* أعضاء الجماعة يدركون تماما أن السنة المقبلة فترة انتقالية صعبة والسيطرة على مقاليد الحكم سيجعل من الجماعة هدفا سهلا للوم * الصحيفة: الجماعة عملت على نيل مايكفي من السلطة لتسيطر على العملية السياسية وتحاول جذب القوى الأخرى ل “حظيرتها ” لمشاركتها المسئولية ترجمة- أحمد شهاب الدين: نشرت واشنطن بوست تقريرا عن تأثير انتخابات الرئاسة على جماعة الإخوان المسلمين، بعنوان “الإخوان تواجه انقسامات داخلية حادة حول انتخابات الرئاسة ” تقول الصحيفة أن الحزب الإسلامي الأقوى في مصر الإخوان المسلمون يشهد انقسامات حادة حول ما إذا كان ينبغي أن يقدم مرشحا رئاسيا. وتشير الصحيفة إلى أن الجماعة وعدت منذ أكثر من عام أنها لن تدخل في انتخابات الرئاسة، في محاولة منها لتهدئة المخاوف من سيطرتها على البلاد بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك، بينما أشار مسؤولون في الجماعة الأسبوع الماضي إلى أن تقدم الإخوان بمرشح رئاسي، سيثير انتقادات من خصومها السياسيين، بالإضافة إلى بعض أعضائها الذين يرون أن تأثير ذلك سيكون بمثابة ضربة كبير لسمعة الجماعة ومصداقيتها. وأشارت الصحيفة إلى وجود انقسام داخلي حول الانتخابات الرئاسية في الجماعة، التي تتخذ خطوات حذرة في تقدمها، فهي تسعى للحصول على دور بارز في الحكومة المصرية، مع التردد في الوصول إلى السيطرة الكاملة خوفا من قلق الليبراليين والغرب من صعودها، بالإضافة إلى أن أعضاء الجماعة يدركون تماما أن السنة المقبلة فترة انتقالية صعبة وبإحكام سيطرتهم على مقاليد الحكم في البلاد سيجعل من الجماعة هدفا سهلا لإلقاء اللوم عليها في المشاكل التي تتعرض لها البلاد. وتقول الصحيفة إلى أن الجماعة عملت لنيل مايكفي من السلطة لتسيطر على العملية السياسية في حين تجذب القوى الأخرى ل “حظيرتها ” ليشاركوها المسؤولية، ولكن محللين قالوا أن تولي الأخوان للرئاسة قد يسلب منها هذا، ويضع عبء المسؤولية على عاتق الإخوان. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الجماعة أن تلك الأزمة لم يسبق لها مثيل في جماعة الإخوان المسلمين، وأن تراجع الإخوان عن كلمتهم خطأ، الإسلاميون يجب أن يتحلوا بالأخلاق. وفي بيان للإخوان يوم الإثنين رئيس الجماعة أن الحركة تفكر في الدفع بمرشح لأنهم قلقون من فوز أحد مرشحي النظام السابق مدعوما من المجلس العسكري هذا إن لم يقوموا بترشيح أحد، وقد ذكرت بعض الصحف المحلية أن عمر سليمان رئيس المخابرات في عهد الرئيس السابق قد يرشح نفسه لمنصب الرئيس. وأضاف “إننا بالتأكيد لا نسعى إلى السلطة في حد ذاتها” هكذا تكلم محمد بديع، المرشد الأعلى في بيان. وتشير الصحيفة إلى أن الجماعة خلفت وعدا كانت قطعته بعد عقود من قمع مبارك لها، وإن جناحها السياسي، حزب الحرية والعدالة، سوف يترشح فقط لثلث المقاعد في البرلمان المصري في أول انتخابات برلمانية في مرحلة ما بعد الثورة ولكنهم رشحوا أكثر من ذلك بكثير ونجحوا في أقل من نصف مقاعد البرلمان. ولقد أطاحت الجماعة بعضو تقدمي بارز عبد المنعم أبو الفتوح عندما تحدى قادة الجماعة وقال أنه سيرشح نفسه للرئاسة، بينما وضعت جماعة الإخوان بخيرت الشاطر أحد ممولي الجماعة قيد الدراسة، والذي وصفته الصحيفة بأنه يمثل أكثر العناصر محافظة في الجماعة. ونقلت “واشنطن بوست” عن محمد الحديدي زوج بنت خيرت الشاطر وعضو جماعة الإخوان المسلمين قوله أن جماعة الإخوان المسلمين منظمة أيديولوجية وليست سياسية، ويضيف ” كل المقاعد التي حصلنا عليها في مجلس الشعب تعتمد على السمعة التي حزناها، ونريد الحفاظ على سمعتنا” وأكد الحديدي على أن رفض الناس على أساس أيديولوجياتهم السياسية يعكس السلوك السيء للإخوان المسلمين ضد شعبهم، ولذلك إذا شكلوا الحكومة فكيف سيكون أداؤهم؟ وكيف يتعاملون مع المصريين الآخرين الذين لهم قناعات مختلفة ؟” وتشير الصحيفة إلى أن الإخوان خططوا للإعلان عن قرارها بشأن مرشح الرئاسة يوم الجمعة، ولكن عاصفة من الانتقادات واجهت الجماعة يبدو أنها أجبرتها على تأجيل موقفها. وتقول “واشنطن بوست” أن يوم الإثنين اتسع نطاق المعارضة، فلقد حث محمد البلتاجي العضو القيادي في حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين على صفحة الفيسبوك الخاصة جماعة الإخوان المسلمين ألا تتقدم بمرشح للرئاسة وكذلك إلى ” الاعتراف بأخطائها”
