ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الأربعاء: 25 سبتمبر 2024    اليوم| محاكمة متهم بخطف طفل واحتجازه بالجيزة    تداول 12 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر    تفاصيل هجوم ثلاثي على إسرائيل.. صاروخ حزب الله وطائرات من العراق وسوريا    حزب الله يستعد للحرب ب ألماس وتكتيكات روسية واستنزاف    الدوري الإسباني، 4 مباريات تفصل ريال مدريد عن معادلة رقم برشلونة    السوبر الأفريقي.. جوميز يحسم حيرة مركز الظهير الأيسر في الزمالك    نجم الزمالك السابق: قلقان من أفشة وهاني لما بيسيب مركزه بيغرق    مدبولي يستمع لشرح موضوع في اللغة العربية عن الوطن بمدرسة متولي الشعراوي بالسلام    الداخلية تقرر السماح ل21 مواطناً مصرياً بالتجنس بالجنسية الأجنبية    في ذكرى رحيله.. سر عودة خالد صالح إلى الفن بعد انقطاع 9 سنوات    صحة المنوفية: إدارة المتوطنة تقدم خدماتها ل 20 ألف مواطن خلال أسبوع    مستقبلك مصري، جامعة الأقصر تدشن ندوة تثقيفية لتفعيل مبادرة بداية (صور)    مواعيد مباريات اليوم.. ليفربول يواجه وست هام وبرشلونة ضد خيتافى والظهور الأول لمحمد عبدالمنعم في الدوري الأوربي    تشكيل ليفربول المتوقع.. 7 تغييرات.. وموقف صلاح أمام وست هام    "ظهور محتمل لعبد المنعم وصلاح".. جدول مباريات اليوم الأربعاء والقنوات الناقلة    وزير الدفاع والإنتاج الحربي يشهد حفل تخرج الدفعة 166 من كلية الضباط الاحتياط    استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارات إسرائيلية على قطاع غزة    الأرصاد الجوية : أجواء خريفية مستقرة بكافة الأنحاء ونشاط رياح يلطف الأجواء    تفاصيل الحالة المرورية اليوم: زحام في المنيل وسيولة أعلى كوبري أكتوبر    الكيلو وصل ل50 جنيهًا.. نقيب الفلاحين يكشف موعد انخفاض أسعار الطماطم    صالون «إسراء» أول محجبة مذيعة على قناة قبطية أمريكية!    إيمان العاصىي عن مسلسل برغم القانون : آمنت بالمشروع من أول حلقة وقلت أنا همضى إمتى    حكم الصلاة بالتاتو والوشم    انخفاض أسعار البيض اليوم الأربعاء في الأسواق (موقع رسمي)    وزير الصحة يبحث سبل تعزيز في ملف تطوير الصناعات الدوائية    تمهيدًا لافتتاحه.. أخر مستجدات تنفيذ مشروع التجلي الأعظم بسانت كاترين    مصر سابقة بالتجهيزات.. قضايا الأمن السيبرانى أصبحت أساسية بمنظومة الأمن القومى للدول    تحذير بريطاني لمواطنيها: مغادرة لبنان فورًا    قطر تنضم لبرنامج الإعفاء من تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية    وزير الخارجية الصيني: سنواصل الدفع نحو وقف إطلاق النار في غزة    وزير الخارجية يدعو الشركات الأمريكية الكبرى للاستثمار في مصر    جامعة حلوان تعلن استعدادها لاستقبال العام الدراسي    هل نقص المغنسيوم في الجسم يهدد حياتك؟    «الوطنية للإعلام» تنعى الإعلامي أيمن يوسف    تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله: إنذارات وصواريخ وعمليات قصف    في خدمتك| نصائح وزارة الصحة للوقاية من النزلات المعوية    هكذا احتفل محمود البزاوي بعيد ميلاده.. صورة    أبطال فيلم عنب يحتفلون بالعرض الخاص قبل عرضه اليوم بالسينمات (صور)    أحداث الحلقة 4 من مسلسل تيتا زوزو .. صدمة إسعاد يونس بسبب زوج ابنتها    العثور على رفات جثة شاب داخل بيارة صرف صحي بالأقصر    بأسلوب كسر الباب.. سقوط لصوص المنازل بحلوان    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأربعاء 25 سبتمبر 2024    خلال تبادل إطلاق نار.. مصرع متهم هارب من أحكام قصائية في قنا    هل هناك نسخ بالقرآن الكريم؟ أزهري يحسم الأمر    أنقرة: الصراع الأوكراني يهدد بمواجهة عالمية طويلة الأمد    برنامج تدريبي لأعضاء هيئة التدريس عن التنمية المستدامة بجامعة سوهاج    تحرك عاجل من كاف قبل 72 ساعة من مباراة الأهلي والزمالك بسبب «الشلماني»    بعد ظهورها في أسوان.. تعرف على طرق الوقاية من بكتيريا الإيكولاي    بشرى للموظفين.. موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للقطاع العام والخاص والبنوك (هتأجز 9 أيام)    فريق عمل السفارة الأمريكية يؤكد الحرص على دفع التعاون مع مصر    ما حكم قراءة سورة "يس" بنيَّة قضاء الحاجات وتيسير الأمور    حظك اليوم| الأربعاء 25 سبتمبر لمواليد برج الحمل    خلال لقائه مدير عام اليونسكو.. عبد العاطي يدعو لتسريع الخطوات التنفيذية لمبادرة التكيف المائي    تشيلسي يكتسح بارو بخماسية نظيفة ويتأهل لثمن نهائي كأس الرابطة الإنجليزية    هل هناك جائحة جديدة من كورونا؟.. رئيس الرابطة الطبية الأوروبية يوضح    رسائل نور للعالمين.. «الأوقاف» تطلق المطوية الثانية بمبادرة خلق عظيم    خالد الجندي يوجه رسالة للمتشككين: "لا تَقْفُ ما ليس لكم به علم"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو موسي في حوار ل الأهرام‏:‏
التوافق مطلوب في الدستور‏..‏ مرفوض في الرئيس‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 27 - 03 - 2012

رأي المرشح للرئاسة عمرو موسي أن مجمل الأوضاع التي تحيط بالانتخابات الرئاسية تهدد مصداقية هذه الانتخابات‏,‏ محذرا من دخول مصر في دوامة من الاضطرابات‏,‏ وزرع الشكوك حول نزاهة الانتخابات‏. وبصفة خاصة موضوع الرئيس التوافقي وقرار وقف الدعاية الانتخابية للمرشحين والمادة28 من الإعلان الدستوري التي تحصن قرارات اللجنة العليا للانتخابات ضد الطعن.
وانتقد موسي في حواره مع الأهرام قرار وقف الدعاية الانتخابية, والذي وصفه بأنه في اساسه يفتقر إلي مبرر منطقي, ويخدم المرشح التوافقي ومنحه فرصة للاستعداد علي حساب باقي المرشحين بالإضافة الي أنه من موروثات الماضي وممارسات تعويق دعاية المرشحين الآخرين.
ورفض موسي الإجابة عن سؤال عن رؤيته للصيغة المثلي لوضعية الجيش في الدستور, قائلا ليس لدي استعداد أن أعرض القوات المسلحة ولا الجيش عموما لمناقشات ودردشات واضطرابات لا داعي لها.
كما أعلن استعداده لتقديم اقرار ذمته المالية مشيرا إلي أنه سيتقدم بها إلي اللجنة العليا للانتخابات طبقا للقانون, رافضا نشر هذا الإقرار في الصحافة, قائلا ان السباب والشتائم وسوء معالجة الموضوعات باتت منتشرة في الصحافة مع الأسف, واعتقد ان لجنة الانتخابات ستكون حريصة علي التعامل مع كل الأوراق المقدمة من قبل المرشحين بطريقة محترمة
وفيما يتعلق بتمويل حملته الانتخابية كشف موسي عن أنه يعتمد علي نفسه وعائلته وأصدقائه حتي الآن, ونفي تلقيه أي تمويل من خارج أسرته.. وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ما رأيك في تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور والاعتراضات التي حدثت عليها ؟
موضوع الدستور مهم وخطير وليس في مصلحة أحد أن يكون هناك لغط حول الدستور أو طريقة تشكيل اللجنة
وكان رأيي أن تكون النسبة من20 30% من البرلمان والباقي من خارجه
والتشكيل الآن ليس مريحا للمصريين ولكن هناك فرصة أمام الأغلبية أن تعوض ذلك في مواقفها ونقاشاتها داخل اللجنة فيما يتعلق بصياغة الدستور
وإذا لم يحدث توافق سيصبح الأمر مهددا لمصداقية الدستور وأحذر من أن تكون صياغة الدستور علي غرار تشكيل اللجنة لأنه بذلك سيصبح الدستور وثيقة غير دائمة وهذا ما يجب تجنبه فإذا فقد الدستور مصداقيته فلن يتوافق عليه الشعب وسيحدث هناك توتر, فإذا لم يوافق25% من الشعب علي الدستور فهذا بمثابة فيتو.
