من عند الله مباركة طيبة وبعد:
فإن جمعية حراس النيل حماة البيئة وحقوق الإنسان ومنظمة الصداقة والتواصل بين مصر ودول حوض النيل تهديانكم أزكي تحياتهما.. وتشيدان بأدائكم الوطني الرائع متمثلا في تبنيكم لأهم وأخطر قضايانا المصيرية.. المسكوت عنها والمنسية.. مما يهدد مصر والمصريين بالويل والثبور وعظائم الأمور!! فقد طالعتنا الأهرام الغراء في عدد الجمعة الماضي بمقال مدفوعا بحس وطني عميق وجاء عنوانه وحده أبلغ من ألف مقال:' النيل آية من عند الله كفرنا بها' وحقا وصدقا لقد أنعم الله علينا بالنيل الخالد' أحد أنهار الجنة' فما رعينا نعمة الله علينا حق رعايتها.. بل أهدرناها.. ولوثناها.. ودنسناها وهجرناها.. فتحقق في شأننا قول الشاعر إذا كنت في نعمة فارعها.. فإن المعاصي تزيل النعم.
سيدي.. لقد ظللت سنين عددا أنادي في مختلف وسائل الإعلام فيما يشبه الصراخ يا قومنا انتبهوا مصر حاليا أمة في خطر ولكن لا حياة لمن تنادي وكأنما صارت الخصلة المميزة لحكومات مصر المتعاقبة أن تغط في سبات عميق فلا تستيقظ أو تفيق إلا بعد أن تقع الكارثة لتهوي بنا مع الريح في مكان سحيق؟! لقد غفلنا وتعافلنا عن أن شريان حياة مصر والمصريين.. نهر النيل المهان غير المصان ويستمد موارده المائية من خارج حدودنا من دول المنابع فأهملنا التواصل معها فاهتزت ثقتها فينا فتلقفتهم دول وجهات أخري ممن يضمرون لمصر العداوة والحقد والبغضاء يقدمون لهم المعونات والمساعدات.. ويقيمون علي أراضيهم المشروعات, ثم يحرضونهم علينا ليفقدونا الأمل في زيادة مواردنا المائية.. بل لينازعونا أيضا في حقوقنا المكتسبة في حصتنا الثابتة والمحددة بخمسة وخمسين ونصف مليار متر مكعب سنويا من مياه النيل.. والتي لم تعد تكفي احتياجاتنا الحالية للزراعة والشرب والصناعة والاستخدامات المنزلية وغيرها.. هذه الحصة المقررة قبل خمسين عاما ولم تزد قطرة واحدة رغم زيادة الطلب علي الماء إلي ستة أمثاله وزيادة عدد السكان إلي أربعة أمثال مما دخلت معه مصر دائرة الفقر المائي, ذلك أن الفقر المائي المقرر عالميا هو ألف متر مكعب نصيبا للفرد في العام وإذا كان نصيب الفرد في مصر بداية الستينيات2500 متر مكعب سنويا تدني حاليا إلي أقل من750 مترا مكعبا سنويا, ولو استمر الحال علي ما هو عليه فسوف نواجه بعد سنوات معدودات حالة الشح أو القحط المائي أو قل هي المجاعة المائية وحينها لا قدر الله سوف يحل الخراب والدمار ويهلك الحرث والنسل ونفقد الأمن المائي الذي معه استمرار وجود الإنسان والنبات والحيوان.
انظر يا سيدي حجم الخطر الذي يهدد مصر والمصريين.. ونحن عنه غافلون.. وبأمور هامشية وقضايا هزلية وحوارات ومساجلات عبثية مشغولون.. وعليها منكبون.. تري إذا ما داهمتنا المجاعة المائية هل ستدفعها عنا المليونيات والمظاهرات والاعتصامات.. والنخب الثقافية والسياسية والأحزاب والجماعات وأبواق الإعلام وفرسان الفضائيات ورواد ميدان التحرير من أصحاب الخطب الرنانة راكبي المنصات ومطلقي قذائف الهتافات والشعارات.. وتبادل القذف والسباب والاتهامات!؟
هذا ورغم محدودية مواردنا المائية المهددة بالخطر ليتنا حافظنا عليها فأكثر من30% نفقده لسوء الاستهلاك والاستخدام الجائر والإسراف والتبذير في الزراعة والصناعة والاستخدامات المنزلية وإطلاق خراطيم المياه في الشوارع والمرافق وغسيل السيارات.. والباقي من المياه نلوثه بالصرف الصحي والزراعي والصناعي والنفايات والمخلفات الصلبة علي نحو مزعج ويطول شرحه وقد بح صوتنا في مناشدة الوزارات والهيئات والمؤسسات ابتغاء معاونتنا في إطلاق حملة قومية لنشر الثقافة المائية لتوعية المواطنين كافة إلي ترشيد استخدام المياه.. وتوفير المليارات من الأمتار المكعبة التي تفقد منها وتجفيف منابع تلويث المياه توفيرا لعشرات المليارات من الجنيهات التي دفعتها الدولة لعلاج المواطنين من أمراض تلوث المياه وللحفاظ علي نهر النيل من التعديات وتشويه مظهره وجوهره وحراسة النيل الذي تفرق دمه بين القبائل.. وعلي مدي سنوات عشر ناشدنا وزارات الري والبيئة والإسكان والزراعة.. وقدمنا لها مرارا وتكرارا مشروع الحملة القومية لنشر الثقافة المائية ولكن لا حياة لمن تنادي.. وبالله عليك يا سيدي دق معنا ناقوس الخطر الذي ينذر باشتعال الحريق من مستصغر الشرر.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
القاضي عبدالعاطي الشافعي
انتهت الرسالة ويهمني أن أوضح لمن لا يعرف من حضراتكم.. أن صاحب الرسالة تفرغ لقضية واحدة في حياته هي النيل.. رئيسا لجمعية حراس النيل وأمينا عاما لجمعية الصداقة والتواصل بين مصر ودول حوض النيل وعضو اللجنة العليا لأخلاقيات استخدام المياه العذبة بالمنطقة العربية ورئيس لجنة حوض النيل بالمجلس المصري للشئون الخارجية...
