فى الوقت الذى يترقب به اليمنيون مخرجات مباحثات جنيف بين الأطراف السياسية اليمنية، ووسط سباق بين طرفى المفاوضات لتحقيق مكاسب عسكرية قبل الموافقة على وقف اطلاق النار، شن مسلحون حوثيون، وقوات موالية للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح قصفا عنيفا بالأسلحة الثقيلة على عدد من الأحياء فى مدينة تعز، من بينها حى الموشكى والروضة وشارع الأربعين وجبل جرة. من ناحية أخري، قالت مصادر أمنية يمنية إن اشتباكات مسلحة عنيفة اندلعت بين أفراد المقاومة الشعبية ومسلحين حوثيين مدعومين بقوات صالح فى وادى الروضة فى تعز، حيث تقدم أفراد المقاومة من منطقة وادى الضباب إلى قرب السجن المركزي، وأكدت المصادر، سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين دون معرفة أعدادهم، فى الوقت الذى أحرزت به المقاومة الشعبية تقدما ملحوظا. وفى الوقت نفسه، شن طيران التحالف العربى فى ساعة مبكرة من صباح أمس عدة غارات جوية على مواقع تسيطر عليها جماعة أنصار الله الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح فى العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة. وأكدت مصادر محلية أن طيران التحالف شن نحو ثلاث غارات جوية على معسكر السواد الذى يسيطر عليه المسلحون الحوثيون جنوبصنعاء، حيث سمعت دوى انفجارات عنيفة، كما شوهدت أعمدة الدخان ترتفع بكثافة. وعلى الصعيد نفسه، أطلقت الأممالمتحدة نداء استغاثة لتقديم مبلغ 1.6 مليار دولار لمواجهة «كارثة وشيكة» فى اليمن. وقال ينس لاركه المتحدث باسم الأممالمتحدة خلال مؤتمر صحفي: « يقدر أن أكثر من 21 مليونا أو 80 ٪ من سكان اليمن يحتاجون الآن لشكل من أشكال المساعدة الإنسانية أو الحماية». وأضاف أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية ستيفن أوبراين وجه النداء لتقديم التمويل المعدل، وأبلغ المانحين بأن كارثة وشيكة تلوح فى أفق اليمن فى ظل معاناة الأسر فى البحث عن الطعام. من ناحية أخري، قال أحمد فوزى المتحدث باسم الأممالمتحدة: إن مبعوث المنظمة الدولية يحاول التوسط لإبرام اتفاق وقف إطلاق نار فى اليمن، وإن المحادثات قد تستمر لمطلع الأسبوع المقبل. وقال: «هدفه الرئيسى هو الاتفاق على وقف الاعتداءات وهو يعمل جاهدا للتوصل لذلك حتى يتسنى لنا أيضا الاتفاق على آلية ليس فقط لمراقبة الهدنة لكن لتسليم المساعدات بأسرع وقت ممكن، وأضاف أن أحد الوفدين سيغادر جنيف اليوم، بينما سيغادر الوفد الآخر غدا الأحد. ويجرى المبعوث الخاص للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ احمد زيارات مكوكية بين وفدى المعسكرين لاقناعهما على الأقل بالإعلان عن هدنة انسانية من 15 يوما.