في 25 أبريل 1859 ضرب ديلسبس بيده أول معول في الأرض إيذاناً ببدء الحفر في 18 نوفمبر 1862. وافتتحها الخديوي إسماعيل رسمياً في 17 نوفمبر عام 1869 في احتفال عالمي ضخم ضم ملوك وأمراء أوروبا احتفالاً بمرور السفينة المحروسة ثم 77 سفينة أخري من القناة. وبعد انتصار مصر عام 1973، بدأت مرحلة تطوير ضخمة للقناة، لتصبح قناة السويس أهم شريان من أهم شرايين التجارة العالمية، لأنها تربط أوروبا بالشرق الأقصى وبشرق أفريقيا وبجنوب شرق آسيا. وبعد ان حقق الشعب المصري معجزته الأولي التي تجسدت في ثورة 30 يونيو بخروج أكثر من 40 مليون مصري ومصرية بطول وعرض البلاد, دفاعا عن وطنهم, ودفاعا عن أرضهم, ودفاعا عن هويتهم, ودفاعا عن مدنية الدولة ضد الفاشية الإرهابية الأخوانية. وبعد ان حقق المعجزة الثانية التي تجسدت في جمع أكثر من 64 مليار في أسبوع واحد فقط كشهادات استثمار لإنشاء قناة السويس الجديدة تعبيرا عن تحدي وإصرار علي نهضة بلادهم, وبعد ان حقق المعجزة الثالثة التي تجسدت في حرب مصر والمصريين ضد الإرهاب في ظل ظروف سيئة تحيط بالبلاد من جميع الجوانب. اليوم يحقق شعب مصر المعجزة الرابعة التي تجسدت في قناة السويس الجديدة التي نفتتحها بأذن الله في السادس من أغسطس المقبل وبعد عام واحد فقط من بدء الحفر. أعمال الحفر في المشروع بدأت تحت إشراف الجيش منذ نحو 11 شهرا. المشروع تضمن إنشاء قناة جديدة موازية لقناة السويس بطول 72 كيلو مترًا تسمح بمرور السفن في الاتجاهين، وزيادة القدرة الاستيعابية للسفن المارة بالقناة. يذكر أن القناة القديمة، التي حفرت منذ نحو 145 عاما، تجلب نحو 5 مليار دولار سنويا فيما يتوقع أن تضاعف القناة الجديدة التي تسمح للسفن بالمرور في الاتجاهين العوائد لتصل إلى 15 مليار بحلول عام 2023. ويتضمن مشروع تنمية القناة إقامة محطات لتداول الحاويات والبضائع العامة والصب الجاف ومحطات تموين السفن بالوقود، بالإضافة إلى منطقة للخدمات اللوجستية ومنشآت سياحية وساحات انتظار وخدمات تخزين وغيرها من الخدمات. هذا ويمر بقناة السويس الأصلية، التي افتتحت عام 1869، سبعة في المائة من التجارة العالمية وهي أكبر مصادر العملة الصعبة لمصر, ومن المقرر أن تقلل القناة الجديدة مدة رحلة السفن عبرها من 22 ساعة إلى 11 ساعة. المشروع يقوم بتعزيز التنافسية الدولية كما سيساعد كمركز صناعي وتجاري ولوجستي عالمي على تركز الشركات والمؤسسات الداعمة والمرتبطة بها لتكون عنقودا صناعيا متكاملا يتضمن العديد من المشروعات و الصناعات القادرة على المنافسة محليا وعالميا. وبالنظر الي معايير قياس الربحية القومية والاجتماعية فان المشروع سيسهم في حل مشكلة البطالة و توفير فرص عمل جديدة قدرت بنحو مليون فرصة عمل. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى