أكد تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء أن الذين العاطلون يقبلون على الزواج أكثر من الذين لديهم عمل ثابت، حيث أشار إلى أن نسبة الذكور الذين لا يعملون وسنهم أكثر من 30 سنة بين ولا يعملون ارتفعت مقارنة بالذين يعملون، حيث وصلت إلى 5.4% لغير العاملين مقارنة ب4.9 للعاملين في عام 2009، كما أظهر التقرير أن دخول المرأة إلى سوق العمل كان له تأثير كبير على تأخر سن زواجها، حيث وصل سن اللائي لم يتزوجن وسنهن أكبر من 30 سنة إلى 6.3% مقارنة بنسبة 2.9% للإناث غير العاملات عام 2009. وأشار التقرير الشهري السادس والثلاثون الصادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء عن "تأخر سن الزواج: هل أصبح مشكلة تبحث عن حل", إلى وجود علاقة قوية بين المستوى التعليمي وتأخر سن الزواج، حيث إن المستوى التعليمي الأعلى من الثانوي وصل عدد المتأخرين عن الزواج بعد سن الثلاثين إلى 9.2 مقارنة بالمستوى التعليمي أقل من الثانوي 3.2%. وكذلك بلغ نسبة الإناث اللائي لم يسبق لهن الزواج في الفئة العمرية 30 سنة فأكثر للمستوى التعليمي أعلى من الثانوي 8.8% مقارنة بالمستوى التعليمي أقل من الثانوي 2.4%. ويهدف هذا التقرير إلى إلقاء الضوء على معدلات الزواج فى المجتمع المصرى وتطورها, ومتوسط العمر عند الزواج وهل يختلف باختلاف محل الإقامة والحالة التعليمية والحالة الاقتصادية, وآراء الشباب حول السن الأمثل للزواج, من خلال رصد وتحليل البيانات المتعلقة بالقضية. كما أكد التقرير الحكومي على أن هناك 1.044 مليون شاب وفتاة في المجتمع المصري تجاوزوا سن الثلاثين بدون زواج، مشيرا إلى أن ارتفاع تكاليف الزواج كتوفير المسكن وغيره وارتفاع نسبة البطالة بين صفوف الشباب وانخفاض الأجور كانت السبب المباشر في تأخر سن الزواج، وأوضح أن سبب انتشار ظاهرة الزواج العربي كانت امتدادًا طبيعيًا لصعوبة إقدام الشباب على الزواج في إطاره الطبيعي. ولفت التقرير إلى أن هناك اتجاهًا للتأخر في سن الزواج في المجتمع المصري، حيث ارتفع سن الزواج للسيدات بمقدار سنة ونصف في الفترة من عام 1992 إلى عام 2008، وبالرغم من ذلك فهناك زيادة في معدل الزواج الإجمالي حيث بلغ 7.6 عقد زواج لكل ألف من السكان في عام 1990 في مقابل 8.8 عقد زواج لكل ألف عام 2008. كما أشار إلى أن عدد الذين لم يسبق لهم الزواج في سن أكبر من 30 في عام 2006 نحو 1.044 مليون نسمة بما يمثل حوال 3.9 من إجمالي عددد السكان، وبلغ عدد الذكور الذين لم يسبق لهم الزواج في نحو 673 ألف بما يمثل 5% من إجمالي عدد الذكور، وبلغ عدد الإناث في الفئة العمرية 30 سنة فأكثر اللاتي لم يسبق لهن الزواج في عام 2006 371 ألف بما يشكل حوالي 2.8 من إجمالي النساء في نفس الفترة. أما الفئة العمرية أكثر من 35 سنة فبلغ عدد الشباب والفتيات نحو 491 ألف نسمة بما يشكل حوالي 202 من إجمالي السكان في نفس الفترة، وبلغ عدد الإناث في نفس المرحلة 215 ألف نسمة بما يشكل 1.99 من إجمالي النساء في نفس الفترة. وقد لفت التقرير إلى