استاذ جامعى وحارس عقار بالمهندسين اتفقا على نفس طريقة التفكير فى كثرة الإنجاب وأن "العيال عزوة".. يقول الأستاذ الجامعى لأننى أنتمى الى أصول ريفية لها عاداتها وتقاليدها فهم يقدرون إنجاب الذكور.. وأنا أقع تحت ضغوط الأهل الذين يعايروننى من عدم إنجاب الذكر فلدى 5 بنات والأهل يطالبوننى بتطليق زوجتى والزواج من أخرى لتنجب له الولد.. ورغم علمى أن المسئول عن نوع الجنين هو الرجل وليس المرأة الا أننى تحكمنى العادات والتقاليد.. ويقول النوذج الثانى عم عبد القادر حارس عقار رغم أنه رزق بالولد فى بداية زواجه فظل ينجب حتى وصوا الى 7 من الأبناء ليثبت للأهل أنه قادر على إنجاب الذكور. المشكلة السكانية.. قنبلة موقوتة تمثل أزمة وكارثة حقيقية أخطر من الإرهاب بعد أن تفاقمت معدلاتها فى السنوات الأخيرة، ولابد من التصدى لهذه المشكلة والوقوف على أسباب فشل برامج الدولة فى تنظيم الأسرة، رغم أنها كانت تعنى بثقافة وصحة المرأة قبل وبعد الزواج مما كان له أكبر الأثر فى نجاح هذه البرامج. وعن أسباب تفاقم المشكلة السكانية وطرق علاجها. تقول د هدى زكريا أستاذ علم الاجتماع السياسى لابد أن يتم تبنى سياسة واحدة تجمع وجهة النظر الرسمية والشعبية وذلك بإثارة حالة من الوعى لدى الناس يسبقها سياسة صارمة فى تنظيم الأسرة، وحتى تعود برامج تنظيم الأسرة لنجاحها لابد أن تصل هذه البرامج إلى أعماق الريف والنجوع مع الاهتمام بتعليم البنات ومنع تسربهن من التعليم، حيث ثبت أن التعليم يؤدى إلى تأخر سن الزواج بطريقة غير مباشرة، وتطالب بالاهتمام بوضع برامج لتوعية الأسرة. كما يجب أن يتحمل الرجل المسئولية فى تنظيم الأسرة بالإضافة إلى قيام المؤسسة الطبية بوضع وسائل خاصة للرجال ولا يتم التركيز طوال الوقت على المرأة فقط. يرى د.فتحى أبو عيانة أستاذ الجغرافيا البشرية والدراسات السكانية بجامعة الإسكندرية أن معدل نصيب الفرد فى الدول المتقدمة من الناتج القومى فى تزايد أما فى بعض الدول النامية ومنها مصر فإن زيادة السكان تؤدى إلى انخفاض نصيب الفرد من الناتج القومي، ويوضح أن أكبر عناصر مقاومة الزيادة السكانية هى القضاء على الفقر حيث نجد نسبة من هم تحت خط الفقر لا تقل عن 40% من سكان مصر، وستظل كثرة الإنجاب مرتبطة بالفقر باعتباره العامل الاقتصادى الأول من وجه نظر الأسرة الفقيرة لرفع مستواها بعمل أبنائها من الأطفال، وبالتالى ندخل فى مشاكل كثيرة منها عمالة الأطفال فى مهن خطيرة، وتسربهم من التعليم للشارع وبالتالى زيادة أطفال الشوارع. ويرجع د.فتحى المشكلة السكانية فى الأسرة إلى أصحاب الفهم الخاطئ للدين بأن تنظيم الأسرة حرام مستندين إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم « تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإنى مباه بكم الأمم يوم القيامة»، ونسوا قوله صلى الله عليه وسلم «أنتم أدرى بشئون دنياكم»، وقوله ص االمؤمن القوى أحب إلى الله من المؤمن الضعيف«، ونجد أن المرأة فى المجتمعات الفقيرة تحقق ذاتها بالإنجاب وكثرة الأطفال خاصة الذكور ضمانا لها لاستمرار علاقتها الزوجية، وأيضا هناك فكر ثقافى وقبلى منتشر يحبذ «االعزوة» والكثرة العددية وهذه الظاهرة نراها بقوة فى الريف، كما ساعد التقدم العلمى والتكنولوجى المرأة على الإنجاب، وبرغم ضعف الخدمات المقدمة من تنظيم الأسرة على المستوى القومي، إلا أن هناك دوراً كبيراً يمكن أن تلعبه الرائدات الريفيات حيث يدخلن البيوت ويلتقين بالنساء والزوجات من أجل نشر ثقافة تنظيم الأسرة. ومن الجدير بالذكر أن الزيادة السكانية وصلت فى عام 2014 إلى 31 فى الألف على مستوى الجمهورية، وكان معدل النمو السكانى 1.8 فى أوائل الألفية وصل هذا العام الى 31 فى الألف وهذا الرقم يعنى أن سكان مصر يزيدون زيادة مطلقة حوالى 2 مليون نسمة فمنذ أحداث ثورة 25 يناير زاد العدد فى السكان إلى 8 ملايين نسمة.