تعليقًا على هجمات لبنان.. بوريل: لا أحد قادر على إيقاف نتنياهو وأمريكا فشلت    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    نحو 30 غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت خلال ساعتين    آخر تطورات لبنان.. الاحتلال يشن 21 غارة على بيروت وحزب الله يقصف شمال إسرائيل    «أنا وكيله».. تعليق طريف دونجا على عرض تركي آل الشيخ ل شيكابالا (فيديو)    التحويلات المرورية الجديدة بعد غلق الطريق الدائري من المنيب تجاه وصلة المريوطية    طعنة نافذة تُنهي حياة شاب وإصابة شقيقه بسبب خلافات الجيرة بالغربية    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    بحضور مستشار رئيس الجمهورية.. ختام معسكر عين شمس تبدع باختلاف    وزير الخارجية: تهجير الفلسطينيين خط أحمر ولن نسمح بحدوثه    درجات الحرارة في مدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى بالقاهرة 33    «مرفق الكهرباء» ينشر نصائحًا لترشيد استهلاك الثلاجة والمكواة.. تعرف عليها    مع تغيرات الفصول.. إجراءات تجنب الصغار «نزلات البرد»    ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    الحكومة تستثمر في «رأس بناس» وأخواتها.. وطرح 4 ل 5 مناطق بساحل البحر الأحمر    إيران تزامنا مع أنباء اغتيال حسن نصر الله: الاغتيالات لن تحل مشكلة إسرائيل    حكايات| «سرج».. قصة حب مروة والخيل    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    بدءاً من اليوم.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه المريوطية لمدة شهر    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    أمريكا تستنفر قواتها في الشرق الأوسط وتؤمن سفارتها بدول المنطقة    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    "الصحة اللبنانية": ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على ضاحية بيروت إلى 6 قتلى و91 مصابا    استعد لتغيير ساعتك.. رسميا موعد تطبيق التوقيت الشتوي 2024 في مصر وانتهاء الصيفي    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    «زى النهارده».. وفاة الزعيم عبدالناصر 28 سبتمبر 1970    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير هاني خلاف يتحدث عن مصر وليبيا والجامعة العربية
مبارك لم يكن »يشحت« من القذافي

شخصيته تجمع بين الدبلوماسي المحنك والسياسي القديم.. كما ان لديه نفس شاعرة ويؤلف كتبا.. »خلطة مربكة ومزعجة وثقيلة جدا علي النفس«.. هكذا وصف السفير هاني خلاف نفسه.. وقال ان العمل السياسي »يطبع« نفسه علي اداء الدبلوماسي وعلي تطورات الدبلوماسية.. ترك الدبلوماسية واصبح شاعرا وكاد يبكي بعد الستين..!!
هو واحد من ابرز المتخصصين في الشئون العربية وخاصة الليبية.. عارف بدهاليز وشئون الجامعة العربية والخارجية.. قضي معظم عمله الدبلوماسي في دول عربية مثل ليبيا والمغرب وكمساعد وزير خارجية للشئون العربية ومندوب لمصر لدي الجامعة.. وكنتيجة لكل ما سبق، اختارته الحكومة المصرية ليكون مبعوثا خاصا لها في ليبيا بعد قيام الثورة الليبية.. انطلق إلي طرابلس وعاد للقاهرة ثم ذهب إلي بني غازي مرة اخري.. التقت »الاخبار« بالسفير هاني خلاف وكان معه هذا الحوار الذي انقسمت فيه شخصيته إلي 4 ادوار الدبلوماسي.. والسياسي.. والشاعر.. والمؤلف والكاتب..
نبدأ حوارنا من حيث ما انتهيت.. لماذا أرسلت مصر مبعوثا لها الي ليبيا؟ ومن صاحب الفكرة؟
في البداية الذي خطط لي هذه المهمة هو الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية الأسبق والامين العام الحالي للجامعة العربية .. بعد ان اتصل بي ودعاني الي مكتبه وقال لي إنه تم اختياري كمبعوث من الحكومة المصرية الي ليبيا .. وان مهمتي هناك مقسمة الي جزءين الاول في طرابلس والثاني في بني غازي .. وكانت مهمتي محددة في 5 أهداف عبارة عن وثيقة رسمية باسم مبعوث الحكومة المصرية الي ليبيا.
وما هذه الاهداف؟
أول هدف له هو الاطمئنان علي الجالية المصرية في الاراضي الليبية وتأمين حقوقهم ومصالحهم والتأكد من أمنهم سواء في طرابلس أو بني غازي .. والهدف الثاني: التأكيد علي ان مصر مع فكرة التغيير الي نظام ديمقراطي عندما يطلبها الشعب.
ثالثا: عدم المساس بالحدود المصرية الليبية وعدم السماح بأي إختراقات سواء لتهريب سلاح أو أفراد الي الجانب المصري .. رابعا: التعرف علي تصورات الطرفين في طرابلس وبني غازي الي ما ستؤول إليه الاوضاع في ليبيا .. خامسا: رؤية الطرفين للدور المصري الذي يمكن ان نلعبه لتسوية الازمة لكي نبي عليها تصوراتنا وفي نهاية زيارتي قدمت تقريرا عن زيارتي الي ليبيا.
