يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي حزب الحرية والعدالة, يعتمدا علي ضعف الذاكرة عند الشعب المصري, فتصريحات أعضائها وقياداتها دائما ما تكون قوية في محاولة استمالة الشعب لهم. ودائما ما تأتي قراراتهم مناقضة تماما لتلك التصريحات, وهذا ما شاهدناه بعد الثورة وحتي الان من بداية الاستفتاء علي الاعلان الدستوري, وحتي الاعلان عن ترشيح خيرت الشاطر عن الجماعة لرئاسة الجمهورية. لقد ملأت تصريحات الجماعة البلاد بأسرها بأنه لن يتم ترشيح احد من أعضائها لرئاسة الجمهورية, وأتخذت قرارا عنتريا بفصل عبد المنعم أبو الفتوح نائب المرشد عندما فكر في الترشح لانه خالف مبادئ الجماعة, وبعد فترة جاء الذي شارك في فصل أبو الفتوح ليرشح نفسه في تناقض وتضارب شديد للمواقف. أن ترشح خيرت الشاطر للرئاسة هو ضرب صريح في عقيدة جماعة الاخوان المسلمين المبنية علي الاخلاق وهي لب الدعوة الاسلامية, والصدق والثبات عليه هو من الاخلاق, فكيف ستواجه الجماعة الشارع السياسي المصري وكيف ستواجه شبابها, وكيف ستقنعهم الان بانتخاب الشاطر, وكيف سيثق الشعب في الجماعة بعد ذلك في اطار تبدل المواقف بهذا الشكل, فما حدث سيزيد من الشقاق بين صفوفها, وسيؤدي الي استعداء القوي السياسية عليها.. الغريب في الامر ان خيرت الشاطر عليه حكم قضائي من المحكمه العسكرية ومن أجل أن يترشح يجب أن يصدر عفو له من المجلس العسكري, فهل ما فعلته جماعة الاخوان المسلمين بترشيح الشاطر, يأتي في اطار المساومة مع المجلس العسكري من أجل أن يتم سحب الثقة من حكومة الجنزوري, ويشكل حزب الحرية حكومة جديدة وقتها يتم سحب الشاطر من السباق, أم أن هناك نهما للسلطه بالنسبة لجماعة الاخوان لتسيطر علي مجلسي الشعب والشوري والحكومة ولجنة الدستور وأخيرا رئاسة الجمهورية. الحقيقة التي يجب أن تعلمها جميع قيادات الأخوان المسلمين أن ادارة التنظيم شئ, وادارة دولة في حجم مصر شئ أخر ولا يمكن مقارنتهما ولا القياس عليهم, ويجب أن يتفرغ الحزب لتقديم خدماته للوطن الذي انتخبه من أجلها ولم يشهد منه سوي الصراع المستمر علي السلطه, والحقيقة أن ما يكتسب اليوم قد يضيع غدا فالشعب لن يصبر كثيرا وهو يري البلاد تضيع بهذه الطريقة. المزيد من أعمدة جميل عفيفى