كشفت مصادر إعلامية تركية عن أن المقاتلات الجوية التركية نفذت 155 طلعة جوية على مدار اليوميين الماضيين وقصفت 400 هدف لتنظيم داعش الإرهابى وحزب العمال الكردستانى فى سورياوالعراق بمشاركة 75 طائرة حربية طراز «إف – 16» و «إف 4». وأضافت أن عمليات القصف الجوى حققت نجاحا كبيرا بعد تدمير مواقع المنظمتين . وفى الوقت نفسه، قال مكتب أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركي، إن الغارات الجوية أمس أصابت مواقع للتنظيم الإرهابى فى سوريا وأخرى تابعة لحزب العمال الكردستانى فى شمال العراق بما فى ذلك مستودعات ومناطق معيشته. وأضاف أن القوات البرية التركية هاجمت داعش وحزب العمال الكردستانى بالتزامن. ومن جانبه، قال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو إن هذه الهجمات تهدف إلى إقامة «منطقة خالية من داعش» فى شمال سوريا، لكنه لم يعط تفاصيل عن مدى هذه المنطقة الآمنة فى سوريا وكيف سيتم الحفاظ عليها. وأضاف أن القوات التركية نفذت هذه الضربات بعلم الإدارة الأمريكية لكن دون تدخل من جانب الولاياتالمتحدة، مضيفا أن «هذه القرارات اتخذت مع الولاياتالمتحدة فى إطار اتفاقنا ولكن قواتنا تنفذ كل العمليات حتى الآن بمواردها الخاصة». ومن جانب آخر، أشارت صحيفة «ميلليت» التركية إلى أن البرلمان التركى سيعقد جلسة طارئة بعد غد الأربعاء بناء على طلبى حزبى الشعب الجمهورى والشعوب الديمقراطية الكردى لمناقشة وتقييم التطورات الأخيرة الناجمة عن الإرهاب الداخلى والخارجى التى شهدتها العديد من المدن فى الأونة الأخيرة. وتقدم حزب الشعب الجمهورى بقائمة توقيعات تضم 131 اسما يطالبون بعقد جلسة طارئة، حيث تنص اللائحة الداخلية للبرلمان التركى على إمكانية قبول وإدراج رئاسة البرلمان للطلب دون أن يستوجب عقده جلسة طارئة، حيث يلتزم البرلمان بعقد جلسة طارئة عند جمع 185 توقيعا على الأقل. وفى غضون ذلك، طالب حزب «الشعوب الديمقراطية» الكردي بوقف هجمات الجيش التركي. وقال الحزب الكردى فى بيان له من غير المقبول أن يجعل الرئيس التركى رجب طيب إردوغان وحكومة العدالة والتنمية حربهما ضد الشعب الكردى جزءا من حربهما ضد داعش. وتسببت الأعمال العسكرية فى اندلاع احتجاجات داخل تركيا حيث استخدمت الشرطة فى أنقرة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مظاهرة من نحو ألف شخص. ومن جانب آخر، تصاعدت وتيرة الأعمال الإرهابية فى العديد من المدن التركية بعد إعلان منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية إلغاء هدنة وقف إطلاق النار، فى أعقاب هجمات المقاتلات التركية التى استهدفت عددا من معسكرات المنظمة فى شمال العراق . وذكرت شبكة «إن تى فى» الإخبارية أن سيارة مفخخة تم تفجيرها بالتحكم عن بعد أثناء مرور عربة عسكرية مدرعة فى ضواحى بلدة ليجا على الطريق البرى الذى يربط مدينتى دياربكر – بينجول جنوب شرق البلاد، وأدى الانفجار إلى مقتل عسكريين وإصابة 4 آخرين من قوات الدرك. وفى أعقاب ذلك، شنت القوات المرابطة فى المنطقة عملية بحث وتمشيط بدعم مروحيتين . وفى سياق متصل، تعرضت قوات مكافحة الشغب لهجوم مسلح من قبل مجهولين فى حى أوكميدانى وسط إسطنبول كانت