وقال موسي إذا كنا قد فقدنا معركة التشكيل فيجب ألا نخسر معركة كتابة الدستور وأطالب بالحذر الشديد في صياغته فيجب ألا يكون الدستور مجرد وثيقة مكتوبة باسم البعض, فلابد أن يأتي الدستور بتوافق الرأي والثقة في اللجنة التأسيسية وإذا حدث شرخ فيما يتعلق بالتشكيل ولم يعوضه حسن إدارة الأمور في الصياغة داخل اللجنة فسيصبح الدستور في خطر.
هل تفضل النظام الرئاسي أم البرلماني أم المختلط ؟
أفضل النظام الرئاسي فهو الأفضل لمصر في المرحلة القادمة والساحة السياسية لا تسمح بالنظام البرلماني لأنها لم تنضج, والنظام الرئاسي لا يلغي البرلمان.
ماذا ستفعل في التحديات الاقتصادية والأزمات الراهنة خاصة أن مصر علي الحافة فإذا حدث نقص في سلعة ما تصبح هناك ازمة كبري مثل أزمة البنزين والسولار والبوتاجاز ؟
أنا اعتقد أن سوء الإدارة هو السبب في كل ما يحدث من أزمات داخل مصر فلا يصح أبدا إدارة الأمور بهذا الشكل: فهل اختفي السولار من العالم لكي تحدث عندنا أزمة فلابد أن يكون هناك تمويل مستمر ومستقر حتي لا تحدث أي أزمة في أي سلعة.
التقيت أخيرا بمجموعة من شباب الثورة فماذا دار بينكم ؟
أنا ألتقي بصفة مستمرة بشباب الثورة ومنهم من يتفق معي والبعض الآخر يختلف معي وهذا شئ جيد فالمهم أن يكون هناك نقاش موضوعي وأنا أستمع الي كل وجهات نظر الشباب سواء المؤيدون أو المعارضون.
بعض الشباب يتهمونك بأنك محسوب علي النظام السابق ؟
أنا كنت خارج النظام لمدة10 سنوات ولم أكن عضوا في الحزب الوطني فلا يمكن أن أعتبر من أنصار النظام أو أعضائه الذين سقطوا بسبب فسادهم السياسي والمالي كما أنه ليس لي علاقة بالفساد السياسي أو المالي من قريب أو بعيد ولم أتفق مع سياسات كثيرة للنظام السابق وأتعجب من بعض الشباب الذين يحسبونني علي النظام السابق. فعصام شرف رئيس مجلس الوزراء الأسبق كان عضوا في لجنة السياسات وعلي الرغم من ذلك جاء تنصيبه واختياره رئيسا لمجلس الوزراء من داخل الميدان وهذا الموقف لا أفهمه, فأين المصداقية في الاختيار وبرغم كل ما يقال فسوف نستمر ندافع عن مصر وأنا من المؤمنين بالثورة وأنا أول من قلت أن تونس ليست بعيده عن مصر, وجاهز ببرنامج إنقاذ مصر.
هل ترحب بإجراء مناظرات مع المرشحين المنافسين ؟
أنا علي استعداد لأي مبادرة بإجراء مناظرة مع أي من المرشحين الرسميين وأرحب بذلك في أي وقت.
كم نائبا ستعينه في حال فوزك بالرئاسة ؟
لن يقلوا عن ثلاثة وسيكون منهم شباب ومرأة وأقباط فالطائفة العمرية ستكون من الشباب ابتداء من نائب رئيس الجمهورية مرورا بالمحافظين والمحليات والعمد والمشايخ.
