تصاعدت حدة المواجهات المسلحة على الحدود السورية التركية، حيث لقى إثنان من رجال الشرطة التركية مصرعهما أمس فى هجوم ببلدة »جيلان بينار« الحدودية مع سوريا، وذلك بعد يومين من التفجير الانتحارى الذى استهدف مركزا ثقافيا ببلدة سورتش بمحافظة شانلى أوروفا جنوب شرق الأناضول، والتى لا تبعد سوى 10 كيلومترات من الحدود السورية. وجاء ذلك فى الوقت الذى شهدت فيه عدد من المدن التركية مظاهرات غاضبة احتجاجا على هجوم »سورتش« الانتحارى ، حيث استخدمت الشرطة مدافع المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع فى حى كادى كوى بالشطر الآسيوى من إسطنبول على المتظاهرين، واستمرت المطاردات وسط الشوارع الرئيسية والفرعية حتى ساعة متأخرة من أمس الأول. وفى الوقت ذاته، تجمع ما يقرب من 1000 متظاهر من مجموعة الديمقراطية والكادحين وسط مدينة مرسين وأغلقوا الطرق أمام حركة السيارات احتجاجا على العملية الإرهابية فى سورتش، وأطلق أحد المواطنين الأعيرة النارية فى الهواء، مما أدى إلى إصابة شخصين بجروح، فيما اعتقلت الشرطة 10 أشخاص لاشتراكهم فى مظاهرات بدون ترخيص. . ومن ناحيته، أكد عزت الدين كوجوك محافظ أوروفا أن مجهولين قتلا رجلى الشرطة رميا بالرصاص ، حيث تجرى حاليا تحقيقات مكثفة لمعرفة هوية الفاعل وصلته بعملية سورتش الانتحارية. ومن ناحية أخري، أكدت شبكة »إن تى في« الإخبارية أن قوات الأمن أبطلت مفعول عبوة ناسفة يدوية الصنع وضعت أسفل سيارة تستخدم للدعاية الانتخابية للعدالة والتنمية الحاكم أمام مقر الحزب فى العاصمة أنقرة ، وأشارت المصادر إلى أن العبوة الناسفة تحتوى على مادة شديدة الانفجار ، وبدأ فحص جميع الكاميرات المجاورة للمكان لمحاولة الكشف عن هوية المتورطين بالحادث. . وقالت صحيفة »حريت« إن الهجوم الانتحارى يهدف إلى دفع الحكومة المؤقتة فى أنقرة إلى مواجهات مسلحة مع منظمة حزب العمال الكردستانى الانفصالية، إضافة إلى توجيه رسالة لحكومة العدالة والتنمية مفادها أن تركيا ستكون مستهدفة فى حالة استمرارها فى مكافحة داعش وستدفع ثمن ذلك.. ووجه صلاح الدين دميرطاش زعيم حزب الشعوب الديمقراطية الكردى نداء إلى حكومة العدالة والتنمية لشن حرب ضد داعش وعدم غض النظر عن تحركاته خاصة فى المدن الحدودية مع سوريا، وذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس بعد انتهاء اجتماع اللجنة التنفيذية لحزبه.. كما دعا البرلمان التركى لعقد جلسة استثنائية لدراسة وتقييم 3 قضايا، على رأسها مسيرة السلام الداخلى ، وعلاقات تركيا مع مناطق شمال سوريا ذات الأغلبية الكردية والتصدى لخطر داعش من خلال إجراء تغييرات جذرية على سياسة الحكومة التركية الخارجية.