زرت ليبيا مرتين لطرابلس ومرة لبني غازي.. ماذا حدث في كلتيهما؟
انا كنت في ليبيا أوائل شهر مايو الماضي في طرابلس وأواخر مايو كنت في بني غازي .. وعن شواهدي خلال مهمتي هناك.. في طرابلس لاحظت أن أركان النظام الليبي متمسكون بفكرة عدم خروج القذافي نهائيا من السلطة وعدم السماح بوضع هذا كشرط لأي عمليات تفاوض ولكنني لاحظت أنهم كانوا علي استعداد للتعامل مع أفكار التغيير وأكدوا أن هناك مجالات كثيرة تم الاتفاق عليها لتغيير النظام السياسي في ليبيا منها الدستور الجديد وتعددية الاعلام والقنوات وتحرير الاقتصاد.
وفي بني غازي التقيت بالدكتور مصطفي عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي ود.علي العيسوي مسئول العلاقات الخارجية و4 أو5 وزراء بالمكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي وهم وزراء الصحة والشئون الاجتماعية والاقتصاد والبترول والداخلية وإعادة الاعمار والتعليم وعدد اخر من الوزراء..كما التقيت بعدد من أبناء الجالية المصرية في طرابلس وبني غازي وكان الواضح أن اعدادا كبيرة من المصريين هناك قررت البقاء وأكد بعضهم أنهم سيستمرون »اللي يجي علي الليبيين يجي علينا« وأصروا علي عدم ترك ليبيا في هذه الظروف..كما أنني استضفت أحد القيادات العسكرية الليبية المهمة الموالية للعقيد القذافي في منزلي والذي كان يزور مصر آنذاك وأعرب لي عن تخوفه علي مستقبل ليبيا وقال لي: لايهمه من سينتصر في النهاية القذافي أم الثوار ولكن الذي يهمه هو خروج الاجانب وان توقف قوات الناتو ضرباتها وعملياتها العسكرية وتترك الاطراف الليبية تتناقش مع بعضها بحرية.
وكيف انتهت المهمة؟
عقب عودتي من المهمة قدمت تقريراً الي الدكتور نبيل العربي واقترحت خلال التوصيات بعقد مؤتمر وطني بمحافظة مرسي مطروح أو الاسكندرية يضم عددا من حكماء بني غازي وطرابلس ومصريين عالمين بالشأن الليبي للاتفاق علي مبادئ المصالحة الوطنية عندما تستقر الاوضاع لاحدي الشرعيتين سواء طرابلس أو بني غازي وتكون هذه المبادئ حاكمة لأي طرف من الاطراف وفي أي حال من الاحوال ومن هذه المبادئ الاتفاق علي وحدة التراب والارض الليبية ولا تفريط فيها .. ولا اجتساس لأي فصيل سياسي حتي لو كان سابقا مواليا لنظام القذافي مالم يكن هناك إثباتات بأنه لطخ يده بدماء الثوار .. وأن يكون الحكم ديمقراطيا ويشمل جميع الاطياف والشرائح العمرية والمناطق السكانية والقبائل وقام الدكتور العربي برفع هذه التوصيات الي الحكومة المصرية ثم رحل العربي الي الجامعة.
وما رأيك في تصريحات القذافي الاخيرة واعرابه عن استعداده للتفاوض مع المجلس الانتقالي الليبي وهو ما رفضه المجلس؟
أعتقد أنه لاقيمة لها الأن .. فخلال مهمتي كمبعوث للجكومة المصرية عرضت علي الحكومة الليبية أن يكون هناك إبداء لإشارات أو رسائل صريحة تشير الي إمكانية الجلوس مع المجلس الوطني الانتقالي للتباحث ولكن القذافي رفض ذلك .. وقال البغدادي المحمودي رئيس الحكومة إنهم مستعدون للجلوس والتفاوض ولكن مع معارضين ليبيين ومعترف بهم سواء في الخارج أو الداخل ولا تفاوض مع أحد يحمل سلاحا أوالذين يتلقون أوامرهم من حلف الناتو وعندما إنتقلت للمجلس الوطني الانتقالي طالبتهم بإبداء أي إشارات للمصالحة والتفاوض وبالفعل أبدوا استعدادهم للجلوس مع بعض العناصر التابعة للقذافي وذكروا 3 عناصر منها بالاسم من نظام القذافي للتفاوض معها .. ومن الممكن أن تكون الشخصيات الثلاثة ضمن الحكومة الانتقالية في المرحلة القادمة .. وهي شخصيات اتفقت مع مسئولي المجلس الانتقالي الليبي حولها فهي شخصيات لديها من ملكة الحكمة والوطنية القدرة علي التفاوض بهدوء .. لكن أعتقد أن هذا كلام متأخر جداً وكان يمكن أن يكون ذلك منذ شهر سابق وكان من الممكن أن يلقي استجابة لدي المجلس الانتقالي .
عراب فكرة »الناتو«
آخر قرار اتخذته الجامعة العربية في عهد امانة عمرو موسي هو رفض الحظر الجوي علي ليبيا.. وبدأ بعدها قصف قوات »الناتو« .. ماذا تري في ذلك؟
آخرها كان اسوأها.. وآخر خطوة فعلها موسي في الجامعة قبل ان يخرج انه كان عرابا لفكرة دعوة »الناتو« لارض عربية، وهذا في حد ذاته من الناحية المبدئية مخالف للمفاهيم التي صار عليها عمرو موسي دائما وغير متفقة مع المشاعر الشعبية العادية.. ولكن قد يكون لكل ضرورة احكامها، وفي نفس الوقت كان هناك 5 دول خليجية مصرة علي هذا - فرض الحظر -، ونجحت ان تمرر هذا القرار ل 22 دولة اخري بصمت البعض واعتراض سوريا والجزائر ومصر كانت لديها رؤية غير حاسمة في الموقف.. ولكي يتم تمرير القرار لمجلس الامن ووفقا لتوافق الرأي احيانا يضاف شيء في الشرط المقدم لمجلس الأمن »علي ألا يتضمن هذا التدخل قوات برية« تسمي احتلالا.. وهذا ما اوضح ان هناك تحفظا عربيا.
