كشف مصدر حكومى مسؤول عن وجود عقبات فنية تحول دون تطبيق نظام تحديد المواقع الجغرافية «GPS» فى القطارات بالشكل الذى يمنع تكرار حوادث القطارات فى مصر. وأوضح المصدر الذى طلب عدم ذكر اسمه أن أنظمة «أون لاين جى بى إس» تحتاج لوسيط تراسلى للربط بين الجسم المتحرك قطار أو غير ذلك ومركز التحكم الرئيسى، لافتاً إلى أن هناك أكثر من وسيط تراسلى، تتمثل فى الأقمار الصناعية أو الشبكات اللاسلكية، أو الشبكات الخاصة، أو شبكات التليفون المحمول. وأشار المصدر، فى تصريح خاص ل«المصرى اليوم»، إلى أن نظام التتبع الآلى «أون لاين جى بى إس» المعروف اختصاراً باسم AVL والذى تم اعتماده فى بعض القطارات بمصر، يعتمد على شبكات المحمول كوسيط تراسلى للربط مع غرف المراقبة والتحكم، موضحاً أن الربط عبر شبكات المحمول لم يثبت كفاءة كبيرة فى تتبع حركة القطارات نظراً لعدم تساوى قوة التغطية الشبكية خلال خط سير القطار. كانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد أعلنت فى أبريل الماضى عن موافقة الجهات السيادية على استخدام أنظمة تحديد المواقع الجغرافية، بعد تدخل الرئيس مبارك، حيث ظلت بعض الجهات ترفض استخدامه لفترة طويلة، مما جعل مصر واحدة من 3 دول فى العالم ترفض تطبيق هذا النظام. وينقسم نظام «جى بى إس» إلى نوعين، أولهما يتم استخدامه بشكل مبسط فى أجهزة التليفون المحمول ويتيح للمستخدم تحديد موقعه من خلال الأقمار الصناعية، ومعرفة مواقع الوحدات الخدمية المحيطة به، مثل المطاعم والمستشفيات، بينما يتيح النوع الثانى مراقبة حركة الأجسام المتحركة وتحديد مواقعها مثل القطارات، والسيارات، ويطلق عليه «التتبع الآلى» AVL وترفض الجهات السيادية تطبيقه فى مصر لأسباب أمنية. وأوضح المصدر أن أنظمة الملاحة التى تم تركيبها فى بعض القطارات كانت بالتنسيق مع إحدى الجهات السيادية، مشيراً إلى أن تلك الجهة مازالت تفرض قيوداً على التوسع فى استخدام التتبع الآلى. وقال الدكتور حازم عزت، الخبير الاستراتيجى فى أنظمة رصد الاتصالات عبر الأقمار الصناعية إن أنظمة التتبع الآلى قادرة على منع وقوع أى حوادث للقطارات لأنها تطلق تحذيرات صوتية داخل كابينة القيادة لتحذير السائق قبيل اقترابه من أى جسم غريب على الخط الحديدى. وألمح عزت إلى خطورة الاعتماد على شبكات المحمول كوسيط تراسلى للربط بين القطار وشبكة المراقبة والتحكم بسبب عدم تغطية شبكات المحمول بعض المناطق المحيطة بمسار القطار، أو ضعف الإشارة فى مناطق أخرى لأسباب قد تتعلق بالتشويش الذى يحدث على شبكات المحمول القريبة من المناطق الحساسة. وأشار عزت إلى أن جميع دول العالم تعتمد على أنظمة التتبع الآلى لإرسال موقع القطار لغرف تحكم ومراقبة، كما تكشف بشكل دقيق مواقع جميع القطارات الموجودة على خط السكك الحديدية بطول الخط من خلال إحداثيات دقيقة تقوم بإرسالها لسائق القطار فى حال وجود ما يستدعى تنبيهه إلى مشكلة قد تواجهه. واستخدمت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنظمة ال«جى بى إس» بشكل عسكرى فى توجيه الأسلحة، لكنها سمحت باستخدامها بشكل مدنى بعد ذلك، لكن دقة تحديد المواقع للأغراض المدنية كانت ضعيفة نظراً للتشويش الذى عمدت أمريكا إلى تنفيذه على تطبيقاته المدنية إلى أن توقفت عن ذلك عام 2000. وتعتمد أنظمة «جى بى إس» على 30 قمراً صناعياً حيث يقوم جهاز المحمول أو السيارة أو القطار الذى يحتوى على أجهزة ال«جى بى إس» بإرسال موقعه إلى 3 أقمار صناعية على الأقل وتعتبر نقطة تقاطع الإشارات الثلاث هى موقع الجسم على سطح الأرض.