من هو المرشح الذي يخشاه عمرو موسي ؟
لا أخشي أحدا.. فبقدر ما أتمني النجاح لا أخشي الفشل والذي أرجوه من المرشح الذي سيتم انتخابه أن يكون علي قدر من المسئولية ومواصفاته تتماشي مع ما يحتاجه البلد في المرحلة القادمة.. فمنصب الرئيس ليس فرصة عمل أو وجاهة بل هو مسئولية كبري لابد أن يتولاها رجل دولة لديه الخبرة بما يدور حوله داخليا وخارجيا ولابد أن يكون من الناس الوطنيين ويعرف ما الذي تحتاجه مصر ويعرف قيمة التغير الكبير الذي حدث في مصر أي الثورة ويجب أن يكون قادرا علي علاج الأمور.. فمصر لا تحتاج الي( هتيف) أو من يدغدغ مشاعر الشعب والبسطاء.
هل تعتقد أن عمر سليمان سيرشح نفسه ؟
لا أعتقد ذلك فالقدر اختار عمر سليمان أن يكون سياسيا متقاعدا ولكن عليه ضغوط من هنا وهناك وفي الأغلب أنه لن يترشح.
هل جمعت توكيلات من نواب ؟
نعم جمعت عددا كبيرا من تأييدات النواب وسأتقدم بها للجنة الانتخابية وبرغم تقدمي للجنة بنحو45 الف توكيل من معظم محافظات مصر إلا أنه ما زالت تصلني ألاف التوكيلات من المؤيدين لي.
ما هي أبرز الأسماء التي شاركت في إعداد البرنامج ؟
سنقولها في الوقت المناسب
متي نري برنامج عمرو موسي ؟
قريبا جدا سيكون في متناول الجميع وفي الوقت المناسب
البعض فسر ارتفاع حدة تصريحاتك التي رافقت ملابسات إعلان ترشح إحدي الشخصيات بأنها أحد مظاهر الإحباط جراء فشل رهانك علي اختيارك رئيسا توافقيا؟
لا, لم أكن أبدا مرشحا توافقيا ولم أراهن علي ذلك, أنا أعلم منذ البداية أنه من الضروري أن اعتمد علي الأغلبية وليس علي ترتيب الامور في الغرف المغلقة, ولذلك لم اتجه الي عقد صفقات مع سلطة او مجموعة أو منظومة أو حزب وإن كنت أعمل علي الحصول علي تأييد أكبر عدد من المواطنين وأحزابهم وتجمعاتهم لدعمي سياسيا وانتخابيا.
ولكنك كنت من بين عدد قليل جدا من الذين اقتربوا من المجلس العسكري وكنت أحد الداعمين لطرح المجلس الاستشاري؟
اقتربت فعلا من المجلس العسكري: ولم لا, أليس هو الحاكم الذي يجب التواصل معه وطرحت تشكيل كيان مدني للعمل مع المجلس أو حوله, لمعالجة الآثار الضارة للانشقاق الذي وقع بينه وبين قوي سياسية, وهو ما أثمر عن تشكيل المجلس الاستشاري الذي شارك فيه الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل للرئاسة وتم دعوة كل المرشحين المحتملين للرئاسة إليه بالإضافة الي رؤساء مختلف الأحزاب الرئيسية والجمعية الوطنية للتغيير.
ولماذا انسحبت من الاستشاري؟
المجلس شهد في بدايته زخما للاتفاق علي كثير من الأمور, وكان مبادرة جيدة لإجراء مناقشات عامة في غياب البرلمان, إذ شارك في اجتماعاته التمهيدية أحزاب الحرية والعدالة والوسط والوفد والنور السلفي, إضافة إلي الدكتور عبدالجليل مصطفي المنسق العام ل الجمعية الوطنية للتغيير, والدكتور حسام عيسي إلا أنني فيما بعد ابتعدت عن المجلس بسبب عدم إدارة الأمور داخله بالكفاءة والحسم المطلوبين, وعدم مشاركته بالقدر الذي كنت أتمناه في إدارة المرحلة الانتقالية.
ما حقيقة ما يتردد عن تلقي بعض المرشحين دعما من دول عربية من بينها قطر؟
القطريون موجودون في مصر, اذهبوا إليهم واسألوهم, عما إذا كانت هناك تحويلات بنكية, وأين ذهبت ولمن؟ أما الكلام المرسل فهو يملأ الساحة السياسية. والعالم العربي وغيره باتوا يرفعون علامات التعجب من وصول مصر إلي هذا الدرك, فأي أحد يريد قول أي شيء يقوله ويعلق عليه واحد أو اثنان ويصبح حقيقة.
