لمواجهة السطو المسلح علي سيارات النقل الحاملة للسكر من أقصي الصعيد وأيضا سيارات نقل البترول والغاز التي تتعرض الآن للسطو علي طريق اسوانالقاهرة . بعد ان سجل الأمن العام سرقة18 ألف سيارة خلال العام الماضي, قررت وزارة الداخلية في اجتماع مع ممثلي القوات المسلحة والداخلية تسيير سيارات نقل السكر في أفواج ومعها سيارة حراسة علي امتداد طريق أسوانالقاهرة.. وأيضا جميع الطرق الصحراوية. وفي تصريح لوزير البترول قررت الوزارة استخدام أجهزة جي. بي. إس بعد ان نجحت بعض شركات النقل في تجربتها واستطاعت إنقاذ بعض سياراتها من الخطف المسلح. وعن تفاصيل هذه الأجهزة يقول اللواء مصطفي راشد مدير الإدارة العامة للمرور أن جهاز( جي. بي. إس) هو احد أساليب تطويع التكنولوجيا المتطورة المستخدمة عالميا الآن في مجال حركة تنظيم المرور والنقل.. والجهاز يعتمد علي نظام اسمه تحديد المواقع وهو عبارة عن جهاز كهربائي صغير يتصل الكترونيا بالاقمار الصناعية فيتم تحديد موقع وجوده بالربط مع الخرائط الالكترونية.. ويتم استخدام هذا الجهاز بتركيبه داخل السيارة فيتم تحديد مكان السيارة وموقعها بالإضافة الي بعض الامكانيات الأخري مثل تحديد سرعة السيارة والاتجاه.. ويمكن أن يضاف اليه أيضا فعالية التحكم في السيارة من خلال غرفة عمليات مركزية تصدر اليه أوامر بتوقيف السيارة وتعطيل حركتها تماما.. ويتم أيضا تركيب جهاز آخر مهمته نقل البيانات من الجهاز الي غرفة العمليات وتركيب هذه الأجهزة ينتظر الآن موافقة المرفق القومي لتنظيم الاتصالات حتي يمكن ان يخرج قانون إجباري لتركيب هذه الاجهزة وبالذات في السيارات ذات الحمولات الاستراتيجية مثل الذهب والنقود والنقل الثقيل.. علي أن يكون تركيبها في الملاكي طبقا لرغبة أصحاب السيارات. وتشهد بلادنا الآن تسرب هذه الاجهزة بشكل غير شرعي.. ولكن مئات من أصحاب شركات النقل قامت بالفعل. كما يضيف العقيد د. أيمن الضبع بالإدارة العامة للمرور بتركيب هذه الأجهزة ولعدم وجود غرف عمليات في مصر لمتابعة هذه التكنولوجيا حاليا.. فإن أصحاب هذه السيارات متعاقدة مع غرف عمليات في دول أجنبية تقدم هذه الخدمة بمقابل مادي لأصحاب السيارات النقل المركب فيها أجهزة جي. بي. إس وتتم مراقبتها ومتابعة المراقبة مع موبايل صاحب السيارة الذي يتابع سير سيارته علي الموبايل طوال رحلتها وعندما يكتشف أي تلاعب في خط سيرها مثل توقفها المفاجيء أو تغير خط سيرها فيتم الاتصال بغرفة الإغاثة بالإدارة العامة للمرور للإبلاغ فورا عن السيارة وتحديد موقعها حتي تسارع اليها وحدات النجدة. وهذا ما حدث بالضبط منذ أيام عندما تعرضت سيارة نقل تحمل كمية حديد قيمته300 ألف جنيه للسطو وتقييد سائقها وقيادتها بسائق آخر علي الطريق الدائري.. وكان بها هذا الجهاز الذي حدد مكانها واستطاعت وحدات الإغاثة اللحاق بالسيارة وضبط سارقها وانقاذها. وإذا كان هذا الجهاز الذي يتراوح ثمنه كما يضيف العقيد أيمن الضبع ما بين ألف وثلاثة آلاف جنيه حسب الامكانيات المضافة اليه, فإن تعميم استخدام هذا الجهاز لكل سيارات مصر سواء نقل أو ملاكي سوف يكلف البلاد مبالغ باهظة تقدر بالمليارات من الجنيهات.. ولذلك فإن المطروح الآن تركيبها فقط في النقل وسيارات حمل الذهب والنقود.