الرجل حاول في كل الاتجاهات.. كتب ونشر واتصل وحاور وناقش وطالب.. لكن لا حياة لمن تنادي رسميا وشعبيا لأن الموضوع أصلا غير وارد علي ذهن مخلوق في المحروسة.. مواطنا كان أو مسئولا...
أمر بالغ الغرابة أن يكون أكبر خطر علي وطن بأكمله لا نراه ولا نشعر به أو نهتم له وكأن الشعب بأكمله وبكل مولود يضاف إلي تعداده.. شعب مرصود بطلاسم سحرية لأجل فقدان الذاكرة في كل شيء يخص النيل ولتدمير كل شيء يحافظ علي النيل...
الحقيقة التي لم نرها في تاريخ مصر الحديث أن النيل هو الحياة لمصر والمصريين.. وهذه الحياة دخلت مرحلة الخطر ونحن لا نعرف لأننا فقدنا الوعي.. والدليل أضعه أمام حضراتكم في هذه النقاط:
1 اتفاقية1959 حددت حصة مصر من الموارد المائية(55.5 مليار متر مكعب) وهذه معلومة والمعلومة الثانية أن53 سنة مرت علي هذه الاتفاقية دون زيادة متر مكعب واحد من المياه والمعلومة الثالثة أن تعداد مصر تضاعف أربع مرات في هذه السنين ورابع معلومة أن استهلاكنا للمياه اليوم هو ستة أمثال استهلاكنا للمياه عام1959 والمعلومة الخامسة أن النيل في أراضينا مهان لا مصان وسادس معلومة أن الاستخدام الجائر لمياه النيل يهدر ثلث مواردنا أو حصتنا.
بعد هذه المعلومات الست نكون أمام استنتاج يتساوي مع اليقين أننا دخلنا مرحلة الخطر وخلال فترة زمنية قليلة نكتشف أننا أمام كارثة مائية والناس ستأكل بعضها علي نقطة الماء!.
2 يا سبحان الله.. من شهر وقت أزمة الوقود.. بوتاجاز وسولار وبنزين.. سقط قتلي من عراك المصريين علي أنبوبة بوتاجاز أو لترين سولار.. وكلاهما غير مرتبط بحياة الإنسان.. أي أن الإنسان يموت إذا لم يجد بوتاجاز وبمعني أوضح حياة الإنسان لا هي متوقفة علي بوتاجاز أو سولار أو بنزين.. يمكن أن تصبح المعيشة صعبة في غيابهم لكن الحياة ليست متوقفة عليهم مثلما هي متوقفة علي الهواء ثم الماء ثم الغذاء.. والأهمية بالنسبة للإنسان وفقا لهذا التسلسل!. ليه؟
3 الإنسان لا يستطيع الاستغناء عن الهواء إلا لفترة وجيزة تحسب بالثواني ربما200 ثانية وربما300 ثانية وبعدها يموت الإنسان إن منعوا عنه الهواء وهنا تتجلي قدرة الخالق علي الكون ورحمة الخالق بالمخلوق...
لأن الإنسان يموت بعد ثوان من منع الهواء عنه.. الله عز وجل أتاح الهواء لكل البشر.. الأقوياء والضعفاء والأغنياء والفقراء والمتعلمين والجهلاء.. الهواء متاح لكل من علي ظهر الكرة الرضية ولا يملك مخلوق ولا تملك دولة مهما كبرت أن تمنعه عن دول أخري...
والماء يأتي في المرحلة التالية للأهمية بعد الهواء.. والماء وراء كل شيء حي وإن غاب الماء انعدمت الحياة والإنسان يمكن أن يعيش بدون أن يشرب ماء لبضعة أيام بعدها يموت.. ونعمة الخالق علي المخلوق وجود المياه المالحة بكثرة علي هيئة بحار ومحيطات لا تنضب وحكمة الله أن سطحها يتبخر مكونا سحابا في السماء ينزل منه مطر تتكون منه الأنهار ونهر النيل أهمها وأكبرها وأطولها...