ما هي الصيغة المثلي التي تقترحها لوضعية الجيش في الدستور؟
هناك أحاديث كثيرة عن وضع الجيش في الدستور, وأنا تكلمت عن هذا الموضوع في بعض الأحيان في معرض إجابات عن أسئلة, لكني وجدت أن العناوين الصحفية كانت ضارة للغاية بل مؤسفة, وقد وصلت لاقتناع منذ فترة بأنه ليس من المصلحة وليس من الأفضل طرح موضوع بهذه الحساسية في نقاش مفتوح, في وقت أصبح المجتمع ليس في أفضل أحواله, والصحافة والإعلام ليسا في أفضل أحوالهما.
السياسة الخارجية
أضفي عمرو موسي وزير الخارجية حيوية علي الدبلوماسية المصرية ونجح في تقديمها كوجبة شعبية لرجل الشارع العادي, إلا أن طريقة أدائه أعطت في بعض الأحيان انطباعا مزيفا لدور مصري فاعل ومستقل عن الخط الأمريكي, علي عكس الحقيقة؟
أشكركم علي هذا المديح عن أن وزير الخارجية أعطي زخما للدور المصري, حينما كان الدور المصري في ذاته ضعيفا, وهنا يوجد شيء من الصحة وشيء من الخطأ, لأن الدبلوماسية المصرية جزء من الأداء المصري, وعليها أن تعوض الضعف في عناصر هذا الأداء, أما لفظ مزيف, فهو عنيف وغير معبر عن الدور المصري وقت تحملي حقيبة الشئون الخارجية( من عام91 إلي2001), مصر كان لها دور كبير, وأوضح هنا عددا من الحقائق:
أولا: لو عدنا إلي كلمتي أمام الدول العظمي في مؤتمر مدريد للسلام في عام91, التي استخدم فيها وزير خارجية مصر للمرة الأولي منذ اتفاقية كامب ديفيد عبارة نحن العرب, لوجدنا صدي هذه العبارة المقصودة والتي أحسن اختيار مكانها في الخطاب في تطوير السياسة الخارجية المصرية, وإطلاق البداية لإعادة مصر سياسيا إلي ساحة المواجهة العربية في مواجهتها لإسرائيل علي مستوي النزاع العربي الإسرائيلي من جهة وعلي مستوي المشكلة الفلسطينية من جهة أخري.
ثانيا: الدبلوماسية المصرية ووزير الخارجية خلال هذه الحقبة أطلقوا مبادرة باسم مصر لإقامة منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط في إطار سياسة كبيرة استمرت لسنوات دخلت المبادرة خلالها الأمم المتحدة والدول المتعاقدة في إطار اتفاقية عدم الانتشار النووي, وبرغم ما بدا من توتر بسبب هذه المبادرة داخل الدوائر السياسية في مصر( وزراء وحزب), إلا أنني عرضت الأمر تفصيليا علي الرئيس السابق الذي رأي أن نسير في الأمر داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة ويبدو أنه كان يتوقع أن المبادرة لن تتعدي الدبلوماسية العلنية أي بعض الخطب, لكننا نجحنا في الدخول في إطار الدبلوماسية التعاقدية, وحصل تفاوض وشد وجذب بين مصر والولايات المتحدة وطلب مني نائب الرئيس الأمريكي آل جور خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام1995 عدم قيادة التعبئة ضد إسرائيل لعدم وجودها في معاهدة منع الانتشار وذلك في كلمتي أمام الجمعية العامة إلا أنني رفضت وقلت له إن هذه سياسة مصرية, وأنا أعبر عنها, وأصررت علي عدم الانصياع له وعدم مغادرة نيويورك قبل إلقاء كلمتي التي أحدثت صدي كبيرا لأنها تضمنت اقتراحات وخطوات..
ثالثا: نجحت الدبلوماسية المصرية في عهدي في إحداث زخم علي مستوي إفريقيا, وقمت بالعديد من الرحلات السياسية والاقتصادية اصطحبت خلالها رجال الأعمال صغارا وكبارا وشركات مصرية مثل المقاولون العرب لعقد اتفاقات, ودعوت منظمة الوحدة الإفريقية للاجتماع بالقاهرة, ولم يشهد عهدي مشكلة في منابع النيل لأنني كنت أزور هذه الدول وأصطحب معي رجال أعمال للاستثمار فيها, كل هذا لم يكن أقوي من مصر, لكنني كنت أحاول أن أقوي به مصر.