وهل تري ان هذه الخطوة جيدة في حد ذاتها؟
هل حاولنا قبل ان نأتي بقوات اجنبية ان نأتي بقوات عربية؟ ولماذا سارعت السعودية بادخال قوات درع الجزيرة في البحرين ولم تسارع بمثل هذه القوة في تكوين اخر تشترك فيه مصر أو سوريا أو تونس أو الجزائر أو غيره في ليبيا عندئذ تصبح القضية شأن داخلي عربية - عربية .. شأن عربي قومي ليس اجانب يدخلون في مواقف حساسة جدا.. وهذه سابقة يمكن ان تقاس علي اي دولة عربية اخري الان.. لذلك من الممكن ان يفتح هذا الباب لدخول قوات اجنبية إلي الدول العربية لتحمي الاقليات الاجنبية فيها اذا حدث لهم اضطهاد مثلا.. كالسودان والعراق والان ليبيا تتعرض لنفس الشيء.. خطورة استدعاء الناتو بمعرفة الجامعة العربية يضع سابقة.. بينما ميثاق الجامعة العربية من المفترض ان يدخل اليه نصوص جديدة تقول فيه انه عندما يتم اضطهاد الشعب من قبل حاكمة يكون هناك حق عربي للتدخل.. واذا لم يتمكن العرب من التدخل فليستدعوا الاجانب.. وهذه نقطة يجب ان ينص عليها في الميثاق.. لكي تدخل لاول مرة في ميثاق الجامعة العربية مفهوم كرامة الانسان العربي وحقوق المواطن العربي وديمقراطية النظم السياسية العربية.. وهذا يجب ان يضاف إلي الميثاق الذي ينص حتي الان علي »دول ذات سيادة« ولا يحق لاي طرف ان يتدخل في الشأن الداخلي للطرف الاخر.. وهذا ما يتمسك به السوريون الآن.. وما حدث في ليبيا لاول مرة يحدث وبغير قانون أو ميثاق.
يتخوف البعض من استمرار قوات »الناتو«.. مما يؤدي إلي امكانية وجود احتلال من جانب القوات الاجنبية في ليبيا؟
ما يتردد الان وجود اشارات صدرت عن حلف الاطلنطي بوجود تفكير في الطلب إلي الامم المتحدة ان تنشأ قوة حفظ سلام وهذا يعني دخول بري لقوات عسكرية تابعة للامم المتحدة وصحيح ان هذه القوات اذا حملت البارية الازرق ممكن قبول ذلك.. طالما كانت هذه القوات تحت علم الامم المتحدة ولكن لابد ان يكون قوام هذه القوات من دول عربية واسلامية وافريقية وهذا ما كنت اتمناه منذ بداية الثورة الليبية فكان علي الجامعة العربية ان تتفق بقرار جماعي من وزراء الخارجية بأن تنشأ قوة من 5 دول علي الاقل علي سبيل المثال قطر والامارات وتونس والاردن ومصر أو أي دولة أخري وتكون هذه القوات مهمتها التدخل السريع لتقليل زمن عمليات العنف في بعض الدول العربية وأن تقل زمننا وإنتشاراً ثم بعد ذلك يتم التقريب بين جميع الاطراف السياسية الحاكمة والمعارضة وكانت ليبيا في غني عن استدعاء القوات الاجنبية للتدخل لمواجهة قوات القذافي لمنع ما قد يترتب علي هذا التدخل بعد ذلك من ترتيبات طويلة المدي سواء استراتيجية واقتصادية وخاصة في عقود الاعمار أو الانتاج وهذا سيقضي علي الحظوظ المصرية والعربية والاسلامية بعد سقوط نظام القذافي تماما وبدء عمليات إعادة إعمار ليبيا.. والدليل علي ذلك تجربة تحرير الكويت فبعد ان فقدت مصر وبعض الدول العربية لبعض أبنائها حصلت أمريكا وبريطانيا علي أغلب العقود بعد ذلك ولم يحصل العرب الا علي عقود من الباطن.
جيش عربي .. وليس اجنبيا!
وأعتقد أنه آن الاوان لإنشاء قوة عربية مسلحة بتسليح موصف يمكن أن يساعد الادارة الجديدة في ليبيا علي تشكيل جهاز الشرطة والجيش سواء كانت مصر أو السعودية أو تونس أو مجموعة من الدول العربية لحماية المرافق الرئيسية ووضع جميع خبراتها الامنية والعسكرية لقوات الامن والجيش الليبي بعد الثورة وأن تكون هذه القوات العسكرية العربية هي المكون الرئيسي لتشكيل جهاز شرطة ليبي وقوات الجيش حتي لا ندع فرصة للأجندات الاجنبية أن تأخذ طريقها في ليبيا.
وأنا هنا أعرب عن خوفي من استعانة المجلس الانتقالي الليبي ببعض الخبرات الاجنبية وعدم الاستعانة بالخبرات العربية والاسلامية والافريقية فأعتقد ان المجلس سوف يستعين بالخبرات الانجليزية والفرنسية والايطالية فعلي سبيل المثال شركات أمن إنجليزية لتأسيس جهاز الامن الداخلي والخارجي وسيكون الغرب أصحاب مصلحة لاختيار عناصر ليبية معينة لها هوية معينة ويبعدون في اختياراتهم عن القومية العربية أو احترام الافارقة وأنا أري في ذلك خطرا.
