منيت آمال الرئيس باراك أوباما فى موافقة الكونجرس الأمريكى على الاتفاق النووى الإيرانى بانتكاسة كبيرة أمس بعدما أعلن ثلاثة من كبار النواب الأمريكيين رفضهم للاتفاق، مما يمهد الطريق أمام معارضة مزيد من أعضاء الكونجرس قبل جلسة مناقشة الاتفاق لدى عودتهم من العطلة فى الثامن من سبتمبر المقبل. وجاء السيناتور اليهودى تشاك شومر إحدى كبار الديمقراطيين فى مجلس الشيوخ فى مقدمة الرافضين الذين أعلنوا مواقفهم صراحة قبل جلسة مناقشة الاتفاق، فيما أنضم إليه النائب اليهودى البارز إليوت أنجيل أكبر النواب الديمقراطيين فى لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النواب، إلى جانب السيناتور الجمهورى ميتش مكونيل زعيم الاغلبية فى مجلس الشيوخ الامريكي. وقال شومر-فى بيان مطول له- "قررت أنه يتحتم على معارضة الاتفاق وسوف أصوت لصالح مذكرة رفض". وشدد"ليس الأمر هو أننى أعتقد أن الحرب هى خيار قابل للتطبيق أو مرغوب به، بل لأنى على قناعة بأن إيران ستواصل مساعيها لتحقيق أهدافها المشينة". وأكد أنه"من الأفضل الابقاء على العقوبات الأمريكية وتعزيزها وفرض عقوبات ثانوية على دول أخرى وسلوك طريق الدبلوماسية مرة جديدة مهما كانت صعبة". من جهته، أشار السيناتور إليوت أنجيل إلى أنه لا يثق بأن إيران ستلتزم بواجباتها المدرجة فى الاتفاق القاضى بالحد من برنامجها النووى لقاء تخفيف العقوبات التى تكبل اقتصادها. وقال للصحفيين"ما زلت على قناعة بأن التفاوض هو أفضل وسيلة عمل وأن هذا هو الطريق الذى يتوجب علينا سلوكه، لكن يؤسفنى القول أنه لا يمكننا تأييد هذا الاتفاق". وفى السياق نفسه، أعلن السيناتور الجمهورى ميتش مكونيل رفضه الاتفاق، مشيرا إلى غضبه مما جاء فى خطاب الرئيس باراك أوباما الذى ألقاه مساء الأربعاء الماضى للدفاع عنه، وقال إنه من "السخف" المجادلة بأن على المشرعين أن يختاروا بين الاتفاق أو الذهاب إلى الحرب. وأوضح مكونيل للصحفيين أن الرئيس ارتكب"خطأ فادحا" بموقفه هذا. وأضاف"هذا الاتفاق ليس النقيض للحرب. تلك كانت الحجة التى ساقوها طوال المفاوضات". وأمام الكونجرس حتى 17سبتمبر المقبل لبحث اتخاذ القرار بشأن معارضة الاتفاق من عدمه، وهو ما سيحرم الرئيس أوباما من حق رفع العقوبات التى فرضها الكونجرس على إيران كإحدى البنود الرئيسية فى الاتفاق.ويحتاج الجمهوريون إلى تأييد 13ديمقراطيا على الأقل فى مجلس الشيوخ و44 فى مجلس النواب لابطال حق النقض الذى هدد أوباما باستخدامه حال رفض الكونجرس الاتفاق. وفى أول رد فعل إيرانى على خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما حول الاتفاق النووي، وصف محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانى خطاب الرئيس أوباما بأنه "غير موضوعي"، وأن له توجهات تتعلق بالسياسة الداخلية فى الولاياتالمتحدة. وقال ظريف - فى بيان لوزارة الخارجية الإيرانية- إن:"مسئولية الأزمات فى المنطقة وانتشار الإرهاب لا تقع على عاتق طهران وحدها، ولكنها ترجع إلى "السياسة الطائشة للولايات المتحدة وحلفائها فى الشرق الأوسط". وتابع:"اتسم خطاب الرئيس الأمريكى بالتوجه للسياسة المحلية بشكل أكبر من أجل تهدئة منتقديه فى بلاده، ولا سيما الإسرائيليين". وأوضح ظريف أن:"العالم المتحضر تخلى منذ حوالى قرن عن خيار الاكراه والتهديد فى السياسة الخارجية"، مضيفا أن"التهديد بالقوة لا يجلب سوى إهدار لموارد الولاياتالمتحدة وإضرار بسمعتها. لقد حان الوقت للتخلى عن هذا السلوك الخطير". يذكر أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد أكد فى خطابه فى الجامعة الأمريكيةبواشنطن على أن البديل للاتفاق النووى مع إيران سيكون حربا جديدة فى الشرق الأوسط. وفى غضون هذا، أظهرت صور جديدة التقطتها الأقمار الصناعة ونشرتها صحيفة "ديلى تليجراف" البريطانية أن إيران ربما تحاول تدمير الأدلة على تجاربها النووية السابقة قبل السماح للمفتشين الدوليين بالتحقيق فى أنشطة إحدى المنشآت العسكرية المثيرة للجدل. وذكرت الصحيفة – فى سياق تقرير نشرته على موقعها الإليكترونى – أن الصور الحديثة لمجمع "بارشين" العسكرى تظهر زيادة فى النشاط خلال الأسابيع التى أعقبت التوصل لاتفاق نووى فى فيينا. وتبدو الصور، التى التقطت فى 26يوليو الماضى وحللها معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث كبير فى واشنطن، وأنها تظهر جرافة فى المنشأة وكذلك تناثر محتمل لنفط يمكن أن يشير إلى معدات ثقيلة فى العمل. ورأت الصحيفة أن الصور الجديدة لموقع بارشين ستغذى المخاوف فى الكونجرس من أن الحكومة الإيرانية مصممة على المناورة فى تعاملها مع مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإخفاء الأدلة على أنها حاولت من قبل تطوير أسلحة نووية. ومن جانبها، نفت البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة - فى بيان لها- سعيها إلى تنظيف أحد مواقعها العسكرية من أى آثار لأبحاث على أسلحة نووية، معتبرة أن هذه الاتهامات "تثير السخرية". وعزت البعثة الإيرانية وجود جرافات فى منطقة بارشين إلى أن"الأعمال الجارية تهدف إلى إصلاح طريق قريبة من الموقع"، منددة بما وصفته"حملة مسيئة" لتعطيل الاتفاق النووي.