أشار تقرير حديث لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء عن ارتفاع نسبة العنوسة في أوساط الشباب والفتيات في مصر, فقد بلغ العدد أكثر من مليون و44 ألف نسمة,673 ألفا من الذكور و371 ألفا من الإناث, في حين بلغ أعداد غير المتزوجين فوق سن35 عاما492 ألف نسمة. كما رصد التقرير ارتفاع معدلات سن الزواج في المجتمع المصري, فقد تأخرت سن الزواج للفتيات بمقدار سنة ونصف خلال الفترة ما بين عامي1992 و2008. لقد ارتفعت سن الزواج في المجتمعات الجديدة بعدما اتسعت متطلبات الحياة العصرية, وأصبحت البيوت الزوجية في حاجة إلي نفقات مالية باهظة مما يصيب جيل الشباب بالخوف من حمل أعباء الحياة الزوجية, وبما أن الزواج هو الوسيلة الوحيدة لبقاء النوع الإنساني واستمراره وأنه هو الوسيلة العظمي للاستقرار النفسي والطبيعي والاجتماعي للانسان فإن العنوسة وعدم التزويج يخلف مشكلات خطيرة في الحياة البشرية, إذ تتحول إلي ظاهرة عامة في المجتمع, ولذلك نهي الاسلام عن الترهب في الدين وهو ترك الزواج دون سبب, كما أن تعاليم الشريعة الإسلامية تحث علي الزواج المبكر, والاختيار علي أساس الدين, وتيسير مؤونة الزواج, وتنهي عن المغالاة في المهور, وتشدد علي أهمية التوالد وحفظ النفس والنسل, تلك التعاليم وغيرها من قيم الإسلام تمثل مرجعية أساسية لكل سياسة تسعي إلي مواجهة هذه الظاهرة والقضاء علي أسبابها, في مواجهة أخلاقيات العولمة, ودعاوي المنظمات الدولية, الساعية إلي نشر الحرية الجنسية وإباحة الشذوذ ومحاربة الزواج المبكر! وقد عكف كثيرون من خبراء الاجتماع علي معرفة أسباب تفاقم تلك الظاهرة, وكيفية مواجهتها والتخفيف من سلبياتها علي الشباب والفتيات والمجتمع كله, حيث جاءت الأزمة الاقتصادية وضيق ذات اليد في مقدمة الأسباب التي أدت إلي تفاقم المشكلة, فالأزمة تتمثل في ارتفاع تكاليف الزواج, التي أصبحت فوق طاقة كثيرين من الشباب حيث صعوبة الحصول علي مسكن, كما أن معظم الأسر تصر علي اختيار العريس الجاهز, غير عابئة بالقيم الدينية التي تدعو إلي تزويج الشباب المتدين والتسهيل عليهم, بصرف النظر عن دخولهم, كما أشاروا إلي أن هناك مجموعة من القيم الاجتماعية الضاغطة في الأسرة والتي تتمثل في التباهي بقيمة الشبكة, والمؤخر والجهاز وإقامة الأفراح في فنادق خاصة, مما أدي إلي ارتفاع تكاليف الزواج وصعوبته هذه الأيام. وقديما كان الأوائل مستعدين لكل ما يساعد الناس غير القادرين ودعمهم علي مواجهة الحياة الصعبة, فالعرائس الفقيرات اللائي يعجزن عن مجاراة العرائس المترفات في تجهيز أنفسهن عند الزفاف أوقف عليهن ما يتمتعن به خلال أيام العرس من ألبسة حريرية رفيعة وحلي, ما لا يفرق به بين المترفة والمحتاجة, فما علي العروس إلا أن تخبر دار الوقف بيوم زفافها, فتستجيب لها من غير من ولا أذي, كما كان لعرس الفقراء دور موقوفة علي حفلات أعراسهم يزفون منها بكل ما يحتاج إليه العريس والعروس من كسوة وطيب وحلي ونفقات لأيام العرس كاملة.. ما رأيكم في التكافل الاجتماعي الخالص لوجه الله..! هل يمكن أن تقدم نافذة بريد الأهرام كما عهدنا بها دائما.. القدوة بإنشاء صندوق تكافل يقوم بقبول التبرعات من رجال الأعمال والقادرين, والدعوة إلي تشجيع فكرة إقامة حفلات الزواج الجماعية, لدعم زواج غير القادرين اسوة بما كان يتم في عصور الاسلام المزدهرة, حيث كان الجميع يتكافلون معا لمساعدة المحتاج؟ * تلقيت هذه الرسالة من الدكتور حامد عبدالرحيم عيد الاستاذ بعلوم القاهرة, وأرجو إبلاغه وتذكير القراء بأننا لدينا بالفعل في بريد الأهرام مشروع يتم تنفيذه منذ سنوات باسم زواج اليتيمات ويتم من خلاله تزويج مئات اليتيمات غير القادرات, ويمكن تنفيذ فكرة إضافية علي هذا الغرار إذا رأي أهل الخير ذلك.. وفي انتظار آرائكم ومقترحاتكم.