تثار قضية المياه هذه الأيام بين دول المنبع وبين دول المصب، وهذه قضية حيوية ومصيرية فهل نحن فى دول المصب فى حاجة إلى التخلص من «الست سنية» التى تبدد المياه بتركها تنساب فى هيئة نقط تبدد مئات أو آلاف الأمتار المكعبة من مياه النهر الذى جعل فيلسوفا إغريقيا يقول «مصر هبة النيل»، وربما هى كذلك لأن مصر هى أيضا هبة لأبنائها من ساسة وعلماء وقاده ومقاتلين ومدرسين ومزارعين، ولكنها ليست هبة القهوجى الذى يرش الماء ببذخ بخرطوم لا عقل له لمجرد أنه يريد نسمه هواء باردة فى أيام الصيف الحارة. هذه عادات قاتلة للنفوس وللمستقبل، يجب أن يكون أهل المصب أكثر حكمة وتدبيرا لمواردهم المائيه فهذا التدبير يحبه الله ورسوله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقتلوا الماء» فسأل الصحابة: «أيقتل الماء يا رسول الله؟» فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: «نعم إن إهدار الماء قتله». إن الحكمة المحمدية تقول بوضوح إن قتل الماء سيؤدى إلى هلاك الإنسان وهذا فى حد ذاته مرفوض وحرام، لأن فيه هلاك أرواح قد خلقها الله ولم تكن فى حالة اعتداء على الآخرين حتى تقتل, أما هؤلاء الذين يفكرون فى العبث بحصة مصر فى الماء فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خصلتان لا يحل منعهما: الماء والنار» لأن فى الاثنين حياة للإنسان ومن يعبث بهما فهو يعبث بأرواح الغير، والله لا يقبل هذا من إنسان لآخر، فقد جاء فى القرآن الشريف العظيم: «وخلقنا من الماء كل شىء حى» ففى الماء حياة والعبث بها هو عمل ضد الحياة، فرسول الله صلى عليه وسلم بعثه الله نورا وهداية فقد نهى أن يبول إنسان فى الماء حتى لا يضر ولا يقتل الحياة التى فى النهر أو التى خارج النهر, إنه دين نظافة وطهر وحياة فى أجمل وأكمل معانيها. نقطه نظام: يحتار المرء فى أمر التليفزيون هذا!!!..... كان رجال الدين من الشباب يستضافون بدون أجر وبعد أن ضج هذا الشباب من هذه المعاملة غير العادلة قرر التليفزيون أن يعطيهم مكافأة رمزية وظن هؤلاء الشباب أن الغبن قد زال، ولكنهم فوجئوا بأن المكافآت عن الشهرين الماضيين قد تم تحويلها إلى القطاع الاقتصادى. لماذا؟ لأن التليفزيون يريد هذه المكافآت لشراء مسلسلات لشهر رمضان. هل هذا منطق؟ أم أن الضعفاء ليس لهم حقوق فى هذا التليفزيون؟ إنهم رجال دين! الدين الذى تؤمن به هذه الشاشة البيضاء ومن خلفها! أم أن هناك أشياء لا نفهمها?