خوف مصر من القذافي
في رأيك.. لماذا تأخرت مصر في الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي؟
بالنسبة لسرعة أو بطء اعتراف مصر بالمجلس الانتقالي الليبي لا يعني ذلك أن مصر لم تكن علي متابعة جيدة ولصيقة بالشأن الليبي أثناء الثورة .. ولكن الحقيقة تقول إننا كنا نقدم نوعا من الاعتراف العملي بالمجلس الوطني الانتقالي وبالثورة الليبية من خلال أكثر من واجهة .. بينها استقبال مصر للمواطنين الليبيين الهاربين من المعارك بين قوات القذافي والناتو والثوار وهذا في حد ذاته اعتراف بالثورة الليبية حيث وصل عددهم حوالي 160 ألف ليبي خلال الثورة .
ثانيا: قامت مصر بتوصيل بعض المساعدات سواء أدوية أو معونات غذائية كما سمحت الحكومة المصرية لحزب الوفد وممثلي النقابات المصرية بينها الاطباء وغيرها بالتوجه الي بني غازي ومقابلة الثوار لإبداء التعاطف .
مصر لم تتأخر في الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي ولكن ما تأخرت فيه مصر هو الورقة القانونية الخاصة بالاعتراف القانوني بالمجلس لأنه كان لدي مصر خوف من إمكانية أن ينتقم القذافي وقواته في المناطق المسيطر عليها من الجالية المصرية .. ومصر لم تتأخر ولكن كان توقيت الاعتراف متماش تماما مع التطور العملي والواقعي بسقوط أو إسقاط النظام في طرابلس وهو ما يعني أن الشرعية في بني غازي ولكن الاختيار ما بين شرعيتين قائمتين كان حساسا لمصر جداً بالنسبة لأمن وأمان المواطنين المصريين في ليبيا .
كما أن الثورة الليبية لم تمر مرور ثورتي تونس ومصر وأعتقد أن الارض الليبية وجغرافيتها وطبيعة الشعب وتوزعه وانتماءاته ستجعل حتي بعد سقوط نظام القذافي هناك آثار للأحداث قد تستمر لعدة شهور أو سنة تقريبا .. لأنه لا توجد أي بوادر لوجود مصالحة وطنية.
مبارك لم »يشحث«
ما تعليقك علي خطاب القذافي الذي صدر خلال احتفالات مصر بثورة يوليو بأن الرئيس السابق حسني مبارك كان يشحت منه للمصريين؟
ارفضه تماما لأنه إذا كانت مصر تحصل علي بعض الاموال من الدول العربية في فترة من الفترات التي تمر بها مصر بأزمات فإنها كانت تقدم الكثير من العطاءات للجانب العربي.. والتحليل الصحيح لتصريحات القذافي التي لم أسمعها هو ان مصر عندما كانت تقدم الخدمات الفنية لليبيين سواء كانت مشورة فنية قانونية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في أزمة لوكيربي أو أزمة ملهي لابيل في برلين .. ففي أزمة لوكيربي علي سبيل المثال كانت مصر تقدم المشورات القانونية عن طريق د. نبيل العربي أثناء وجوده في نيويورك ود.مفيد شهاب والدكتور الغيت وبعض القانونيين الدوليين بالقاهرة في هذه الفترة وكانت ليبيا تقوم بتنفيذ ذلك علي الفور بخلاف ذلك الخدمات التي قدمتها مصر الي ليبيا في مختلف المجالات ..وربما كانت هذه الاموال علي سبيل السلفة أو القرض .. مقابل العطاءات السياسية والفنية في فترة من الفترات .. كما ان مصر نجحت من رفع الحرج علي النظام الليبي في فترة طويلة عندما اتهم الغرب ليبيا بحيازتها مفاعلات للسلاح الكيماوي وأعلن الغرب استعداده للقيام بضربة عسكرية علي هذه المنطقة من ليبيا .. فقامت مصر علي الفور بمبادرة وأرسلت وفداً من الخبراء الي ليبيا للتأكد من صحة الادعاء الغربي وتبين أنه لا توجد أي مواد كيماوية وقدمت تقريرا بذلك للدول الغربية وكان ذلك أواخر التسعينيات.
كما أن مصر في وقت من الاوقات أثناء العمليات العسكرية السابقة كنت أعرف أنها تطلب من ليبيا تغطية أجزاء من صفقات الاسلحة المستوردة من بعض البلاد الاوروبية والروسية .. والليبين كان لديهم حماس وإفتخار بتلبية ذلك وهذا لا يعتبر شحاتة منهم فهذا دور قومي تلعبه مصر بإستخدام كل الموارد العربية المتاحة والتي كان بعضها سعوديا أو كويتيا أو إماراتيا في بعض الاحيان.
كما ان حكاية تخلي القذافي عن السلاح النووي الذي كان بحوزته والتخلص منه .. كان كلاما غير صحيح لأن الخبراء النوويين المصريين الذين قاموا بزيارة ليبيا خلال اللجان المشتركة بين البلدين قاموا بزيارة مركز تاجور للأبحاث النووية وتبين أنه متواضع جدا وقدرته علي إنتاج أي نوع من المواد النووية ضعيفا جدا سواء في الطب أو مختلف المجالات الاخري وأعتقد أن القذافي كان يريد من وراء ذلك دعاية سياسية لكسب رأي عام غربي لكي لا يفعلوا معه ما فعلوه مع الرئيس العراقي صدام حسين .
