" العزوة " هي كلمة السر في الزيادة السكانية، التي تعتبرها الحكومة مشكلة مزمنة، تواجه مصر خلال الاعوام القادمة، رغم ان هناك دولاً كثيرة تعاني من " الندرة السكانية " وتتمني ان يرتفع النموالسكاني لديها، لكن في مصر الوضع مختلف، الارقام تزداد، والموارد تنقص، والحكومة " ساكنة " لا تتحرك، الخبراء اكدوا ان كلمة العزوة هي احد اهم الاسباب الرئيسية لاقبال المصريين وخاصة سكان الريف علي الانجاب. اهم هذه السلبيات كما يقول د. محمود عودة استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ارتفاع معدل انتشار الأمية خاصة بين الإناث وعلي وجه الخصوص في الريف وتؤكد نتائج البحوث الميدانية وجود ارتباط وثيق بين تعليم المرأة ومستوي الاسرة ايضا فإنه علي الرغم من زيادة نسبة مساهمة المرأة في العمل . وتؤكد راوية البدراوي - مستشار رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء - علي ان الارقام خطيرة وتدق ناقوس الخطر لعدم ادراك المسئولين خطورة هذه الارقام، موضحة ان المشكلة السكانية هي ام المشاكل، لان الفقراء اكثر انجابا للاطفال، مضيفة ان الطفل بالنسبة للفقير ثروة في حد ذاته لانه يعمل ويدر عائدا لاسرته، مشيرة الي ان البطالة من اهم اسبابها الزيادة السكانية، وتقول راوية ان برامج تنظيم الاسرة منذ الستينات، ولكن الموضوع ليس موضوع برنامج اومباني تضم هذه الوحدات ، بل بالاهتمام بالام وصحتها، لانه في حالة وفاة المولود يضطر الاباء الي انجاب اطفال كثيرة لتعوضهم عن الاطفال المتوفين، ويقول نبيل صمويل خبير تنمية اجتماعية وعضوالمجلس القومي للمرأة انه يجب علي الدولة العودة مرة اخري بالاهتمام بالمشكلة السكانية لانها اهملت منذ اكثر من اربع سنوات، موضحا انه يجب اعادة النظر في خريطة توزيع سكان مصر علي جميع المحافظات،لان هناك علاقة طردية بين الزيادة السكانية والكثافة السكانية، كلما زادت الكثافة زاد الاطفال. الدكتورة عزة كريم الخبيرة الاجتماعية تشير الي ان المجتمع الريفي وسكان المناطق العشوائية مازالوا ينظرون الي الاطفال باعتبارهم مصدرا للرزق للعمل في المزارع اوالورش لزيادة الدخل، وهنا يكمن الخطر، خاصة في تلك الاسر التي تلجأ للزواج المبكر ويعتبرون الانجاب ارضاء لواقع اجتماعي وتأييدا لظاهرة العزوة. ولم تقتصر الظاهرة علي الريف فهي تمتد احيانا الي الحضر، ويعتبر افضل سن للزواج هومنتصف العشرينيات حيث تصبح المرأة كاملة النموجسديا وعقليا. ويوضح الدكتور احمد الجمال استاذ علم الاجتماع.. أن المرأة المتزوجة قبل الثلاثينات تفضل الانجاب بكثرة فالسن المبكر للزيجات سبب ارتفاع الاسرة فالمرأة غالبا ما تترك التعليم والعمل وينصب هدفها الوحيد في كثرة الانجاب لتوطيد صلتها بالاسرة ويؤكد د. خالد عبد الفتاح استاذ علم الاجتماع بكلية اداب المنوفية علي ان فشل سياسات الحكومات السابقة في مواجهة المشكلة السكانية، بالاضافة الي الفشل الذريع لبرنامج تنظيم الاسرة، بالاضافة الي الفشل الثقافي وتوضح الدكتورة سحر السنباطي، رئيس قطاع تنظيم الأسرة بوزارة الصحة أن ''مفهوم العزوة الذي يحكم الريف وتفضيل الذكور علي الإناث وتعدد الزوجات، والمفاهيم المتعلقة بتحريم تحديد النسل والفقر والأمية والبطالة، كلها أمور تؤدي إلي زيادة نسبة المواليد''. وتشير د. سحر إلي هناك فوائد لتنظيم الاسرة منها ما هوصحي ومنها ما هواقتصادي ومنها ما هواجتماعي غير ان الفائدة الرئيسية مثل تنظيم الاسرة والتي نركز هنا عليها هي صحة الامهات والاطفال واستقرار الأسرة والمجتمع.. وفي حالة الزواج المبكر للفتيات والفتيان فإن التنظيم يساعد الزوجين علي تأخير الحمل. وأكدت علي اهمية ان يكون بين كل ولادة وأخري فترة لاتقل عن ثلاث سنوات، من المهم ان يكون رب الاسرة قادرا علي تقديم التغذية الكافية والرعاية الصحية الكاملة ، وان يقدم لهم التعليم الجيد والعناية والحب الكافيين، وطبعا تختلف قدرة كل اسرة علي تقديم ذلك لاطفالها وتحتاج كل اسرة إلي ان تقرر كم من الاطفال ترغب ان يكون لديها مع الاخذ بعين الاعتبار وجهات النظر المختلفة، ومن المهم جدا هنا التفكير في هذه الامور واتخاذ القرار المناسب المدروس وأن تقرر ذلك وفق ما يتلاءم مع وضع الاسرة وتوفير احتياجات الابناء ومتطلبات عيشهم الكريم وفي مقدمة ذلك كله ينبغي ان تراعي صحة الام والطفل.