أمر طبيعي ومنطقي أن تكون مطالب المعتصمين في الميدان عادلة ومقبولة وبالتالي لا اعتراض علي أن يواصلوا اعتصامهم رغم المصانع التي تغلق والشركات التي تفلس والاحتياطي الذي يتبخر وفرص العمل التي تنعدم, لكن الأمر الغريب أن نجد الميدان فجأة يتخذ موقفا عدائيا من الإخوان وكأنهم ارتكبوا جرما حينما قاموا بتشييد منصة لهم بالميدان للاحتفال بالثورة لنجد أصواتا تستنكر هذا الاحتفال علي اعتبار أن رموز الفساد لم تحاكم, ودماء الشهداء أهدرت وحقوق أسرهم مازالت ضائعة والأموال المنهوبة لم تعد.. هل ارتكب الإخوان جرما حينما احتفلوا بالثورة؟, وما المانع أن نحتفل بهذا الحدث التاريخي الذي أطاح بالطاغية, ثم يعقب الاحتفال المزيد من الأهداف التي تتحقق, أليس هذه الثورة جديرة بأن نحتفل بها بعد أن جذبت أنظار العالم بأسره؟, هل الاحتفال بها أصبح خيانة وجرما.. ثم نجد أصواتا عالية من الميدان تصرخ وتوجه حملاتها الشرسة وتفتح نيرانها علي الإخوان فنجد من يقول إنهم صورة طبق الاصل من الحزب الوطني المنحل, فهل جاءوا ليسرقوا وينهبوا اموال الشعب ويرتزقوا مثلما فعل المنتمون لهذا الحزب المنحل ثم نجد من يؤكد أن الإخوان فازوا بالتزوير, فهل هذه الانتخابات النزيهة التي اشاد بها وزراء: المانيا وفرنسا والولايات المتحدة وايطاليا, هل هي انتخابات مزورة وكيف نتهم الإخوان بالتواطؤ مع المجلس العسكري من أجل مصالحهم الشخصية بل والتفاوض مع نظام مبارك قبل وبعد الثورة, أليس هذا يمثل افتراء ومغالطة من شباب نعلق عليهم الآمال لإعادة بناء هذا البلد... كيف انقلب شباب الميدان علي الإخوان بهذه الصورة المفزعة؟ كيف يصورون الأمر وكأنهم نادمون علي أنهم اعطوا أصواتهم للإخوان؟ لماذا يتعمدون تشويه البرلمان وتصويره بأنه برلمان غير شرعي لمصلحة من هذا, وماذا لو كان حزبا آخر حصد تلك الأصوات واحتل موقعه عن جدارة في الصدارة كنا سوف نجد السيناريو يتكرر وتوجه إليه الاتهامات مثلما توجه اليوم إلي الإخوان. المزيد من أعمدة شريف العبد