حضرت 41زيارة بينهما
من خلال معرفتك بالقذافي.. وعملك كسفير في ليبيا لسنوات عديدة.. ماذا كان يريد القذافي بهذه التصريحات؟
ممكن أعطيكم الوصف الصحيح لذلك لأنني حضرت حوالي 14 زيارة رئاسية للرئيس السابق حسني مبارك الي ليبيا خلال مدة 4 سنوات وأنا سفير لمصر وكان بعضها في شهر رمضان .. فكان الرئيس مبارك يتصل بالقذافي ويطلب منه أن يحضر له الافطار ويكون ذلك عندما تكون هناك 3 أو 4 موضوعات »مكلكعة« ويريد الرئيس مبارك التباحث فيها مع القذافي فيتوجه لزيارته .. وكانت مدة الزيارة حوالي3 ساعات أو ساعتين ونصف .. وتكون المباحثات علي المستوي الرئاسي فقط ويخرج جميع أعضاء الوفد المصري او الليبي من جلسة المباحثات وتكون منفردة وبعد الانتهاء منها يخرجان معا سواء من الخيمة الشهيرة للقذافي أو مكان الاجتماعات ويطلبان تجهيز وجبة الافطار .. وكان الفطار يتضمن في أوقات كثيرة أطباق الفول المصري فهم كانوا يتصورون بأن هذا أفضل فطار مصري في رمضان.
وكنت أسمع من أعضاء الجانب المصري خلال عقد الاجتماعات الخاصة بالرئيس مبارك والقذافي أطرف التعليقات التي كانت فيها سخرية والنكات والقفشات علي شكل القعدة ومكانها ونوعية ونظام الأكل .. وكان أعضاء الوفد الليبي يشاهدون ويسمعون ذلك في بعض الاحيان مما كان يتسبب في إحراج شديد لي عقب مغادرة الرئيس مبارك والوفد المصري من ليبيا وانتهاء الزيارة ففي بعض الزيارات جاء مدير المراسم الليبي نوري المسماري وقال للوفد المصري بما معناه هو زيارة الرئيس مبارك عبارة عن »ركوبة طيارة وقاعدة وأكلة ويروح« .. وكنت أحاول ان ألفت نظر بعض اعضاء الوفد المصري بعدم السخرية لان الوفد الليبي كانوا متضايقين من زيارة الرئيس .. ولا أعتقد أنه كانت هناك علاقة مصلحة بين القذافي ومبارك.. فالرئيس السابق مبارك كان يهاجم كثيراً مواقف القذافي وعلي بعض المواقف العنيفة مثلا تجاه الجامعة العربية والامريكان وإسرائيل ..كما أن القذافي ينتقد المصريين في إدارة حياتهم اليومية وقال في أحد الاجتماعات مع الرئيس مبارك والوفد المصري والليبي ان التخطيط العمراني في مصر سيئ للغاية ومثلا والدليل علي ذلك ان »نزلت« المحور أو الكباري العلوية خطأ في بعض المناطق.
طلب القذافي لقاء الوريث
وهل فعلا كما يقول البعض بأن القذافي هو الذي قام بتصدير عملية التوريث لمبارك؟
لم أسمع ولا أعتقد ذلك خلال تواجدي في ليبيا ولكن الشيء الوحيد الذي كنت طرفا فيه هو رغبة القذافي عام 2003 في التعرف علي شخصية جمال مبارك واستقدامه الي ليبيا في زيارة خاصة وفوجئت خلال عملي كسفير لمصر في تلك الفترة أن القذافي يطلبني ويطلب حضوري الي العزيزية وطلب مني السفر الي مصر فوراً وإبلاغ الرئيس مبارك بطلبه وحضور جمال مبارك.. فتوجهت الي القاهرة بعد اتصالي بوزير الخارجية السابق أحمد ماهر وأبلغته بالرسالة عقب زيارته بمكتبه في مقر الوزارة وطلب مني التوجه الي الدكتور أسامة الباز أثناء عمله برئاسة الجمهورية .. وأبلغته برسالة القذافي وقال لي سأبلغ الرئيس مبارك بالرسالة وجاء الرد بالرفض تماما لأن جمال مبارك آنذاك كان ليس له أي صفة للقيام بهذه الزيارة .. والواضح أن الرئيس مبارك كان لا يريد أن تكون هناك صداقة بين القذافي وبين نجله جمال وقمت بالسفر مرة اخري الي ليبيا وأبلغت القذافي بأنه ليس هناك مجال لزيارة جمال مبارك في الفترة القريبة ولكن عندما يأتي القذافي لمصر سيكون هناك فرصة للقاء بينهما.
وظل هذا الموقف يثير العديد من التساؤلات لدي والتي لم أفهمها في وقتها فهل كان القذافي يريد أن يضرب مبارك بنجله .. فما كنت اعرفه عن القذافي أنه لا يأمن لأحد مهما تكون العلاقة قوية معه من الجانب المصري بما فيه الرئيس السابق حسني مبارك فيظل لديه بعض الشكوك في نوايا حسني مبارك تجاهه أو مسئولين مصريين اخرين ممن كانوا في الوفد المصري خلال زيارات مبارك الي ليبيا .. وكان القذافي يقول لي إن الشخص الوحيد الذي يصدق القول ويأمن له من الجانب المصري هو الدكتور أسامة الباز ووصفه القذافي بأنه كان صريحا جدا أثناء عقد المباحثات بين الرئيسين وكان يقول للقذافي أنت غلطان »يا أخ القائد« .. وكان جريئا في معارضته لما يطرحه من أفكار علي ومثال علي ذلك قال الباز للقذافي ان توجه الاسراطين غير عملي وأفكار الفضاء العربي الافريقي الموحد ليس بالشكل الذي يقوم به وكان القذافي يأمن للباز بعكس باقي الوفد المصري المرافق للرئيس مبارك كما انه كان يتصور أنني شبيه بالمسئولين المصريين ولكني طلبت من بعض المسئولين الليبيين ومن بينهم علي التريكي أن يفهمه انني لست كما يتصور .
