بماذا نفسر هذه الحملة الضارية علي الإخوان واتهامهم بأنهم مستحوذون ومحتكرون ولا يستمعون سوي إلي صوتهم وفقدوا مصداقيتهم ولا يعترفون بالرأي الآخر ويتراجعون عن قراراتهم؟. وكيف نجد أصواتا تعلو فجأة بأن هيمنة حزب الحرية والعدالة سوف تقود هذا البلد إلي الجحيم بما جعل اناسا يعلنون عن الحل الأوحد لما نحن فيه ألا وهو الهجرة لأن البلد لم تعد بلدهم وهم غرباء به؟ لقد أصبحنا نجد فرسانا يلمعون علي شاشات الفضائيات يرجعون كل بلاء يصيب هذا البلد إلي الإخوان وأخطائهم وهفواتهم وشطحاتهم ما هذا الهراء.؟! أليس هذا الحزب هو الذي حصل علي الأغلبية الكاسحة في الانتخابات البرلمانية وهي الانتخابات التي شهد العالم كله بنزاهتها, أليس رموزه هي التي قضت سنوات ممتدة في السجون والمعتقلات وكان امامهم الطريق السهل الذي يجمعون من ورائه الثروات وينعمون بالحياة الرغدة؟.. نجد من يتهم الإخوان بالغباء السياسي, بينما الغباء بعينه هو المغالطة بالقول إن حزب الحرية والعدالة صورة طبق الأصل من الحزب الوطني المنحل بينما هذا الحزب المنحل جعل الشعب يفقد ثقته بأي رموز حتي لو كانت مخلصة ومتفانية أليس هناك فارق بين من دخل السجون لمخالفاته وجرائمه ونهبه المال العام وبين من دخلها لقوله الحق والتصدي لحاكم ظالم فاسد.. هل حينما يتمسك الإخوان بمطالبهم المشروعة التي تتماشي مع شعبيتهم في الشارع والأصوات التي جاءت معبرة عن إرادة الشعب يصبحون مستحوذين ومحتكرين ويصمون آذانهم؟ هل أخطأ الإخوان حينما يتمسكون بتشكيل حكومة ائتلافية أليس هذا حقا.. وهل أخطأوا حينما لايجدون استجابة لحكومتهم الائتلافية؟ أن يكون لهم المطلب الأبعد أليس من حقهم أن يعيدوا حساباتهم حينما يفاجأون بتغيرات لم تكن في الحسبان؟.. الإخوان لم يخطئوا وهذه الحملة الشرسة وراءها فقط الهلع والفزع من امتداد شعبيتهم وهي بالطبع شعبية حقيقية كاسحة وليست شعبية زائفة. المزيد من أعمدة شريف العبد