هل كان الإخوان يتوقعون هذا الفوز الكاسح في الانتخابات البرلمانية؟ الاجابة بالقطع لا لقد سمعنا قبل المعركة من قيادات إخوانية يؤكدون أنهم سوف يحتلون موقع الصدارة ويتقدمون علي كل الأحزاب المنافسة لهم في حلبة السباق, لكن لم نسمع أحدا يشير من قريب أو بعيد إلي حصول الإخوان علي هذه النسبة المفاجئة للرأي العام بأكمله.. كانت التوقعات في أغلبها تشير إلي حصول الإخوان علي ثلاثين في المائة من مجمل الأصوات, فإذا بهم يتخطون نسبة الخمسين في المائة ومن يعلم ربما يقتربون أو يتجاوزون نسبة الستين في المائة بعد الانتهاء من التصويت في المرحلة الثالثة وهي التي تضم محافظات يتوغل بها التيار الديني.. وبناء عليه سوف نجد المقاعد الإخوانية في مجلس الشعب الجديد ممتدة لتستحوذ علي القاعة البرلمانية بأكملها, وهو الأمر الذي يتولد معه إنطباع بأن يصبح حزب الحرية والعدالة حزبا احتكاريا يميل الي الدكتاتورية والهيمنة واعتقد أن نفي الدكتور عصام العريان بحدة لما تردد عن رئاسته لمجلس الشعب بل غضبه من هذا القول يعكس رغبته في أن يبعد عن حزبه شبهة الهيمنة والاستحواذ. ولا نستبعد هنا ما ورد علي لسان الدكتور نور فرحات أمين المجلس الاستشاري في أن الإخوان لديهم نية مبيتة للانفراد بوضع الدستور, واعتقد أن هذا الرجل اصاب حينما قال: إذا كنت أملك كل التفاحة فلماذا أكتفي بقضمة صغيرة منها ومن هنا نقول إن تلك الأغلبية الكاسحة التي حصل عليها الإخوان وما كانوا يتوقعونها سوف تجعلهم يتدللون وربما لا يقبلون الرأي الآخر من أحزاب صغيرة حولهم داخل القاعة لم تحصل سوي علي الفتات.. نحن نعلم أن أغلبية الإخوان تختلف تماما عن اغلبية الحزب الوطني المنحل حيث الإخوان جاءوا تعبيرا عن ارادة حقيقية للجماهير وليس بالتزوير كما أنهم ترشحوا من أجل عضوية يقدمون بموجبها خدمات للأهالي دون أن يكون لهم نيات في التربح والارتزاق, هناك تسليم بذلك, لكن نياتهم في الهيمنة والاستحواذ مؤكدة ايضا وبالفعل ما دمت أملك كل التفاحة فلماذا أكتفي بقضمة صغيرة؟. لقد سبق لهم أن تحالفوا مع الوفد وكان تحالفهم مع النور واردا, لكنهم اليوم لن يتحالفوا مع أحد بعد امتلاكهم كل هذه المقاعد. [email protected] المزيد من أعمدة شريف العبد