أخذ عليك بعض المراقبين أنك مسكت العصا من المنتصف في السياسة الخارجية, ففي حين كنت ملتزما بتعليمات الرئيس السابق حسني مبارك, إلا أنك طرحت هذه التعليمات كما لو كانت موقفك الشخصي؟
آرائي الشخصية تنبع من اعتبارات السياسة الخارجية, وطبعا وزير الخارجية في رأيي جزء من رسم هذه السياسة, والدليل أن نهايتي في الخارجية بدأت مع مؤتمر شرم الشيخ في عام2000, عندما اختلفت مع الرئيس السابق في مطلبه بتحويل الحركة السياسية بشأن النزاع الإسرائيلي الفلسطيني, إلي موضوع أمن إسرائيل بمعني بحث كل الحجج الفلسطينية فيما يتعلق بالحدود والسيادة والقدس وغيرها بناء علي تحديد أطر أمن إسرائيل, وحينها تنبأ ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني بنهايتي في الخارجية وقال عمرو موسي لن يظل وزيرا لخارجية مصر, بينما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت برغم صداقتنا المستمرة حتي الآن: عمرو موسي سيفسد العلاقة مع إسرائيل, فأين إمساك العصا من المنتصف؟ هذا كلام لا يقوم علي أساس وفيه الكثير من الاتهام والتحامل والتزوير.
ليبيا
خلال توليك منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية, تبنيت عددا من المواقف التي وضعت علامات استفهام علي علاقتك بالدوائر الغربية, أبرزها استصدار مجلس الجامعة قرارا سريعا بتعليق عضوية ليبيا بالمخالفة لميثاق الجامعة الذي يحظر التدخل في الشئون الداخلية للدول الأعضاء علي عكس موقف الجامعة من الثورتين المصرية أو التونسية, وهو ما تلقفه مجلس الأمن واستصدر قرارا بالتدخل في ليبيا, في حين أن خلفك في الجامعة نبيل العربي عندما سار علي النهج نفسه بتعليق عضوية سوريا اشترط عدم التدخل الدولي؟
لقد تم عرض الأمر في الحالتين علي مجلس الأمن وهذا يعني طلب التدخل الدولي. الفرق هو الفيتو الروسي والصيني الذي لم يستخدم في حالة ليبيا واستخدم في حالة سوريا ثم إن هناك فرقا بين ما حدث في مصر وتونس وما جري في ليبيا, ففي مصر وتونس حمي الجيش الثورة, ولم يضربها بالطيران كما فعل الجيش في ليبيا بضربه المتظاهرين المطالبين برحيل نظام القذافي, وكان من بين الضحايا عرب ومصريون, فلم يكن أمام الجامعة أن تغض الطرف وتنظر الجهة الأخري, وقرر مجلس الجامعة علي مستوي السفراء تعليق مشاركة ليبيا في أعمال كل منظمات وتنظيمات الجامعة, ولو كان المتظاهرون المصريون تعرضوا للضرب لكانت الجامعة ستقف معهم, لكن الحمد لله أن الجيش المصري والقيادة العسكرية وقفت موقفا تاريخيا في حمايتهم, ثم جاء اجتماع مجلس الجامعة علي المستوي الوزاري واقترحت دولتان عربيتان عرض الأمر علي مجلس الأمن لإقامة منطقة حظر جوي عسكري, وكان مجلس الأمن الذي كان قد استصدر قرارا سابقا تحت الفصل السابع وحذر فيه النظام الليبي, إلا أن سيف الإسلام القذافي قال طظ في الجامعة العربية والأمم المتحدة, وذهبنا إلي مجلس الأمن لعرض فرض الحظر الجوي العسكري علي ليبيا حماية للمدنيين من قذف الطائرات والصواريخ وتدخلت الجامعة في صياغة القرار وأصررنا علي أن يتضمن نصا يقضي بعدم احتلال الأرض الليبية وعدم ضرب المدنيين ولم يتضمن إطلاقا أي نص يفيد بتغيير النظام, وإنما حماية المدنيين من الصواريخ, بإقامة منطقة حظر جوي, عند ذلك انتهي دورنا مع هذه التحفظات.
أجري الحوار: عبدالمحسن سلامة - جمال أبوالدهب سمير السيد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.