أن مصاريف الزواج تعد من أهم الأمور التي يمكن أن تشكل عقبة في استكمال الزواج أو تأخيره في رأي الشباب يليها تدبير الشقة، ثم عدم وجود فرصة عمل مناسبة. كما أشار إلى أن هناك علاقة قوية بين المستوى التعليمي وتأخر سن الزواج ، فمع زيادة المستوى التعليمي ترتفع نسب غير المتزوجين سواء بين الذكور أو الإناث، فيما يتأثر متوسط عدد المواليد الذين تنجبهم السيدة مع ارتفاع سن الزواج حيث يصل متوسط عدد المواليد أحياء للسيدات المتزوجات حاليا في العمر من 40 إلى 49 سنة اللائي تزوجن في سن الثلاثين إلى 1.8 مولود للسيدة مقارنة ب6.1 مولود للسيدات اللاتي تزوجن في العمر أقل من 15 سنة، وكذلك انخفض متوسط العدد الأمثل للأطفال الذين ترغب السيدة في إنجابهم من 3.5 طفل لكل سيدة بين السيدات اللاتي تزوجن عند العمر أقل من 15 سنة إلى 2.3 طفل لكل سيدة تزوجت عند العمر 30 سنة فأكثر. وقد تكونت الدراسة من ثلاثة أقسام وجاء القسم الأول تحت عنوان "نظرة عامة على الزواج في المجتمع المصري" وتناول تطور إجمالي معدل الزواج في مصر، مشيرا إلى ارتفاع معدل الزواج في الحضر عنه في الريف في عام 2008، فيما كانت محافظة بورسعيد أعلى معدل للزواج الإجمالي حيث بلغ 14 ألف عقد زواج لكل ألف من السكان، بينما كانت محافظة الجيزة هي الأقل معدلاً للزواج حيث بلغ 2.1 عقد زواج لكل ألف من السكان. وأوضح التقرير أن متوسط العمر عند الزواج للذكور كان حوالي 29 سنة عام 2008 وهو يختلف عن آراء الشباب حول السن الأمثل للزواج الذي يترواح بين 25 و26 سنة من وجهة نظرهم، في حين بلغ متوسط العمر عند الزواج للإناث 24 سنة في نفس العام وهو يختلف عن آراء الشباب الذين رأوا أن السن الأمثل لزواج الإناث يترواح ما بين 21 و22 سنة. فيما تكلم القسم الثاني من التقرير عن "تأخر سن الزواج طبقا للخصائص المختلفة"، موضحا أن نسبة السكان الذين لم يسبق لهم الزواج وعمرهم 30 سنة فأكثر حوالي 1.044 مليون نسمة، وبلغت نسبة من لم يسبق لهم الزواج في المرحلة من 30 إلى 34 سنة 11.7% بما يمثل حوالي 553 ألف نسمة، وتنخفض لتصل إلى 4.5% في الفئة من 35 إلى 39 سنة، و1.6% بين السكان في الفئة العمرية 40 سنة فأكثر، مشيرًا إلى ارتفاع نسبة عدم الزواج بين الذكور أكثر منها عند الإناث في معظم الفئات العمرية. هذا وقد ارتفعت نسب عدم الزواج في المحافظات الحضرية مقارنة بباقي الأقاليم حيث بلغت نسبة السكان الذين لم يسبق لهم الزواج لأكثر من 30 سنة في المحافظات الحضرية 7.6 من إجمالي السكان، تليها محافظات الوجه القبلي بنسبة 3.2% ثم تأتي محافظات الوجه البحري بنسبة 3.1%. في حين جاء القسم الثالث ليقارن بين العنوسة في مصر والدول العربية الأخرى، حيث رصد تأخر سن الزواج في كثير من الدول العربية، حيث تصل نسب السكان الذين لم يسبق لهم الزواج في الفئة بين 30 – 34 سنة حوالي 38.7% في تونس تليها لبنان بنسبة 36.1% وقطر بنسبة 22.9% وسوريا 19.5% ، بينما تنخفض هذه النسبة في كل من مصر والسعودية حيث بلغت 11.7 و11.4% لكل منهما على التوالي.