تحولت انتصارات حرب أكتوبر المجيدة إلى ذكرى سنوية تقام لها الاحتفالات والأغانى الوطنية ، تمر السنوات ولا يعرف أحد من الأجيال الحديثة شيئا عن أكتوبر ، واليوم مع الاحتفال الثانى ل 30 يونيو التى توحدت فيها إرداة الشعب المصرى على الخلاص من حكم الاخوان ، شعرت بالخوف أن تتحول هى الأخرى إلى أغانى وطنية وذكرى سنوية ، ويغيب مع السنوات أهم أهدافها ، لم يكن نزول المصريين فى الشوارع للتنزه والاستعراض ولم يكن نزولا فقط ضد الاخوان بل كان نزولا طلبا للعيش الكريم والعدالة الاجتماعية التى غابت كثيرا عن هذه الأرض الطيبة ، لم يكن فى صحوتهم التى اشتملت على كل طوائف الشعب طلبات أخرى غير أن تصبح مصر جديدة ، تقسمت تلك الطوائف ويغيب عن الصورة الآن فى الذكرى السنوية الثانية رفقاء كانوا معنا بالأمس ، لم تنهض العدالة من نومها بعد ، لم أشعر أنا بالعدل ولم يره غيرى متجسدا إلا فى حالات قليلة ارتفع فيها صوت الشاكى حتى أصبح يمثل صخبا فمنحوه حقه ، لم أكن أتخيل أن أكتب عن 30 يونيو وأنا حزينة ، لأن المجتمع عاد إلى نقطة البداية وارتفع صوت القلة وعاد للمشهد كل الوجوه التى لا تحظى بقبول ، لم نتكاتف فى هذا اليوم من أجلكم ولم نضع أيدينا فى أيدى الموت من أجلكم ، ولم نهتف يسقط حكم المرشد من أجلكم ، كنا نهتف من أجل الغد الذى لم يأت ، يحُف الطريق للمستقبل مخاطر كبيرة والصعاب كثيرة والموقف أعقد مما يتخيل الكثيرون ولكن تلك الصورة التى اجتمعت فى 30 يونيو على كلمة واحدة لو تفرقت لو تشتت لو ضاعت ، لم يكن للمستقبل موعد قريب ، ليس بالأغانى والألحان ومنتديات البرامج الحوراية تبنى الأوطان إنما تبنى بالعمل الجاد المخلص ويالعدل ، إذا شعر كل منا فى مكانه بأن حقه لن يضيع ما الذى يجعله يخاف الغد أو يمد يده أو يتكاسل عن العمل ؟ لا شىء ، تمر ذكرى يونيو أمام عيونى ألوح لها بيدى ودموعى تسبقنى اريد أن أشكو لها أننا تخلصنا من حكم الاخوان لكن مازال الفساد يتوغل ويعيش بيننا ، تخلصنا من مستقبل مظلم فى يد جماعة لا تعرف معنى الوطن وبقى أن نتخلص معا من هجمة المنتفعين على الوطن ، وداعا ايتها الذكرى الجميلة ، عسى أن يكون عامك القادم أفضل ، وعسى أن يحتفل بذكراك أبنائى وهم يقولون : هذا اليوم كان بداية القواعد العادلة والمستقبل الباهر والانطلاق لمصر بدون أغانى وبدون ضجيج وبدون ألم.