حب الام أقوي وأسمي حب.. إنه يهب كل شيء ولا يطمع في أي شيء فقلب الأم مملوء بكل ما في الدنيا من عطف وحنان ووفاء وحب خالص فطري.. إنه جذوة نار من الحب الساخن الدافئ الكريم والمعطاء. نشاهد هذا ليس في الانسان وحده بل في جميع الحيوانات أيضا. وكل منا قد شاهد ولمس حب القطة لصغارها منذ ولادتها. فتدافع عنها ضد أي معتد بكل قوة مخالبها وأنيابها. انظر إلي الأم, كيف تحتضن وليدها وكيف تقبله بشغف وحنان, وكيف تدلله وتستمع لصوت صراخه وكأنه سيمفونية جميلة يعزفها أعظم فنان موسيقي.الأم في البيت قمر منير, ومصباح مضيء يحمل كل شعاع منه صاروخا من الحب الطاهر النقي.. إذ تقدم خدماتها لجميع أهل البيت بكل تواضع وبنفس راضية وعن طيب خاطر بدون مقابل ولا أجر لا تريد منهم جزاء ولا شكورا, بل بدافع الحب الذي جبلت عليه وتتفاني في تنفيذه نحو اولادها وأسرتها. والجميل في هذا الموضوع أن الأمومة الصادقة صفة طبيعية تغرس في قلب كل انثي إذ تتوق جميع الفتيات منذ نعومة أظافرهن إلي أن تصير كل منهن أما, لذلك جبل قلبها علي الحب فتبادله أباها وأمها وأخوتها وأخواتها وأقاربها وجيرانها.. قلبها يتركب من الحب الخالص ولاشئ سوي الحب يتجلي حب الأم الصادق في خدمة أولادها وتربيتهم, تسهر إلي جانب سرير من يمرض منهم لا تذوق عيناها النوم لتقوم بتمريضه. كما انها المدرسة الأولي التي تعلم اطفالها الكلمات والحروف وتبث فيهم العادات والتقاليد الفاضلة والأخلاق الحميدة لا تنتظر منهم مكافأة ولا ردا لجمائلها عليهم, ومهما يبذل الأولاد والبنات من نفس ونفيس لمكافأة الأم فلن يوفوها حقها حتي ولو كان ما يقدمونه إليها من أموال وهدايا تملأ أكبر منزل في العالم. فحبها أسمي من أي حب لذا اطلقت عليها الأغنية المشهورة لقب ست الحبايب.ذهب رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم وقال له يا رسول الله من أولي الناس بصداقتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال أمك؟ قال ثم من؟ قال أمك. قال ثم من؟ قال أبوك. وهكذا نري أن حب الأم لابد أن يكون ثلاثة اضعاف حب الأب وأكثر من ذلك نحو الآخرين. إذا ماتت الأم فلن يموت حبها. بل يظل ما غرسته في قلوب أبنائها وبناتها من حب عالقا في قلوبهم إلي أن يقابلوا الرفيق الأعلي. واما عيونهم فلن تكف عن بكائها حزنا عليها واشادة بما كانت تتحلي به من أمومة صادقة وحب خالص شديد الصفاء والنقاء.