تؤدى مهامها لفض تظاهرة فى الحى، وأدى الهجوم إلى إصابة 4 أشخاص بجروح منهم ثلاثة من رجال الشرطة من بينهم إصابتان بحالة خطيرة. وأشارت شبكة «سى إن إن تورك» إلى انفجار قنبلة صوتية بالقرب من مقر الحزب الحاكم ببلدة كارشياكا وسط مدينة أزمير غرب البلاد، وأدى الانفجار إلى وقوع أضرار خفيفة فى المبنى دون الإضرار البشرية. وفى هذه الأثناء، استمرت عمليات المداهمة للبؤر المشتبه فيها، وألقت قوات الأمن القبض على 6 وصفتهم بالانفصاليين فى حى أسن يورت وسط إسطنبول كانوا يستعدون لتنفيذ عملية إرهابية إنتحارية ضد قسم شرطة بالحي، وتم مصادرة كمية من المتفجرات وبنادق والألعاب النارية فى منازلهم، ولا تزال التحقيقات مستمرة معهم. وفى سياق متصل، ألقت قوات الأمن القبض على 102 شخص فى مدينة أدنة جنوبىتركيا بتهمة الاشتراك فى تظاهرات احتجاج غير قانونية وسط المدنية ومقاومتهم الشرطة، وإلقاء قنابل زجاجية حارقة وألعاب نارية على قوات الشرطة. وكان مكتب محافظ اسطنبول قد رفض طلب تنظيم الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية مسيرة فى اسطنبول تحت عنوان «مسيرة السلام الكبيرة» احتجاجا على العملية الانتحارية التى نظمها أحد أعضاء تنظيم داعش فى بلدة سورتش التى راح ضحيتها 32 شخصا وإصابة 104 آخرين . وفى واشنطن، دافع البيت الأبيض عن حق تركيا فى ضرب حزب العمال الكردستانى بعد سلسلة من الغارات الجوية التى تهدد الهدنة الهشة المطبقة منذ 2013 بين أنقرة والأكراد. وذكر بن رودس نائب مستشار الأمن القومى الذى يرافق الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى زيارته إلى كينيا، أن الولاياتالمتحدة تعتبر حزب العمال الكردستانى «منظمة إرهابية»، ورأى أن تركيا «من حقها القيام بأعمال ضد أهداف إرهابية». كما رحب رودس بالهجمات التركية على تنظيم داعش. ومن جهته، أكد بريت مكجيرك نائب المبعوث الرئاسى الخاص للتحالف الدولى لمواجهة تنظيم «داعش» على موقع تويتر أن الولاياتالمتحدة تدين الهجمات التى نفذها عناصر حزب العمال الكردستانى فى تركيا فى الآونة الأخيرة، وأنه «لا صلة» بين الضربات التى تشنها أنقرة ضد الحزب والاتفاق الأخير لتكثيف جهود التصدى للتنظيم الإرهابي. وفى بغداد، اعتبر فارس الفارس النائب السنى فى البرلمان العراقى قصف الطيران الحربى التركى لمواقع تنظيم داعش بأنه «ثورة»، مؤكدا أن هذا القصف بداية لإنهاء التنظيم الإرهابى فى العراق. وقال الفارس فى تصريح لوكالة الأنباء الألمانية «د. ب. أ» إن الثورة التركية الأخيرة ضد داعش ستؤدى إلى قطع إمداداته وإضعاف نفوذه بداخل المدن العراقية وباقى دول المنطقة.من ناحية أخري، تظاهر المئات من الأكراد فى العاصمة الفرنسية باريس تنديدا بما وصفوه «بإرهاب الدولة التركية»، وذلك تلبية للدعوة التى أطلقتها جمعيات كردية فى المنفى وحركة الشباب الشيوعى فى فرنسا والحزب الجديد المناهض للرأسمالية. كما اتهموا أنقرة ب«التواطؤ» مع تنظيم داعش بعد الهجوم الانتحارى الذى وقع فى سورتش جنوبتركيا، ورددوا هتافات مناوئة لأردوغان منها «أردوغان قاتل» ، وحمل المشاركون لافتات كتب عليها «تركيا تقصف حزب العمال الكردستانى الذى يعد حائط الصد ضد داعش».