هل كان رئيس المخابرات السابق عمر سليمان فعلا »رجل ليبيا في مصر«؟ وان دور الخارجية مهمش تماما في العلاقات بين البلدين؟
الكلام كان غير ذلك فمع تطور العلاقات المصرية الليبية وزيادة مجالات التعاون المختلفة بين البلدين التي كانت تظهر بعض الخلافات الكبيرة سواء كانت أوضاع الجالية المصرية أو حقوق الشركات المصرية أو عقد اتفاقيات أو صفقات ثنائية.. فقيل في تلك الفترة إن القذافي طلب من مصر ان تقوم بتعيين شخصية مصرية وليبية كمنسق للعلاقات الثنائية وقال أنه سيعين أحمد قذاف الدم والنظام المصري قال إنه سيعين عمر سليمان وكان الشخصان يتخذان القرارات في كل القضايا الكبيرة العالقة بين البلدين كما أن رئاسة الجمهورية كانت تأخذ رأي عمر سليمان في مختلف القضايا ولا تعترف برأي وزارة الخارجية ولكنه كان رأيا إستشاريا لا يتم الاخذ به وخاصة في فترة تولي احمد أبو الغيط وزارة الخارجية.
التوريث ليس السبب
من وجهة نظرك.. ما السبب الرئيسي لسقوط النظام السابق؟. هل التوريث الذي دفع إلي ثورة 52 يناير؟
لا .. السبب الرئيسي في رأيي.. وقلتها لأولادي.. ان البلد بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة وتزوير الارادة الشعبية الذي حدث فيها، سيؤدي ذلك إلي تملل كبير جدا، واري ان الانتخابات هي القاسم التي ظهر من بعدها ان هناك رغبة سياسية في معاكسة الارادة الشعبية بطريقة واضحة.. ثم اعقبه بعد ذلك حالات المطالبات الفئوية المتكاثرة من عمال من موظفي شركات.. وكذلك الاداء الامني الذي سمعنا عنه في اكثر من حالة.. والتي تقول ان ممارسة رجل الشرطة للمواطن في الشارع ممارسة مهينة وغير منضبطة.. فكان بعضهم ينادي في »الكمين« ب »تعالي يالا«.. وعلمت ذلك من صلاتي بالحداد والنجار والسباك وغيرهم اثناء عملهم في بيتي وصلاتي بالاوساط الشعبية اكثر من صلاتي بالاوساط الدبلوماسية.. ومعرفتي بشكاوي هؤلاء من معاملة رجل الشرطة لهم ان فعلا هذا سبب حقيقي لكراهية السلطة لدي المصريين، ونصف السبب يرجع الي تصليح العلاقة مع رجل الشرطة.. واذا نريد اعادة صورة السلطة في ذهن الشعب وتعاملهم فيجب ان نصلح رجل الشرطة وثقافته وطريقته في التعامل، وهذا سيحتاج عامين أو ثلاثة لاخراج كوادر جديدة من الشرطة تفهم كيف يتعامل رجل الشرطة في الخارج مع المواطنين؟.. ويأتي ويطبقه هنا.
وبعض من رجال الشرطة اعرفهم. .يقولون ان المصري لا يأتي إلا بالعنف.. وانا غير مؤمن بهذا وحتي اخر لحظة من لحظات حياتي مؤمن بان المصري يمكن ان تأتيه كلمة طيبة، ويطور فيه بالكلمة الطيبة.
وعن التوريث؟
ليس التوريث هو السبب الرئيسي لنزول الناس الشارع والقيام بالثورة.. وانما هو السبب الذي جعل الاحزاب السياسية تأخذ مواقف.. انما رجل الشارع العادي كان امله »لقمة العيش« وسببه اهانة الكرامة، وتزوير ارادته في مجلس الشعب.. وهذه هي الثلاثة اسباب المباشرة التي ادت إلي اجماع كل الناس علي ضرورة تغيير النظام.
وهل تري ان هذه الاسباب ستتغير لايجابيات؟
بالنسبة »للقمة العيش« ليس واضحا تماما.. وليس لدينا بدايات مشاريع تنمي أو تعيد توزيع الثورة أو يعيد الضرائب أو يذيب الفوارق بين الفقير والغني فلا يوجد سوي الحد الادني للاجور الذي بدأ يرتفع في حدود موظفي الحكومة الذين يمثلون 4 ملايين.. وهذا ليس كافيا فلابد من »حاجة« كبيرة توصل الخدمات للمواطن بطريقة مختلفة، كخدمة الصحة والتعليم والمرور والشهر العقاري، والمطارات والشرطة طبعا يجب ان تتطور.
ما رأيك في كلمة »فلول«؟ وهل كل اعضاء الحزب الوطني سيئون وفاسدون؟
انا ارفض استخدام وسائل الاعلام لكلمة »الفلول« علي رموز النظام المصري السابق.. لأن كلمة الفلول ليس لها توصيف قانوني .. فهم جماعة من الحزب الوطني أو رجال الامن في مباحث أمن الدولة الذين كان لهم قرار سياسي ويعملون ضد الثورة وليس كل من كان ينتمي الي الحزب الوطني من الفلول .. ومن المفترض أن يكون لكلمة فلول توصيف أدق وهو من يعمل ضد الثورة .. ويكون لدي الثوار ما يثبت بأنه يقوم بذلك سواء عن طريق تجميع أموال لاستخدامها ضد الثوار أو تحريض ضدهم ولكن كون أي شخص منتمي الي الحزب الوطني فلا يعقل .. وأرجو أن ينتبه الي ذلك كبار الصحفيين المصريين في كتاباتهم فمثلا د.محمد عبداللاه فهو أحد مؤسسي حزب الوسط والحزب الوطني وعضو ناشط وطول عمره معروف انه مستقل ومعه د.حسام بدراوي فهما كانوا مستقلين أيام النظام السابق.