المهم أن الماء الذي يمكن للإنسان أن يتحمل غيابه أياما.. أتاحه الله للجميع بقدر وليس متاحا مباحا لجميع البشر مثل الهواء.. وهذا القدر من الماء الذي منحه الله لنا.. علي البشر أن يدركوه ويفهموه ويحترموه ويحافظوا عليه مثلما يحافظون علي حياتهم لأن غياب الماء معناه غياب الحياة...
والغذاء يأتي في المرحلة الثالثة للتسلسل والأهمية.. والغذاء يمكن أن يستغني عنه الإنسان لفترة أطول ربما أسابيع وبعدها يموت.. لذلك ترك الله أمره للبشر وكل إنسان وعقله وفكره وجهده لأجل أن يوفر غذاءه.. دول فكرت واجتهدت وكل احتياجاتها من غذائها وفرتها لنفسها مع فائض تتحكم فيه في الدول التي تركت رغيف عيشها محكوما بإرادة غيرها.. ونحن من هذه الدول التي وضعت رقبتها في قبضة غيرها عندما اعتمدنا علي استيراد قمحنا بدلا من أن نزرعه.. مصيبة.. والمصيبة الأكبر أننا رحنا ندمر شرياني الحياة.. الهواء والماء.. ندمرهما تدميرا لأجل أن نقضي علي صحتنا بالهواء الملوث والماء الملوث ونقضي علي حياتنا كلها عندما نكتشف يوما أن هواءنا لا يصلح للاستنشاق والتنفس وأن مياهنا لا تكفي تعدادنا!.
4 نحن دون خلق الله لا نعرف والواضح أننا لن نعرف قيمة ما أعطاه الله لنا من نعمة والنيل أكبر دليل!. الله أعطانا منحة وميزة لم يعطها لشعوب كثيرة لم يختصها بنهر كبير طويل عريض يمر في مصر من أقصي جنوبها لأقصي شمالها.. نهر مياهه عذبة نقية تحمل لنا الخير في كل قطرة منها...
لم نعرف هذه النعمة ولم نحاول أن نتعرف عليها وكل ما عرفناه عدة شعارات رفعناها ولم نأخذ بها بل عملنا بكل فكرنا وجهدنا علي دمار هذا الخير وتلك النعمة...
سمحنا لأنفسنا بتلويث مياه النيل بكل أنواع التلوث.. والمصيبة أن هذا الإجرام حولناه إلي ثقافة وسلوك.. كلنا يراه وكلنا صامت رغم أننا أمام قضية أمن قومي لوطن.. أبناؤه بكامل إرادتهم يقومون بتلويث شريان حياتهم الذي يشربون منه ويزرعون ما يأكلون منه...
كيف تركنا هذا الثقافة تتملك منا؟. لماذا صمتنا كل هذه السنين علي أكبر جريمة نرتكبها في حق أنفسنا؟. هل نحن في غيبوبة جعلتنا لا نري المصيبة التي نعيشها والكارثة التي تنتظرنا؟.
5 مصر كلها واقفة علي حيلها وكل أبنائها في حالة تربص لبعضهم بعضا بسبب انتخابات الرياسة...
كل منافذ الرحمة أغلقناها في وجوهنا لأجل أن يكون الصدام بيننا هو الخيار الوحيد أمامنا!. اخترنا الكراهية مرجعية والقتال فرضا حتي يكون الانقسام واقعا...
الأمل المتبقي أن تتدخل العناية الإلهية بالهداية لنا لتمر هذه المحنة بأقل خسائر والمؤكد أنها ستمر وغير المؤكد معرفة حجم الخسائر وأيا كانت سوف نتخطاها.. لكن الذي لن نقدر علي تخطيه كارثة دخولنا عصر الفقر المائي...
6 مرة أخري أستعرض الحقيقة التي لا نريد أن نراها...
استهلاكنا للمياه زاد6 أمثال ما كان عليه في1959 وقت تحديد حصتنا للمياه.. والمعني الاستهلاك تضاعف6 مرات والوارد لم يزد لترا واحدا مياه..
الاستهلاك زاد ست مرات لأن تعدادنا تضاعف أربع مرات.. ولأن!
عندنا استهلاك جائر للمياه يعادل ثلث حصتنا من المياه التي تصلنا...
استهلاك الفرد للمياه في الستينات كان2500 متر مكعب في السنة.
حد الفقر المائي للفرد وفقا للقياسات العالمية ألف متر مكعب.
حاليا نصيب الفرد من مياه النيل700 متر مكعب أي تحت حد الفقر...
أزمة المياه هي حرب أهلية في كفور ونجوع وقري ومدن مصر...
أيها المتصارعون علي السلطة ارحمونا يرحمكم الله...
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.