اميل لعالم .. وانتظر شابا
من بين المرشحين للرئاسة.. من منهم تري انه يستطيع تحقيق هذا؟
كلهم لديهم استعداد ورغبة.. ولكن لا اعرف قدرات كل منهم، ويقول البعض سيكون طبقا للبرنامج الانتخابي لكل منهم.. ولكن لا.. فكل البرامج متشابهة حتي الآن.. وانا اريد ان اعرف المجموعة التي ستعمل مع المرشح بعد انتخابات الرئاسة، وطبقا لهذه المجموعة وشخصياتها وهوياتها وتاريخها، سيتضح اذا كان مرشحها قادرا علي الانجاز أو لا.. فالمهم المجموعة التي سيختارها المرشح للعمل معه في الرئاسة طبقا للانتخابات.
البعض يري ان مهمة رئيس مصر القادم ستكون انتحارية.. فكيف تراها؟
امن المفترض ان نحكم مصر بالنظام السابق »الرئاسي«؟ انا اميل إلي فكرة النظام البرلماني.. ويكون في يد رئيس الحكومة ان يفعل أو لا يفعل.. ورئيس الدولة يعطي اشارات وتوجيهات - وليس من منطق السلطة - وانما كنصائح، ويقوم باعمال توفيقية عند خلاف ما بين وزير أو وزير أو رئيس وزراء أو مؤسسة أو غير ذلك.. أو يمثل البلد في الخارج تمثيلا مشرفا.. وهذا النظام البرلماني الذي أؤمن به.. وتكون المسئولية الرئيسية في يد رئيس الحكومة.. وعمر موسي مثلا يسعي لرئاسة الجمهورية في ظل نظام رئاسي، واذا كان نظاما برلمانيا قد يشك ويشك الناس في اختياره، لانه يمثل إلي اتخاذ القرارات بنفسه وادارة كل الامور بنفسه.. ولا يخلو من بعض طلائع الحكام المصريين السابقين.. والوحيد الذي قد نجرب فيه شيئا جديدا قد يكون حمدين صباحي أو ايمن نور.. ولكن لا استطيع ان احكم.. وقد اظن انه في الايام الاخيرة ستظهر شخصية اخري.. ومعظم مرشحي الرئاسة يؤيدون النظام الرئاسي.
ومن ستعطي له صوتك في انتخابات الرئاسة القادمة؟
ليس لدي حساسية تجاه اي احد ذي طابع إسلامي.. مستنير.. ومنصف في التعامل مع غير الاسلاميين.. ولابد ان يكون في مقدمات عمله شواهد تقول انه لن يكون لديه اي حساسية في التعامل مع الاقباط كمواطنين عاديين، أو غير اخوان مسلمين أو ليبراليين أو علمانيين أو غيره.
وانا سأعطي صوتي لشخصية لم تظهر بعد حتي الآن.. وقد يكون هناك شخصية ممكن يأتي اسمها ويعلن عنها.
شخصية عسكرية أم مدنية؟
لا .. مدنية
من؟
انا اميل لشخص يكون عالم.
هل لديك معلومة عن احد سيرشح نفسه للرئاسة؟
لا.. ولكن اعتقد ان القيادات الاكاديمية والعملية ستظهر علي ساحة الترشح للرئاسة، فلم يظهر منها احد حتي الآن.. وقد يكون من بينهم من هو مقبول جدا علي المستوي الشعبي.. فنلاحظ انه موجود علي ساحة الترشح الاسلاميين والليبراليين ورجال الاعمال وممثلي الاحزاب التقليدية والشباب.. ولو شباب من حركة كفاية أو ائتلاف شباب الثورة أو الحركات الشبابية الثورية الاخير قدم شخصية كوائل غنيم أو تامر القاضي سأفكر في ان اعطي صوتي له.. لان طاقة الثورة لديه عالية جدا وكذلك طاقة التغيير واماله.. ولكنه لن يكون خبيرا فالخبرة لديه ستكون قليلة في كيفية الموازنة بين المؤسسات.. وفنية الحكم لابد ان يعرف ماذا سيفعل مع الاخرين وكيفية تحريكهم.. وايجاد الارضية التوافقية بين الجميع.
اميل لخمس!
وهل هذه الخبرات متوافرة في مرشحين للرئاسة موجودين علي الساحة الآن؟
نعم.. فمن ضمن الخمسة مرشحين الذين اميل اليهم د.محمد سليم العوا ود.عبدالمنعم ابوالفتوح وايمن نور وعمرو موسي وحمدين صباحي.. وهؤلاء من احصر اختياراتي وفقا للقوائم الموجودين حاليا فيها.. ولكن اتصور ان تكون هناك شخصية اخري في مرحلة قادمة.
وزير خارجية الصحافة!
بورصة الترشيحات لوزارة الخارجية بعد د.نبيل العربي والعرابي كانت تتحدث انك من اوائلها؟
في هذا التوقيت وذاك علمت انني سأصبح وزيرا من الصحافة.. فكانت الصحف تتحدث عن ان بورصة الترشيحات تضع هاني خلاف في المقدمة، ثم بعد ذلك تقول ويزاحمه محمد العرابي ومحمد رفاعة الطهطاوي وكارم محمود.. وهكذا.
هل تري ان وزير الخارجية الحالي كان مفاجأة للدبلوماسيين؟
نعم كان مفاجأة بالنسبة لي.. واعتقد ايضا بالنسبة للدبلوماسيين.
الشاعر.. العلاج بالشعر!
حكايتك مع الشعر.. انت دبلوماسي ثم شاعر.. وصدر ديوان لك مؤخرا تقول فيها »ليس فيها ما يدوم.. كن سفيرا.. كن غفيرا.. كن عليما بالنجوم«.. ما تفاصيل هذه الحكاية؟
هو ديوان يحمل عنوان »حديث الستين«.. وفيه كنت منفعلا بالوصول إلي سن الستين دون ان احقق كل ما كنت ابتغيه، بينما كان في يدي قدرات قربت فيها من مراكز تحريك امور مشاركة في وضع سياسة، انما لم امكن تماما من هذا.. ووصلت إلي المرحلة التي يقال فيها لكل من وصل إلي الستين »اقعد في بيتك.. شكرا« ويرسلي وزير الخارجية »جواب« عظيم جدا عن كفاءتي وقدراتي واخلاقي وادائي، مع هدية فضة لنهاية خدمتي.
وانما كنت اميل إلي الاستفادة ببعض الشخصيات ذات الخبرة الواسعة.. وخبرتي تجمع بين السياسة والدبلوماسية..والدبلوماسيون صنفان: دبلوماسي مهني فقط يقوم بالعمل الدبلوماسي كما انزل في الكتاب، ولا يبادر بافكار خاصة بالوطن ولا يقدم مقترحات أوسع من دائرة المهنة، والاخر عكس ذلك.. وانا طول عمري وانا دبلوماسي كنت استرجع ايام اتحاد الطلبة الذي كان يرأسه وقتها مصطفي الفقي وكنت رئيس اللجنة الثقافية.. وفي منظمة الشباب الاشتراكي كنت عضوا في لجنة العلاقات الخارجية مع د.اسامة الباز.. ثم عبدالاحد جمال الدين ثم د.مفيد شهاب.. والعمل السياسي »يطبع« نفسه علي اداء الدبلوماسي وعلي تطورات الدبلوماسية.. تركت الدبلوماسية ووجدت ان بعض الناس انفضوا من حولي.. وكدت ابكي لاني كنت اتصور ان وفاءهم سيستمر معهم حتي من بعد زوال السلطة.. أو المكان الرسمي.
فكتبت في الديوان قصيدة اسمها »رنين التليفون«.. واخري »الاعدام بالتقادم«.. وثالثة تسمي »القط والانسان«.. و»كلب الحراسة« .. »اقصي من لدغ الثعبان«.. كل هذه القصائد تتحدث عن النكران في الطبيعة الانسانية والتي شاهدتها من بعض المقربين مني الذين كنت اظن انهم سيكونون اكثر تواصلا .. فاذا بهم ينقطعون بمجرد انني خرجت من السلطة.. انما الاوفياء فيهم كتبت عنهم ومازال الاوفياء مستمرون بالتواصل معي.. وحتي الان اتلقي اتصالات مع جاليتنا المصرية في العراق وليبيا.. في المناسبات.. ازعم انه عندما يجمع الشخص بين الدبلوماسي والسياسي ويكون لديه نفس شاعرة.. تصبح خلطة مربكة ومزعجة جدا وثقيلة جدا علي النفس.وانا لست شاعرا بالمعني الاحترافي.. وانا اكتبه لاني تعلمت اللغة العربية بقوة. وقال لي فاروق شوشة مرة: اهلا بك في مملكة الشعر بلغتك وبنيانك المعرفي. كما قال لي: »احسن حاجة ليك ان تعالج نفسك اثناء المرور في فترة الستين هذه.. من خلال الشعر«.
الانسان والدور.. والباز!
علمنا انك تعد لكتاب جديد عن حياة د.اسامة الباز بحكم قربك منه وصلة قرابتك به؟
نعم.. اسمه »الانسان والدور« وانا كتبته قبل ان تبدأ الثورة المصرية.. وقبلها ب 6 اشهر كنت اجمع اوراقه من اوراق د.اسامة الباز نفسه، وللاسف ذاكرته الان لا تسمح له بتذكر كل الاشياء.. فذهبت واطلعت علي كل اوراقه ومكتبته كلها ونقلت منها اجزاء منها..واجهز عنه كتاب »اسامة الباز.. الانسان والدور« ومقدمته ابرز فيها كيف يجمع انسان واحد بين الوطنية والانسانية والقرب من السلطان وحب الناس في وقت واحد.. وحصرت فيه تاريخ نشأته وعلاقاته الاسرية، وانتقلت إلي دراسته في كلية الحقوق، واتيت باوراقه التي كتبها بخط يده وهو طالب، ثم عمله في النيابة العامة، ثم انتقاله إلي الخارجية وبصماته التي وضعها في ادارة الشئون الخارجية طوال سنوات عمره.. ثم عمله بالقرب من سلطة رئاسة الجمهورية.. في الثلاثة عهود في عهد جمال عبدالناصر وانور السادات وحسني مبارك.. ثم دوره في التفاوض مع اسرائيل ونظرته للصراع العربي الاسرائيلي، ودوره في العلاقات العربية.. ثم اسامة الباز المثقف وعالم الفن والفنون وصلته بالادباء والشعراء والعلماء والفنانين واصحاب الريش والكاريكاتيرات.. ولدي رسائل منه اليهم وهكذا.. ثم اسامة الباز الانسان الزوج والوالد.. المريض.. صاحب البسطاء.. واخيرا ما قيل عنه في الصحف والكتابات العربية والمصرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.